المحن والشدائد لا تزيد الشعب اليمني إلا ثباتاً وتمسكاً بفلسطين ومقدسات الأمة وحقوقها العادلة
رغم العدوان والحصار وتداعياتهما الكارثية:اليمنيون يحيون فعاليات يوم القدس العالمي بزخم جماهيري كبير
السيد القائد:موقف اليمن من القدس ينطلق من المبادئ الإيمانية والإنسانية ولا يمكن التفريط به أو التراجع عنه
السيد نصر الله:الشعب اليمني لم يترك القضية الفلسطينية وهو في أشد الظروف وهو المدافع الأبرز عن قضية العرب الأولى
تستعد جماهير الشعب اليمني اليوم الجمعة، لإحياء يوم القدس العالمي في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات.
وكما جرت العادة يحيي اليمنيون فعاليات يوم القدس العالمي بزخم كبير وحضور جماهيري حاشد بالرغم من التحديات الكبيرة التي يواجهها الشعب اليمني وهو يواجه العدوان السعودي الأمريكي وأدواته في الداخل، مؤكدين بذلك على أن قضية القدس ستبقى على الدوام القضية المركزية الأولى للشعب اليمني على الرغم من كل التحديات التي يواجهها في مختلف المراحل والظروف.
الثورة /حمدي دوبلة
ويتوقع متابعون أن يشارك الملايين من اليمنيين في إحياء يوم القدس العالمي في صنعاء وكافة المحافظات المحررة، وذلك بالنظر إلى حجم المشاركة الجماهيرية في اليمن خلال السنوات الأخيرة في إحياء هذه المناسبة والتي تصدرت الدول الإسلامية والعربية بشهادة جميع المتابعين وكانت اللجنة المنظمة للفعالية قد دعت أمس الأول للمشاركة الواسعة في مسيرات يوم القدس العالمي في العاصمة صنعاء والمحافظات.
وحددت اللجنة المنظمة الساحات التي ستحتضن الحشود بالعاصمة صنعاء وكافة المحافظات الحرة.
القضية الأولى
قضية فلسطين كانت دائما القضية الأولى للشعب اليمني في كل الظروف مهما كان حجم التحديات التي تواجهه، وقد أثبتت الجماهير اليمنية في السنوات الماضية – وبالتحديد منذ العام 2014م – من خلال الحضور الواسع في الفعاليات الجماهيرية الخاصة بمناسبة يوم القدس العالمي أن القدس وفلسطين تبقى الأولوية التي لا يمكن أن يفرط بها اليمنيون مهما كانت التحديات والظروف .
هذا الموقف اليمني من القدس، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، يبقى مبدئيا وثابتا وإن خبا بريقه قليلاً في العقدين الماضيين بفعل تماهي وارتهان الأنظمة السياسية الحاكمة في تلك الفترة لكنه عاد مؤخراً أكثر قوة وعنفوانا وصار في ظل المسيرة القرآنية المباركة أكثر قوة وتأثيراً وفاعلية وبات يثير رعب وهلع الصهاينة وأسيادهم في واشنطن وخدامهم من أنظمة الذل والعار والخيانة في منطقتنا العربية، لذلك كانت المؤامرات والمخططات الخبيثة تحاك على أشدها لإطفاء جذوة هذه الصحوة العظيمة ووأد المسيرة القرآنية ومشروعها الإيماني الكبير في المهد وشنت دول الاستكبار والطغيان في عالم اليوم اكبر واشرس عدوان في التاريخ الحديث لكن تلك الهجمة الكونية لم تفلح وهي تعيش عامها السابع في تحقيق أي من أهدافها الشيطانية وإذا باليمن وشعبه العظيم رغم آثار وتداعيات العدوان والحصار يتصدر المشهد ويتقدم صفوف الأمة دفاعا عن القدس وفلسطين، وتجلى ذلك في أوضح صوره في فعاليات يوم القدس العالمي (آخر جمعة من رمضان» خلال السنوات القليلة الماضية ليؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هذا الشعب العظيم لا تزيده المحن والشدائد إلا ثباتاً وتمسكاً بحقوقه ومقدسات أمته وحقوقها المشروعة والعادلة.
أهمية المناسبة
خروج اليمنيين المشرف في فعاليات يوم القدس العالمي هو تعبير أن القضية الفلسطينية تعني لهم الكثير كشعب عربي مؤمن وبأن احتلال فلسطين واقتطاع جزء من الخارطة العربية امتهان للكرامة العربية، هذا التوجه القومي واجهته السعودية لا أكثر من عشرين عاما، ابتداء من إعلان عدائها للأحزاب القومية مطلع سبعينيات القرن الماضي مرورا بتورطها باغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي عام 1977 وصولا إلى تكفير التيارات القومية في ثمانينيات القرن الماضي، ولم تتوقف الكتب والمؤلفات السعودية التي تكفر هذا التوجه حتى اطمأنت إلى تلاشي صوته وتحكمها بالمسار السياسي على مدى عشرين عاما.
