مِنْ (بن غوريون) إلى (صفقة القرن).."الغدة سرطانية" تفتك بجسد الأمة وتنكس رايات العرب
في ذكرى النكبة.. سيف القدس يعيد اعتبار 73 عاماً من هزائم العرب
كيان العدو الإسرائيلي إلى الزوال والشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة يرسمون النهاية
الثورة / وديع العبسي
قبل 73 عاماً بدأت مأساة الفلسطينيين ، ففي الـ 14 من مايو 1948 أعلن المجرم الصهيوني بن غوريون قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين وعلى الإثر بدأت العصابات اليهودية والهاجاناة بقيادة مناحيم بيجن وإسحاق شامير ومجرمون يهود آخرون بإبادة الفلسطينيين قتلا وسحلا وسحقا وذبحا للأطفال والنساء ، صار اليوم التالي لإعلان المجرم بن غوريون يوماً لذكرى النكبة.
بدأت المأساة بمقتل الآلاف من الفلسطينيين وتشريد وتهجير ما يقارب مليون فلسطيني إلى الشتات ، تتالت المذابح التي ارتكبتها العصابات الصهيونية وفاحت رائحة الدماء والحرائق لجثث الأطفال والنساء في كل البلدات الفلسطينية ، أعلن العرب حربا لمواجهة العدو الصهيوني عام 1948 لكنهم تضعضوا وتشرذموا وخان بعضهم وتردى آخرون، واصلت العصابات الصهيونية تدمير مئات القرى الفلسطينية ذبحوا نحو مليون منهم الطفل والكبير والمرأة ، توالت سنوات البؤس والهزائم.
ويحيي الفلسطينيون سنوياً في كل مكان في العالم يوم النكبة، ويتجسد إحياء ذكرى النكبة بإقامة فعاليات شعبية تؤكد في مضمونها على تمسك الفلسطينيين بحق العودة إلى ديارهم التي غادروها وانتشروا حول العالم، ولا يزال الكثير من الفلسطينيين يحتفظون بمفاتيح منازلهم إلى يومنا هذا، معلقة في رقابهم، على أمل العودة إلى أرض وبيوت خرجوا منها مرغمين.
تمثلت النكبة عام 1948 باحتلال العصابات اليهودية ما يزيد على ثلاثة أرباع مساحة فلسطين ، وتدمير 531 تجمعاً سكانياً، وطرد وتشريد حوالي 85 بالمئة، من السكان الفلسطينيين، للدول المجاورة لفلسطين، وبعض الدول الأجنبية.
وفي تقرير صادر عن الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء بمناسبة ذكرى النكبة 71، ذكر أنه وخلال أكثر من سبعة عقود عاماً عملت قوات الاحتلال الإسرائيلي بكافة السبل لتغيير معالم الأراضي الفلسطينية المحتلة، وصبغها بالصبغة الإسرائيلية، منها التوسع الاستيطاني ومصادرة الأرض، ومصادرة أملاك الغائبين، وتسريب العقارات، وهدم المباني، ورفض منح تراخيص بناء جديدة، وزع قبور وهمية، وتهويد أسماء المواقع الفلسطينية، بناء جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية والقدس المحتلة، بالإضافة لسرقة التراث الفلسطيني، ونسبته لهم؛ في محاولة لقتل القضية، لكن كل محاولاته باءت بالفشل بسبب مقاومة ووعي الشعب الفلسطيني له، وذلك لظهور أجيال متعاقبة للمطالبة بحق العودة للأراضي والديار التي هُجروا منها قسرياً.
