أمريكا تجر أذيال الخيبة والهزيمة من أفغانستان

 

أعلن بايدن سحب القوات الأمريكية من أفغانستان بعد عشرين سنة من احتلال هذا البلد، والتي لم تخلف سوى الخسائر البشرية والمادية الجسيمة، وكانت هذه السنوات بعيدة كل البعد عن أي انتصار وعدت به الولايات المتحدة في عام 2001م.
وقال بايدن: “حان الوقت لإنهاء أطول حرب للولايات المتحدة، ولقد حان الوقت لعودة القوات الأمريكية للوطن”.
وادَّعی المسؤولون الأمريكيون في كل تصريحاتهم منذ عام 2001م من تاريخ غزو أفغانستان، أن حرب أفغانستان قصة نجاح أمريكي منقطع النظير، وأنهم أنقذوا أفغانستان من براثن تنظيم القاعدة وحرب طالبان، غير أن وثائق جديدة نشرتها واشنطن بوست تؤكد، عكس المواقف الرسمية المعلنة على مدى السنوات الماضية وأن رواية الانتصار وتحقيق التقدم على الأرض التي طالما رددها المسؤولون منافية للواقع.
وتقول الصحيفة إن المسؤولين الأمريكيين ظللوا الرأي العام عن عمد مع سابق إصرار.
وأوضحت الصحيفة انطلاقا من مئات الوثائق والأحاديث أن الولايات المتحدة كانت تتخبط في حرب أفغانستان.
ويتساءل الرأي العام الأمريكي بعد إعلان بايدن عن بدء انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، هل سينهي بايدن هذه الحرب في أفغانستان الآن بعد عشرين سنة من عدم تحقيق شيء فيها سوى فقدان الآلاف من الأرواح من الجنود في هذا الصراع الدامي؟.
ويرى الرأي العام الأمريكي أن الأمر سيكون معقدا ومظلما خاصة بعد فشل الأمريكان في تحقيق الأمن في أفغانستان وإنهاء طالبان التي تسيطر اليوم على محيط كابل.
وكشفت المحكمة الجنائية الدولية بعد تحقيق أولي أن القوات الأمريكية ارتكبت فضائع في أفغانستان قد ترقى إلى جرائم حرب خصوصا في الفترة ما بين عامي 2003م- 2004م.
ويأتي إعلان الولايات المتحدة عن سحب قواتها من أفغانستان، في وقت لم تحقق واشنطن الاستقرار والأمن في هذا البلد ولم تجتث العناصر الإرهابية منه، بل أكثر من ذلك فإنها تهرب من كل مسؤوليتها في أفغانستان بعد ما ارتكبت جرائم فاضحة بحق الشعب الأفغاني.

قد يعجبك ايضا