الثورة نت/
أدى عضوا المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي وأحمد غالب الرهوي ومعهما أمين سر المجلس السياسي الدكتور ياسر الحوري وعدد من قيادات الدولة صباح اليوم صلاة عيد الفطر مع جموع المصلين، بالجامع الكبير بصنعاء.
وفي خطبتي العيد بالجامع الكبير بصنعاء، تناول العلامة أكرم أحمد عبدالرزاق الرقيحي مدلولات عيد الفطر والحكمة الإلهية منه، لكونه يأتي بعد شهر فضله الله عن بقية شهور العام أنزل فيه القرآن، وفيه ليلة خير من ألف شهر، وأدى المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها فريضة الصوم.
وقال” هذا يومٌ من أيام العظيم جل في علاه، أمتن الله به على أهل الإيمان وتفضّل به على أهل العقيدة والإسلام يُقبل عليهم فيه بأنواره ويُنعم عليهم فيه بخيراته وكراماته، بعد أن استجابوا أمره وامتثلوا أحكامه وشريعته، فأطاعوا ربهم وأنابوا وأسلموا واستكانوا وأقبلوا إلى الله، فصاموا نهارهم وقاموا ليلهم ورتلوا كاتب ربهم فامتن الله عليهم بكرمه وإحسانه وعفوه ورحمته، فمن صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه”.
وأضاف “إذا كان يوم عيد الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطرقات ينادون أن اغدوا يا معشر المسلمين إلى رب كريم يمن بالخير ثم يفيض عليه الثواب الجزيل، لقد أمرتم بصيام النهار فصمتم وبقيام الليل فقمتم وأطعتم ربكم فاقبضوا جوائزكم”.
وأشار العلامة الرقيحي إلى أن الأعياد في دين الإسلام ليست مجرد أوقات للهو والملهيات والمشتهيات يلبس فيها الناس الجديد ويمتعون أنفسهم بأنواع الملذات، والإسراف والإفراط في دين الله وأرحامه وقرابته وأمته، إنما الأعياد في دين الإسلام عبادة وطاعة وتواصلاً وإنابة وتكافلاً ومحبة يُدرك ذلك من ينظر إلى جموع المسلمين في بقاع المعمورة.
وذكر أن العباد في يوم عيد الفطر، أقبلوا منذ الساعات الأولى صوب المساجد والجبانات، لإقامة صلاة العيد طاعة لله يُرفعون أصواتهم بالتهليل والتكبير للملك الجليل، يُدرك ذلك من ينظر إلى معاشر المسلمين وقد امتددت أيديهم في هذا اليوم وقبله بزكاة الفطر بذلوا صدقة صيامهم عن أنفسهم ومن يعولون، يقول رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله فرض الله زكاة الفطر على الكبير والصغير والذكر والأنثى من المسلمين طهرة للصائم من اللغو والرفث.
وقال” إن النبي عليه الصلاة والسلام يقول عن الفقراء والمساكين أغنوهم في هذا اليوم، ليُسعد الغني والفقير الكبير والصغير وتترسخ صلاة المحبة والوئام بين مجتمعات الإسلام، يُدرك هذا من ينظر إلى جموع المؤمنين بعد أداء صلاة العيد لزيارة أرحامهم وذوي قرابتهم، فالرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعة الله”.
واستغرب الخطيب الرقيحي من تعذر البعض وتعللهم بانقطاعهم عن زيارة أرحامهم بضيق أيديهم وتوقف مرتباتهم جراء العدوان والحصار .. مؤكداً أنه لا عذر لهم في هذا الجانب وعليهم زيارة الأرحام وصلة الأقارب حتى بالكلمة الطيبة والابتسامة والسؤال.
وتطرق إلى معاني عيد الفطر وما ينبغي أن يكون عليه الجميع من التراحم والتواصل والتعاطف والتكاتف والتي قد غابت عن الكثير .. مبيناً أن القلوب حملت بغضاً وحقداً وامتدت الأيادي بطشاً وفتكاً، مستشهداً بحال أهل اليمن جراء العدوان والحصار ومعاناتهم منذ سنوات على أيدي عربان الخليج وأسيادهم من الصهاينة والأمريكان.
وعرّج العلامة الرقيحي على معاناة أبناء الشعب الفلسطيني، سيما ما يتعرضون له حالياً من هجمة شرسة وعدوان واستباحة واستهانة لمقدسات المسلمين واقتحام لساحات المسجد الأقصى والقصف والتنكيل والهدم والتدمير للمنازل في غزة والضفة والقدس وغيرها.
وندد بجرائم الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، وهرولة أنظمة الخليج وغيرها في التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب .. وقال” في ظل تطبيع الأنظمة العميلة، يعتدي الكيان الصهيوني على الأشقاء في فلسطين والمحارم والمقدسات”.
وتساءل” هل رفعت الأنظمة العميلة صوتها، وأعلنت الشجب والاستنكار، وإن كانت قد أعلنت تنديدها، فالمنتظر منها أكبر من ذلك، لأن هناك علاقات دبلوماسية مع الإمارات والبحرين والسودان ومصر والأردن ولديها سفراء وقنصليات، فلتوعز إلى سفرائها وممثليها بالعودة إلى بلدانهم والتهديد بقطع العلاقات التي أقاموها على دماء أبناء الأمة في فلسطين”.
كما أكد أن الأنظمة المطبعة، خانت الأمة ومقدساتها بهرولتها للتطبيع مع الكيان الصهيوني .. وقال” لقد خانت الله ورسوله ودماء الأمة وارتكبت حماقة عندما باعت نفسها وشعوبها وأوطانها للشيطان وعقدت تحالفات مع أعداء الإسلام ضد أبناء الإسلام فلم يعد في قلوبهم ونفوسهم خوفاً من الله، ضاعت من قلوبهم عقيدتهم وإيمانهم وإسلامهم وأمتهم”.
وحث على جعل أيام عيد الفطر، أيام للطاعة وصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران وتفقد أسر الجرحى والشهداء والمصابين.. وقال” لابد أن ينظر الجميع إلى معاناة أبناء فلسطين وأن يكون للشعب اليمني رغم العدوان والحصار والتضييق وقفة وهبة مع الأشقاء في فلسطين بالمال والموقف، حتى بالخروج في مسيرات لرفع الصوت ضد الاستكبار العالمي”.
ودعا الرقيحي إلى دعم المقاومة الفلسطينية ورفد جبهات وساحات الوغى بالمال والرجال والعتاد وإسنادهم بالدعاء، بما يعزز من صمودهم في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي.
وأكد أهمية التوجه لزراعة الأرض وتحقيق الاكتفاء الذاتي للشعب اليمني .. وأضاف” عسى أن يكون من وراء العدوان والحصار والتجويع، فرصة ومنحة لأهل اليمن للعودة إلى سالف عهدهم في الزراعة، وإلى ما كانوا عليه، أهل البلدة الطيبة، حتى لا نستجدي غذائنا وأكلنا وشربنا ودوائنا من الآخرين”.
واختتم العلامة الرقيحي خطبته بالقول” إن اليمن أرض طيبة وربنا هو الرب الغفور، أنعم علينا بالخيرات والرحمات ولا ينقصنا سوى التوجه للزراعة والفلاحة، فيد تحرث ويد تبني وتزرع وتحصد حتى يكون النصر والفرج والنهوض والبناء والاكتفاء”.