1948-49: الغدة السرطانية تصيب جسد الأمة
في الرابع 14 من مايو، 1948، أعلن المجرم اليهودي بن غرويون “إنشاء دولة اليهود في فلسطين أسماها بدولة إسرائيل” ، كان قد سبق هذا التاريخ مذابح قامت بها العصابات اليهودية التي اجتاحات القرى والمدن والمزارع مدججة بالحقد والسلاح والاحتلال البريطاني ، وكان من أبرز تلك المذابح العنيفة مذبحة دير ياسين التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في 9 أبريل، 1948، حيث قامت إرجون وشترين بالاعتداء على قرية دير ناسين القريبة من القدس وأبادت سكانها المسلمين العرب عن بكرة أبيهم ، واستمرت العصابات الصهيونية في القتل الفتاك مدعومة من بريطانيا وبمستند قرار أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أصدرت قرار وقتذاك ، في شهري إبريل ومايو قتل أكثر من 10 آلاف فلسطيني.
كانت بريطانيا تحتل فلسطين ، وقد مهد الاحتلال البريطاني والذي أطلق عليه وقتذاك بالانتداب البريطاني على أرض فلسطين ، للعصابات الصهيونية بارتكاب المذابح والإبادة والتهجير للفلسطينيين ، حتى أعلن المجرم الصهيوني بن غوريون- وهو أول رئيس وزراء لكيان العدو الصهيوني- في الرابع 14 من مايو 1948، “إنشاء دولة اليهود في فلسطين أسماها بدولة إسرائيل” ، كان قد سبق هذا التاريخ مذابح قامت بها العصابات اليهودية التي اجتاحات القرى والمدن والمزارع مدججة بالحقد والسلاح والاحتلال البريطاني ، وكان من أبرز تلك المذابح العنيفة مذبحة دير ياسين التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في 9 أبريل، 1948، حيث قامت عصابات يهودية بقيادة مناحيم بيجين- وقد تولى رئاسة وزراء كيان العدو الصهيوني- بالاعتداء على قرية دير ناسين القريبة من القدس وأبادت سكانها المسلمين العرب عن بكرة أبيهم ، واستمرت العصابات الصهيونية في القتل الفتاك مدعومة من بريطانيا التي تحتل فلسطين بمستند قرار أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أصدرت قراراً وقتذاك ، في شهري إبريل ومايو قتل أكثر من 10 آلاف فلسطيني.
واصلت العصابات قتل الشعب الفلسطيني فيما لم تقم أي قوة بالتدخل لإيقاف حلقات الإبادة الشاملة، خلال أول شهرين للحرب، تم قتل حوالي أكثر من 10 آلاف شخص وإصابة أضعاف ، ثم توالت الجرائم عامي 1948 – 1949 ، عشرات المذابح التي سحق فيها عشرات الآلاف ، خلال 73 عاماً ارتكب العدو الصهيوني ما يزيد عن 10 آلاف مذبحة في كل مذبحة متوسط 25 قتيلا ، وبعض المذابح بلغ عدد الضحايا فيها المئات.
حدثت الإخلاءات البريطانية من فلسطين تدريجياً، كان الاحتلال البريطاني يسلم العصابات اليهودية السلاح والعتاد والدعم المالي ، أصبحت المذابح مستشرية حيث أم جرائم ومذابح العصابات الصهيونية أدت إلى مقتل عشرة آلاف أو أكثر.
فسخ الانتداب البريطاني على فلسطين ، وإعلان اليهود كيانهم اللقيط المسمى إسرائيل أطلقا العنان لحرب كاملة (حرب 1948 بين الجيش العربي الموحد وبين العصابات اليهودية) نشبت بعد 14 مايو 1948. في الـ 15 و16 من مايو، قامت الجيوش الرباعية للأردن، سوريا، مصر، والعراق بالحرب على العصابات الصهيونية، وقامت وحدات من لبنان باتباعهم خلال فترة زمنية قصيرة ، تحرك الفدائيون من اليمن ومن دول عربية عدة لمواجهة المد اليهودي ، لكنها في نهاية المطاف أخفقت لأسباب كثيرة.
