التسول الرياضي ولصوص الرياضة ودماء الشهداء

حسن الوريث

 

 

في الوقت الذي يعيش فيه أبناء اليمن ظروفاً صعبة ومآسي كبيرة -بسبب العدوان السعودي الغاشم والحصار الجائر الذي يدمر كل مقدرات الشعب اليمني التي اكتسبها خلال عقود طويلة من الزمن ومنها المنشآت الرياضية- فإن هناك عدداً لا باس به من رؤساء وأمناء عموم الاتحادات الرياضية مازالوا يمارسون أعمالهم انطلاقا من عواصم دول العدوان ويديرون هذه الاتحادات رغماً عن الوزارة التي لم تحرك ساكناً تجاههم وربما ان البعض من مسؤولي الوزارة يعملون على تقديم التسهيلات اللازمة لهذه الاتحادات بل ان الوزارة ظلت بمواقفها طوال الفترة الماضية تتأرجح وتتراوح بين وبين ولم يكن هناك موقف واضح منها في محاسبة الاتحادات التي يعمل مسؤوليها انطلاقاً من دول العدوان حيث لم تتخذ الوزارة أي قرار بحق هؤلاء المرتزقة الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكتسبوا الأموال على حساب الشعب اليمني الذي يعاني الأمرين جراء العدوان الهمجي والحصار الجائر ويستلمون ثمن الدماء الزكية الطاهرة.
وهؤلاء الذين كانوا قبل اندلاع العدوان هم سبب تخلف رياضتنا وتأخرها ولم يقدموا لها أي شيء يذكر واستفادوا من مناصبهم التي تقلدوها إما من خلال انتخابات مبيوعة أو تعيينات جاءت لهم بوساطات وظلوا ينهبون أموال الرياضة ومقدراتها ولم يعطوا لها أي شيء يذكر.ها نحن اليوم نراهم في فنادق الرياض وبعض دول العدوان يواصلون النهب والتسول باسم الرياضة والرياضيين في اليمن فيما الرياضة في اليمن تعيش أوضاعاً صعبة وظروفاً قاسية فقد دمر العدوان كل منشآتها وبنيتها التحتية وغالباً تم ذلك بإيعاز من هؤلاء المرتزقة الذين يحرضون على الرياضة والرياضيين ويشجعون دول العدوان على تدمير وتخريب كل ما اكتسبته اليمن من منشآت ومبان رياضية ولو أنها ليست بالشكل المطلوب -وليست عند المستوى الذي يجب أن تكون عليه المنشآت الرياضية في البلدان الأخرى- إلا أنها في الأول والأخير مكتسبات لهذا الشعب وللرياضيين اليمنيين.
ونحن نرى أن هؤلاء الحفنة من العملاء والمرتزقة الذين يتسولون في دول العدوان بل ويساهمون في قتل الشعب اليمني مازالوا يجدون هنا من يقدم لهم التسهيلات للسفر والعودة بكل أريحية بل ويستقبلونهم ويعتمدون توقيعاتهم وختوماتهم وترشيحاتهم لمشاركات المنتخبات اليمنية في دول العدوان عبر أشخاص تم تكليفهم بمهام الدفاع عن أولئك العملاء والخونة والمرتزقة وكأن هناك شيئاً ما في الموضوع وعلاقات من تحت الطاولة ربما أن بعضها مدفوع الأجر وبعضها يحكمها الغباء ومازلنا نوجه رسائلنا إلى الوزير الجديد عله يتمكن من فك طلاسم هذه القضايا وأول قرار يفترض أن يتخذه هو معالجة أوضاع الاتحادات الرياضية بالشكل القانوني السليم وأن لا يخاف مما يسمونه عقوبات الاتحادات الدولية لإبقاء المرتزقة والخونة في مناصبهم يديرون الرياضة وكأن شيئاً لم يحصل. كما أن على الوزير إصدار قرار بإدراج كل أولئك الرياضيين الخونة والمرتزقة في القائمة السوداء إلى جانب السياسيين والإعلاميين الذين يتسولون في فنادق الدول التي اعتدت علينا ويسوقون للعدوان بل ويحرضون على بلدهم وأبناء شعبهم. ومما لا شك فيه أن التاريخ لن يرحم هؤلاء الذين باعوا بلادهم وخانوا شعبهم وتسولوا باسمه واستلموا ثمن قتله وتدمير مقدراته ومكتسباته ولن يكون لهم مكان في مستقبل هذا الوطن الذي لن يقبل المتسولين والخونة والعملاء والمرتزقة ونحن نتمنى أن لا نرى لصوص الرياضة يصولون ويجولون بين صنعاء وعواصم دول العدوان بتسهيلات من هنا وهناك يتسولون وينهبون.
خيانة دماء الشهداء..
مازال هناك من يروج لمشاركة منتخبات اليمن في عواصم دول العدوان وكأن الأمر طبيعي وبحجة إبعاد الرياضة عن السياسة وكأن السعودية حمل وديع لم تقتل الشعب اليمني ولم تحاصره وهذا الأمر ليس طبيعياً فالترويج له ثمنه وليس هناك فرق بين أولئك الذين يسمحون بالمشاركة وبين المروجين لها فكلاهما واحد وليس مستبعداً أن يأتي اليوم الذي يسمح هؤلاء بمشاركة منتخباتنا في إسرائيل بنفس حجة إبعاد الرياضة عن السياسة.. وبالتأكيد أن مشاركة منتخبات اليمن في السعودية والإمارات خيانة لدماء الشهداء ولا بد من محاسبة كل من تورط من هنا في السماح بهذه المشاركات أو قام بالترويج لها ولو شاهدتم كيف تستغل دول العدوان هذه المشاركات لصالحها لأوقفتموها على الفور.. فهل وصلت الرسالة للدولة والحكومة والوزارة أم أن ذلك اللوبي سيظل متحكماً في الأمر؟؟.

قد يعجبك ايضا