مع حلول شهر رمضان المبارك والأعياد، تنتشر اللوحات الإعلانية عن التخفيضات في ربوع المدن اليمنية إلا أن مصطفى سعد لم يعد يهتم بتلك اللافتات والإعلانات التي يضعها أصحاب المحلات التجارية لاستقطاب زبائنهم، بعد أن انخدع بها عدة مرات من قبل، وفي كل تجربة تزداد قناعته أنها ليست أكثر من مصيدة للناس البسطاء.
تجارب فاشلة
“في العام الماضي كانت أخر تجربة لي مع محلات التخفيضات، عندما ذهبت لشراء بعض الملابس لأطفالي، فلم يمر إلا وقت قصير حتى تغيرت الألوان وتقطعت الملابس” .. كما يقول سعد، ويؤكد انه لا يمكن الحصول على تخفيضات حقيقية في سلع جيدة وجديدة.
وعادة ما تكون التخفيضات في سلع مرت عليها سنوات طويلة ويريد التاجر أن يتخلص منها، بعد أن ربح أضعافها، أو لبضاعة رديئة ومقلدة يشتريها التجار بأسعار رخيصة ويبيعوها على أساس أنها جديدة وأصلية، لكن لا يلبث الزبون طويلا حتى يعرف انه كان ضحية عملية نصب واحتيال.. بحسب علي القباطي .
ويؤكد القباطي لـ “رمضانيات” أن التخفيضات تعد بيعاً للوهم، ولا يوجد تاجر يبيع سلعته برأس المال أو يخفض السعر الأصلي لبضاعة جيدة أو ما تزال مطلوبة في السوق، إلا أن محمد الصلاحي – صاحب محل تخفيضات – ينفي أن تكون التخفيضات لبضاعة قديمة أو مقلدة، ويؤكد لـ “ بلقيس “ أن محله يبيع بضاعة جيدة ويراعي الوضع الاقتصادي للناس، ويكتفي بربح القليل .
لا يتفق مجدي الكبودي صاحب محل ملابس مع الصلاحي، حيث يرى أن التاجر يفكر بربحه في المقام الأول، وقد يمنح تخفيضات خفيفة لا تؤثر على رأس ماله وأرباحه.
ويقول مجدي لـ “رمضانيات”: بعض التجار يستخدم إعلانات التخفيضات للحصول على زبائن أكثر، ولفت الأنظار لمحله، وبيع بضاعته المكدسة، والبعض يعلن عن تخفيضات لبضاعة جيدة لكنك عندما تدخل المحل تجد انه يبيع بضاعته بسعر السوق ولا وجود للتخفيضات.
تضليل وخداع
التخفيضات تستدرج الناس لوهم وخداع وتضليل بأسعار وهمية وغير حقيقية بل قد تكون بعض العروض أسعارها تفوق ما كانت عليه قبل الإعلان عن التخفيضات.. بحسب ما يؤكده مصدر مسئول بجمعية حماية المستهلك لـ “رمضانيات “ ويوضح أن الجمعية تطالب منذ سنوات بتفعيل القانون رقم ٤٦ لسنة ٢٠٠٨م بشأن حماية المستهلك، الذي يعتبرها إعلانات مضللة وخادعة ما لم تكن حقيقية وفقا لتكلفة فعلية، ويشترط موافقة مسبقة من وزارة الصناعة والتجارة على هذه الإعلانات والتخفيضات.
لا تقتصر التخفيضات على الملابس وبعض مستلزمات المنازل فقط، بل تمتد إلى السلع الغذائية، التي يتهافت كثير من الناس على شرائها، دون إدراك عواقبها، وهذا ما يحذر منه مصدر مسئول بوزارة الصناعة والتجارة، حيث يقول لـ “رمضانيات” إن السلع الغذائية التي تباع في الأسواق بتخفيضات، وتظهر بشهر رمضان بشكل أكبر عبارة عن سلع منتهية الصلاحية أو شارفت صلاحيتها على الانتهاء بالإضافة إلى سلع مغشوشة ومقلدة.
ويوضح أن الناس تشتريها لرخص قيمتها، لكن تناولها قد يكون له عواقب وخيمة على صحة الإنسان، فقد تصيبه بتسمم ويخسر الكثير من حيث أراد الاقتصاد.
رقابة غائبة
سعيد عبدالرحمن – صاحب محل مواد غذائية – يعتبر أن البضائع التجارية التي تباع بتخفيضات على أرصفة الشوارع ضرها اكبر من نفعها، فبعض التجار يقومون ببيع بضاعتهم التي أوشكت على الانتهاء بتخفيض بسيط في السعر وينخدع الناس ويشتروها، فيما هي بضاعة تالفة.
تتعرض السلع المعروضة بأسعار مخفضة نسبيا سواء المنتهية أو المهربة لأشعة الشمس طوال اليوم وهذا سبب إضافي لعدم صلاحيتها للاستخدام.. كما يؤكد عبدالرحمن لـ “رمضانيات “.
وتعتبر وزارة التجارة والصناعة الجهة الوحيدة المخولة قانونيا بمراقبة هذه الإعلانات والممارسات وضبط من يقومون بخداع الناس ومعاقبتهم.
يقول المصدر بحماية المستهلك: مع دخول شهر رمضان الكريم والمناسبات العيدية تنتشر الإعلانات التي تروج للتخفيضات سواء كانت لسلع غذائية أو الكرتونية أو ملابس وخلافه، لكن دور جمعية حماية المستهلك يقتصر على إبلاغ الجهات المختصة بالشكاوى التي تصل من المستهلك وتوعيته حول عدم الانجرار وراء عروض التخفيضات الوهمية.