وصل الحال ببعض قادة العرب بإخلاء مناطق من فلسطين ، وحث أغلب القادة الفلسطينيين على البقاء في بيوتهم ، وعلى الإثر واصلت العصابات الصهيونية اليهودية التوسع والمذابح ، أدت اعتداءات ارتكبتها الهاجاناة على مراكز سكانية عربية أساسية مثل يافا وحيفا بالإضافة إلى حملات الإبادة شنتها عصابات مثل إرجون وشترين بقيادة المجرمين إسحاق شامير ومناحيم بيجن في دير ياسين واللد إلى إبادة الفلسطينيين وتهجير بقية السكان من قطاعات كبيرة من السكان العرب، وقد لعبت عوامل مثل الفرار المبكر للنخبة الفلسطينية والآثار النفسية للفظائع اليهودية أيضاً دوراً مهماً في الرحيل الفلسطيني.
انتهت حرب 48 – 49 بانتصار للعصابات الصهيونية قامت فيها بإلحاق مساحة وراء حدود خطة التقسيم، متخطيةً حدود الدولة الفلسطينية العربية المقترحة ، قامت الأردن وسوريا ولبنان ومصر بتوقيع اتفاقات هدنة 1949 مع كيان العدو الصهيوني ، وتم أيضاً احتلال الأراضي المتبقية (قطاع غزة والضفة الغربية) ، بالترتيب ، بالإضافة إلى ذلك سيطرت عصابات اليهود المجرمين على غرب القدس.
* العصابات اليهودية تشرد ما بقي من الفلسطينيين أحياء
بالتوازي مع المذابح التي كانت ترتكبها العصابات الصهيونية في القرى والبلدات الفلسطينية خلال العامين 48 – 49 والتي هدفت منها إلى إبادة شاملة للسكان ، كانت تقوم بترحيل آخرين وتهجيرهم إلى مصر والأردن ولبنان وسوريا ، في عام 1948 قامت العصابات اليهودية بتهجير أقل من مليون فلسطيني من بيوتهم وأُجبروا على هجر أملاكهم.
بعد حرب 1948، حاول بعض اللاجئين الفلسطينيين الذين عاشوا في المخيمات المتموضعة في الضفة الغربية التابعة للأردن، قطاع غزة ، وسوريا أن يعودوا إلى مساكنهم السابقة عن طريق اختراق الحواجز الأمنية التي عملتها العصابات اليهودية والتي أطلقت على نفسها الجيش الإسرائيلي ، رفض بن غوريون عودة اللاجئين الفلسطينيين بشكل قاطع في 1948 في قرار أصدر من قبل مجلس الوزراء التابع لكيان العدو الصهيوني ، وكرر رفضه في رسالة للأمم المتحدة أحالها في 2 أغسطس، 1949 تضمن نص هذه الرسالة تصريحاً أصدره مش شاريت في 1 أغسطس، 1948 تم فيه نمذجة المنظور الرئيسي للحكومة الإسرائيلية بشأن هذه القضية، والذي ترتب على إيجاد حل لا يتضمن عودة اللاجئين إلى فلسطين ، بل عوضاً عن ذلك يتضمن إعادة إيطانهم في ولايات أخرى.
وفيما قادة العرب كانوا بين خائف ومرتعد وجبان ، وبين عميل ومتآمر وبين حالم بالزعامة على ما تبقى من فلسطين كانت العصابات الصهيونية كغدة سرطانية تفتك بالجسد العربي وتحتل مناطق وتتوسع باتجاه سوريا ولبنان والأردن ومصر.
* حق العودة ومحاولات تصفية الحق
على مدار السنوات الماضية لا زال الشعب الفلسطيني يحيي الذكرى؛ لتبقى في ذاكرة الأجيال المتعاقبة، حتى استعادة الحقوق كاملة، وتحرير الأرض من الاحتلال الغاصب، ويأتي إحياء الشعب الفلسطيني لذكرى النكبة كل عام، رداً على قادة الاحتلال الذين يرفعون شعار “الكبار يموتون والصغار ينسون”، حيث تؤكد الفعاليات بأن الشعب الفلسطيني شعب أصيل لا ينسى وطنه، ولا تاريخه، ولا تراثه، ولا عقيدته، ولا هويته، وهو متمسك في العودة إلى أرضه التي ورثها جيلاً بعد جيل عن أجداده مها طال الزمن أو قصر؛ لأن الكبار علموا الصغار بأن لا ينسوا فلسطين بل زرعوا في قلوبهم الحب لفلسطين، والتمسك بالأرض، وغرسوا في عقولهم أيضا تاريخ وحضارة وتراث هذا البلد العظيم منذ بداية التاريخ وحتى يومنا المعاصر.