كما أن مشاركة الشعب اليمني في مسيرات يوم القدس العالمي خلال السنوات الماضية كان لها طابعها ومكانتها وتأثيرها على مستوى العالم كونها تأتي واليمن يمر بعدوان ظالم دخل عامه السابع من قوى الاستكبار الصهيوني العالمي «أمريكا وإسرائيل» وأدواتها العربية.
لذلك يظل إحياء هذه المناسبة السنوية أمراً هاماً لكي تتجذر لدى عقول الصغار والكبار أهمية القضية للشعب اليمني وأبناء الأمة عموما والسعي الدائم لتحرير كل شبر مستعمر من قبل اليهود.
وتزايدت أهمية إحياء مناسبة القدس العالمي وتزايدت الحاجة الملحة للأمة إليها مع المستجدات والتطورات المتلاحقة لمواجهة السعي الحثيث والمستمر لإبعاد الأمة عن الاهتمام بقضيتها المركزية كما أن يوم القدس العالمي هو حدث سنوي يعارض احتلال إسرائيل للقدس، ويتم حشد وإقامة المظاهرات المناهضة للصهيونية في هذا اليوم في بعض الدول العربية والإسلامية في مختلف أنحاء العالم.
السيد القائد: مناسبة لاستنهاض الأمة
الزخم الشعبي في اليمن المتفاعل مع فلسطين والقدس يتماشى مع اهتمام رسمي منقطع النظير من قبل المسيرة القرآنية المباركة والتي جعلت فلسطين في رأس أولوياتها منذ يومها الأول، وهنا يقول السيد القائد عبدالملك بدر الدين بأنَّ يوم القدس هو مناسبةٌ مهمةٌ لاستنهاض الأمة، وشحذ الهمم، ورفع مستوى الوعي، والإحساس بالمسؤولية تجاه القضية المركزية للأمة: فلسطين، والمقدسات في فلسطين، وعلى رأسها المسجد الأقصى الشريف.
ويضيف السيد في خطابه أمس الأول أثناء فعالية « المنبر الحر « بأنه وفي يوم القدس يوم التأكيد على الثوابت، يوم التأكيد على التمسك بالموقف الحق، يوم التأكيد على العهد والوعد نؤكِّد على أنَّ شعبنا اليمني بانتمائه الإيماني، وهويته الإيمانية، ماضٍ بكل ثباتٍ في تمسُّكه بالموقف الحق في مناصرة الشعب الفلسطيني، والسعي لتحرير فلسطين والمقدسات، وعلى رأسها المسجد الأقصى الشريف، وكذلك سائر الأراضي العربية المحتلة، وهو يتطلَّع في ذلك إلى دورٍ فاعل، وإسهامٍ كبير، بالتكامل مع كل أحرار الأمة، ومحور المقاومة، ويسعى عملياً للقيام بهذا الدور، مهما كان حجم المعاناة، ومستوى الاستهداف الذي تنفذه أدوات العمالة والخيانة، للضغط عليه لموقفه المبدئي، ومسلكه التحرري.
ويضيف: إن هذا الموقف ينطلق من المبادئ الإيمانية، القيم الدينية والإنسانية، ولا يمكن التفريط به، ولا التراجع عنه، وإن شعبنا يعتبر العدو الإسرائيلي يشكِّل خطراً على الأمة بكلها، وعلى الأمن والسلم والاستقرار الإقليمي والدولي، وهو كيانٌ إجراميٌ غاصب، لا مشروعية له، وغدةٌ سرطانية يجب استئصالها، وتطهير بلاد المسلمين منها، وإنما تقوم به بعض الأنظمة التي افتضحت بعمالتها وخيانتها، ومسارعتها إلى الولاء للصهاينة اليهود، والتحالف معهم تحت عنوان التطبيع، هو ارتدادٌ عن الموقف المبدئي الطبيعي الحق، وخيانةٌ للإسلام والمسلمين، وانضمامٌ مكشوفٌ ومفضوحٌ إلى صف الأعداء، ونفاقٌ بكل ما تعنيه الكلمة، وفق النصوص القرآنية.
