في كل عام يطل على المسلمين شهر الرحمة والغفران، وفي المقابل ولمواجهة روحانية الشهر الفضيل يعُد الشيطان العُدة الكافية لتمميع روحانية الفضيلة وتضليل الأمة الإسلامية عن الهدف الرئيسي من الصيام، فالجيوش الشيطانية المتمثلة في المسلسلات الخليعة والشاذة قد وقفت خلفت متراس عبادة الشيطان، فأين موقع التقوى بالنسبة للمرء المسلم إذا ما وقع في ذلك الفخ المتلفز ؟!!
أعدت الترسانة الإعلامية للعدو العشرات من المسلسلات المتنوعة وهذا ما يحدث كل عام، ومن الجرائم الأخلاقية إلى التمهيد للتطبيع مع العدو الصهيوني إلى استحقار واقع الشعب الفلسطيني المقاوم، إلى كل ما خطَّه اللوبي الصهيوني من أجل نشر الفساد والرذيلة والتغلغل بكل بساطة في أوساط المجتمعات المسلمة، ولأن شهر رمضان هو شهر القرآن، يقوم العدو بإشغال المسلمين عن القرآن والتقوى والعودة إلى الله بالمسلسلات التي تعد جريمة في حق زكاء النفس وطهارة القلب والاسقامة المرجوة من المسلمين في هذا الشهر.
لم يكن هذا الاستهداف الصهيوني وليد اليوم أو اللحظة !! بل إنه استهداف تاريخي استغل غياب حالة الوعي والتيه والتخبط التي يعيشها المسلمون بعيدا عن الله تعالى، وكل ذلك نتيجة جهودهم التي بذلوها في حرف مسار الصراع وإبعاد الأمة الإسلامية عن دينها ونبيها ونهجها القويم، ويبقى الحل هو ما حالوا بينه وبين المسلمين (العودة إلى الله)، فالعدو يعي جيدا معنى قول الرسول صلوات الله عليه وآله: ( الشقي من خرج هذا الشهر ولم يغفر له).. وهذا ما يجب أن تصحو له أمة محمد (صلوات الله عليه وآله) بشكل عام.
فالتحصن من آفات الشيطان وسوء ما تأمر به النفس في هذا الشهر لهو خط استقامة مع الله، وليتوجه المسلمون لمقاطعة القنوات العدوانية التي تستهدف الدين في قيمه وأخلاقه، وليتحصن الجميع بالوعي القرآني والذي يصعب على العدو اختراق حصنه المنيع، وليكن قوله تعالى: { لا تقولوا راعنا } عنواناً لمقاطعة تلك المسلسلات الماجنة، وليكن الوقت وقتا للعودة إلى الله حتى يسقط رهان العدو على إضلال المسلمين، وليكن الحق لهم بالمرصاد.. { وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} والعاقبة للمتقين.