ومن الفعاليات التي اعتاد بها الشعب الفلسطيني إحياء ذكرى النكبة، مسيرات العودة وكسر الحصار، التي انطلقت في مارس 2018م، وبقيت مستمرة، مطالبة –المسيرات- بالعودة إلى الأرض المحتلة، وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 13 عاماً، ومن المتوقع أن تخرج في غزة مسيرات العودة وكسر الحصار لإحياء ذكرى النكبة 73، والمطالبة بتطبيق القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، منها القرار 194 الخاص بحق العودة، وكسر الحصار عن القطاع الصامد.
العام الماضي أصدر ترامب قرارا بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس ، ضمن مصفوفة “صفقة القرن” التي تشاركت فيها أمريكا وإسرائيل المارقتان وخونة عرب وبدعم بريطاني أوروبي ، هدفت صفقة القرن إلى تصفية حق العودة وتمكين العدو الصهيوني من القدس مقابل خمسين مليار دولار تُدفع كتعويضات للمهجرين من أرضهم ، وإقامة مناطق معزولة ، غير أن محاولة العدو الصهيوني بدء التنفيذ للصفقة في مدينة القدس الشهر الفائت إبريل أدت إلى اندلاع مقاومة فلسطينية شرسة في القدس وفي الأراضي المحتلة ، على إثرها دخلت فصائل المقاومة الفلسطينية الباسلة في حرب مباشرة مع العدو الصهيوني ما تزال مستمرة حتى اليوم ، أطلقت المقاومة الفلسطينية على العمليات التي تخوضها لأول مرة بهذا الشكل اسم “معركة سيف القدس”.
في الذكرى 71 عاماً على نكبة فلسطين، يؤكد د. صقر جبالي، على أن حق اللاجئين الفردي والجماعي بالعودة إلى ديارهم والعيش في وطنهم هو حق طبيعي وأساسي من حقوق الإنسان، ويستمد مشروعيته من حقهم التاريخي في وطنهم، ولا يغيره أي حدث سياسي طارئ ولا يسقطه أي تقادم، وتكفله مبادئ القانون الدولي والاتفاقيات والمعاهدات الدولية بالإضافة إلى قرارات هيئة الأمم المتحدة ذات العلاقة، ومن أبرزها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان سنة 1948 والذي جاء في المادة 13 منه أن لكل إنسان الحق في العودة إلى بلاده، كما أكدت على ذلك اتفاقية جنيف الرابعة وقرار الجمعية رقم (194 – د) الصادر بتاريخ 11/ 12/ 1948 الفقرة رقم 11 والتي تنص على جوب السماح بالعودة، في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وعن كل مفقود أو مصاب بضرر، عندما يكون من الواجب، وفقا لمبادئ القانون الدولي والإنصاف، أن يعوض عن ذلك الفقدان أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسؤولة.
* تهويد وإحلال
عمل الكيان الصهيوني بسياساته على التغيير الديمغرافي لفلسطين في محاولة لطمس الهوية العربية والإسلامية للأراضي المحتلة، وعلى اثر ذلك بات الفلسطينيون يشكلون –حسب التقارير حتى -2020 حوالي 49.7 % من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، فيما يشكل اليهود ما نسبته 50.3 % من مجموع السكان، ويستغلون أكثر من 85 % من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية (البالغة 27,000 كم2)، بما فيها من موارد وما عليها من سكان، وما تبقى من هذه المساحة لا يخلو من فرض السيطرة والنفوذ من قبل الاحتلال عليها.