ويستطرد السيد القائد: إن هذا الفرز والانكشاف في أمتنا يمثل عاملاً مساعداً في صناعة تحولٍ كبير، ونقلةٍ نوعية، في مسار القضية الفلسطينية، بعد إنقاذها من أولئك الذين كانوا مساهمين في فرض نمطٍ باردٍ، وغير فاعلٍ ولا جاد، في التعامل مع هذه القضية، وكانوا مكبلين للأمة عن الخطوات الأكثر فاعلية، ويلعبون دوراً سلبياً، ويفرضون أجندةً تخدم العدو، ويبقى أن يسعى الأحرار والأوفياء من كل أبناء الأمة إلى مواصلة المشوار، بالاستعانة بالله «سبحانه وتعالى» والتوكل عليه، وبتكثيفٍ للجهود، وتنسيقٍ للمواقف، وبالسعي المستمر لاستنهاض شعوب أمتنا، ولبناء القدرات، وتفعيل الطاقات بكلها في هذا المسار.
ويؤكد السيد القائد أن الشعب اليمني هو اليوم بكل وضوحٍ وثبات في قلب هذا الصراع، حاضرٌ للقيام بدوره، على كل المستويات، وبكل ما يستطيع، ولن يكون محايداً في معركةٍ هي معركة الأمة بكلها، وتجاه قضيةٍ هي قضية المسلمين أجمع، ولمواجهة عدوٍ هو عدو المسلمين بكلهم.
مشيدا بما يقوم به أحرار القدس المرابطون، من تصدٍ للعدو الصهيوني، في استهدافه للمسجد الأقصى، وممارساته العدوانية، من اقتحاماتٍ ومضايقاتٍ وغيرها.
وخاطب السيد قادة العدو ومجتمعه قائلا « أنتم اليوم في مأزقٍ كبير، فقد أصبحت المواجهة بينكم وبين الصادقين الجادين المعتمدين على الله من أبناء الأمة، وتحرر ملف هذه القضية من المتواطئين المستهترين العابثين، وهذه مقدمةٌ للنصر الحاسم، الآتي حتماً، ولتحقق الوعد الإلهي، «فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا».
ولم ينس السيد القائد قضية المخطوفين الفلسطينيين لدى النظام السعودي مجددا عرض اليمن لصفقةً تشمل إطلاق الأسرى الطيارين مع ضباطٍ آخرين من أسراه في اليمن مقابل الإفراج عن المختطفين في السعودية، موضحا أن خطف النظام السعودي للفلسطينيين من حركة حماس يبقى وصمة عارٍ، وشاهداً على عمالته وخيانته، ومن الواضح أنه يتودد بذلك إلى العدو الصهيوني، ويجعل من اعتقالهم، ومحاكمتهم، قرباناً يتقرب به إليه.
وأضاف « نجدد دعوتنا للنظام السعودي، إلى سرعة الاستجابة لما عرضناه عليه، ليخرج نفسه أولاً من وحل هذه الخيانة، والظلم الذي يمارسه بحق هؤلاء الفلسطينيين، بدون أي وجه حق.
شهادة فخر واعتزاز
مواقف الشعب اليمني واحتلاله طليعة الشعوب المدافعة عن القضية الفلسطينية خلال السنوات الماضية كانت محل ثناء وتقدير كل شرفاء العالم وظهرت للعالم ردود أفعال كبيرة ومتعددة من قبل فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان وايران وفي كل مكان، وهنا يقول سيد المقاومة المجاهد السيد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله اللبناني، أن اليمنيين هم في صدارة المدافعين عن القضية الفلسطينية .
وأشاد نصرالله بالخروج الكبير والمشرف لليمنيين في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات في يوم القدس العالمي خلال السنوات الماضية، مؤكدا أن صنعاء هي العاصمة العربية الوحيدة التي تخرج فيها مظاهرة بهذه الضخامة.
وقال نصر الله ” خرجت مظاهرات ضخمة في صعدة والحديدة التي تواجه أكبر حشد أمريكي وعدواني لإسقاطها”، موضحا أن الشعب اليمني يعبر حقيقة بأنه أهل الإيمان، عندما يخذله العرب ويقتلونه ويجوعونه فيخرج بمئات الآلاف ليدافع عن قضية العرب الأولى، موضحاً أنهم هم العرب الحقيقيون لا الدجالون الذين يقتلون الأطفال والنساء.
وقال نصرالله: هذا الشعب لم يترك القضية الفلسطينية وهو في أشد الظروف يتظاهر بالحشود الهائلة المعرضة للاستهداف والقصف من أجل فلسطين والقدس، مشيرا إلى أن مشهد الجماهير اليمنية التي تشارك في فعاليات القدس يكفي ليؤكد الفشل الأمريكي الإسرائيلي السعودي في اليمن وأن الشعب اليمني يؤكد أنه لم ولن يتخلى عن فلسطين والقضية الفلسطينية” في كل الظروف.