وبحسب رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء علا عوض، فقد بلغ عدد السكان في فلسطين التاريخية عام 1914م نحو 690 ألف نسمة، شكلت نسبة اليهود 8% فقط منهم، وفي العام 1948م بلغ عدد السكان أكثر من مليونين حوالي 31.5 % منهم من اليهود، وقد ارتفعت نسبة اليهود خلال هذه الفترة بفعل توجيه ورعاية هجرة اليهود إلى فلسطين خلال فترة الانتداب البريطاني حيث تضاعف عدد اليهود أكثر من 6 مرات خلال الفترة ذاتها، حيث تدفق خلال عامي 1932 – 1939 أكبر عدد من المهاجرين اليهود، وبلغ عددهم 225 ألف يهودي، وتدفق على فلسطين خلال عامي 1940 – 1947 أكثر من 93 ألف يهودي، وبهذا تكون فلسطين قد استقبلت خلال عامي 1932 – 1947 ما يقارب 318 ألف يهودي، ومنذ العام 1948م وحتى العام 1975م تدفق أكثر من 540 ألف يهودي.
كذلك توضح سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن عدد اللاجئين المسجلين للعام 2019م، حوالي 5.6 مليون لاجئ فلسطيني، يعيش حوالي 28.4 % منهم في 58 مخيماً رسمياً تابعاً لوكالة الغوث الدولية تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.
وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949م حتى عشية حرب 1967م “حسب تعريف الأونروا” ولا يشمل أيضًا الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967م على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلا.
ووفق الإحصاء الفلسطيني، فقد بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة عام 1948م وحتى 14 مايو 2020 (داخل وخارج فلسطين) نحو مائة ألف شهيد.
ويشار إلى أن العام 2014م كان أكثر الأعوام دموية، حيث سقط 2240 شهيدا منهم 2181 استشهدوا في قطاع غزة غالبيتهم استشهدوا خلال العدوان على قطاع غزة.
* مواقع استعمارية وبؤر استيطانية
بلغ عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية حتى نهاية العام 2018م في الضفة الغربية، 448 موقعا، منها 150 مستعمرة و 26 بؤرة مأهولة تم اعتبارها كأحياء تابعة لمستعمرات قائمة، و128 بؤرة استعمارية، أما في ما يتعلق بعدد المستعمرين في الضفة الغربية فقد بلغ 671,007 مستعمرين نهاية العام 2018م، بمعدل نمو سكاني يصل إلى نحو 2.7 %. ويشكل استقدام اليهود من الخارج أكثر من ثلث صافي معدل النمو السكاني بدولة الاحتلال، ويتضح من البيانات أن حوالي 47 % من المستعمرين يسكنون في محافظة القدس، حيث بلغ عـددهم حوالي 311,462 مستعمراً منهم 228,614 مستعمراً في القدس (يشمل ذلك الجزء من محافظة القدس الذي ضمه الاحتلال الإسرائيلي إليه عنوة بعيد احتلاله للضفة الغربية في عام 1967م)، وتشكل نسبة المستعمرين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 23 مستعمراً مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس حوالي 70 مستعمراً مقابل كل 100 فلسطيني.
وشهد العام 2019م زيادة كبيرة في وتيرة بناء وتوسيع المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية، حيث صادق الاحتلال الإسرائيلي على بناء حوالي 8,457 وحدة استعمارية جديدة، بالإضافة إلى إقامة 13 بؤرة استعمارية جديدة.
وفي العام 2019م هدمت قوات الاحتلال 678 مبنى، منها حوالي 40 % في محافظة القدس بواقع 268 عملية هدم، وتوزعت المباني المهدومة بواقع 251 مبنى سكنيًا و427 منشأة، كما أصدر الاحتلال خلال العام 2019م أوامر بوقف البناء والهدم والترميم لنحو 556 مبنى في الضفة الغربية والقدس.
وبحسب مؤسسة المقدسي ومركز عبد الله الحوراني، تقوم سلطات الاحتلال بهدم المنازل الفلسطينية ووضع العراقيل والمعوقات لإصدار تراخيص البناء للفلسطينيين، فمنذ العام 2000م وحتى 2019م تم هدم نحو 2,130 مبنى في القدس الشرقية (ذلك الجزء من محافظة القدس الذي ضمه الكيان الصهيوني عنوة بعيد احتلاله للضفة الغربية في عام 1967م)، بالإضافة إلى نحو 50 ألف مسكن بشكل كلي وما يزيد على 100 ألف مسكن بشكل جزئي في الأرض الفلسطينية منذ العام 1967م.
الحق يعود و”بيت العنكبوت” إلى زوال
73 عامًا على احتلال فلسطين وتدنيس أرضها من قبل العصابات الصهيونية مرت، ولا تزال أرض الزيتون تقاوم، وسط تخاذل عربي ودولي، الفلسطينيون عبر التاريخ لم يعتمدوا إلا على أنفسهم، فرهاناتهم على الدول العربية في وقت من الأوقات لم تفلح، بينما كانت النتيجة على الرهانات الغربية شبيهة بذلك.
العام الفائت كشف تهميش العرب للقضية الفلسطينية وخيانتهم ، فبعد قرار دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس وجعل المدينة المقدسة عاصمة لكيان العدو الصهيوني، جاءت ردود الفعل واهية، دول عربية لا تزال تصر على الشجب والإدانة، بينما تجاهلت أخرى الموقف، وثالثة تقمع شعبها رافضة تضامنه مع القضية، ليظل الفلسطينيون وحدهم هم من يدافعون عن قضيتهم وعن ثالث أهم مقدس في الإسلام ، ومعهم شعوب وأمم حرة وأبية وفي مقدمتها الشعب اليمني.
ومع مرور الأيام والسنوات، أعطى الفلسطينيون للعالم درسًا في القوة والتحدي، فمع انعدام إمكانياتهم العسكرية يصرون على مقاومة المحتل الغاشم بأدوات بسيطة كشفت إبداع المقاوم الفلسطيني البطل ، لم يعجز الفلسطينيون عن إيجاد أدوات وطرق جديدة للمقاومة، تتشابه وسائلهم فيها إلى حد بعيد، في مقابل أحدث الأسلحة وأشدها فتكًا في حوزة جنود الاحتلال الإسرائيلي، في معركة غير عادلة يحاول فيها شباب المقاومة الذود عن الأرض وحفظ ما بقي من المقدسات والأراضي حتى إشعار جديد، يستطيعون فيه استعادة جميع الأراضي المحتلة.
أدوات المقاومة الفلسطينية في وجه العدو الصهيوني المحتل تطورت، وتحولت ليد حديدية تقاوم وترعب العدو الصهيوني، تتنوع وتتغير يومًا بعد يوم، فمن الحجارة إلى المقليعة والنبلة، والمولوتوف، فالمسامير والسكين والدهس، إلى أن جاءت الصواريخ والمسيرات تهز كيان العدو الغاصب.
عملية سيف القدس التي توحد فيها المقاومون والشعب الفلسطيني في غزة وفي الأراضي المحتلة – ووحدت الأمة من وراء ذلك – بدأت ولن تقف إلا بحتمية نهاية الكيان الصهيوني وتحقيق اليوم الموعود.
وما باتت تعكسه معركة سيف القدس أن كيان العدو الصهيوني مهدد بالزوال، وأن النار التي تحرق المدن والمستوطنات والرعب الذي يجتاح اليهود الصهاينة هو نذير بزوالهم ، وما كان يراهن عليه العدو فشل أكانت صفقة القرن التي صارت مغامرة القرن وأشعلت الثورة والمقاومة من جديد وبشكل لم يسبق له مثيل ، أو القبة الحديدية التي تغلبت عليها صواريخ المقاومة ، إن الساعة تسير في صالح الشعب الفلسطيني ، ففي كل يوم تتضعضع ما تسمى إسرائيل وتضعف حججها أكثر وأكثر ، وتفقد قواها وتتفتح المخاطر المحدقة بالكيان الصهيوني اللقيط.