الهيئة العامة للأوقاف.. ومشروع (إنما يعمر مساجد الله)

صلاح محمد الشامي

 

 

• طالما ظلت أموال وعقارات الوقف نهباً لكل ناهب، ومغنماً لكل سالب، طوال عقود، هي عمر الثورة اليمنية سبتمبر 1962م، وكأن كل دولة تداولت اليمن وكل حكومة حكمت، تعمدت قتل هذه الشعيرة الإسلامية، وقفل هذا الباب من فعل الخير، ولم تكن أمينة على ما أؤتمنت عليه.. وظلت أموال الوقف تُسلب من قبل أكبر رأس في الدولة إلى أصغر محصل أو موظف في وزارة الأوقاف، إلا من رحم الله من الشرفاء الذين لم يستطيعوا تغيير الحال، فاكتفوا بالصمت، لأنهم يعلمون جبروت طغيان المادة وأثرها في النفوس، فقد حوَّلتها إلى (غيلان) شرسة لا تخشى الله تعالى في ماله الذي هو لعباده، فكيف لها أن تتحمل النقد، خاصة لو جاء من مرؤوس لرئيسه..
• جاءت ثورة سبتمبر 2014م لتصحح منعرجات سابقتها السبتمبرية، التي لعب بها المتنفذون في شتى المجالات، ومنها قطاع الأوقاف.
• ولنا هنا أن نقف إجلالاً لتلك الجهود الجبارة التي تبذلها (الهيئة العامة للأوقاف) ممثلة برئيس الهيئة فضيلة العلامة (الدكتور/ عبدالمجيد عبدالرحمن الحوثي)، وكافة العاملين في الهيئة من مدراء وموظفين.. فبرغم حداثة نشأتها، قدمت وتقدم (الهيئة العامة للأوقاف) الكثير..
وحينما نقول الكثير هنا، فنحن نقف أمام إنجازات تستحق المديح والثناء على من أخرجها إلى النور، فلم نكن نسمع بمشاريع بحجم مليارات الريالات تقوم بها الحكومة في مجال الأوقاف لعقود عدة، بينما تذهب عقارات وأموال الوقف وعائداته إلى جيوب وأرصدة المسؤولين والمتنفذين، وربما المتولين على الوقف، وكل من جانبه، و(هات يا سرق)..
• من إنجازات الهيئة، على سبيل المثال لا الحصر، مشروع ترميم المساجد، بتكلفة مليارين و800 مليون ريال.. سيتم من خلالها ترميم المساجد المطروحة في إطار المشروع في المحافظات الحرة.
• ينطلق مشروع (إنما يعمر مساجد الله)، لترميم وفرش وتأهيل المساجد في المحافظات، والعناية بها، ليعيد -مع كل مشاريع الهيئة- الأمل إلى نفس كل يمني حر وشريف، أن هناك رجالاً لديهم النيات والعزائم للتغيير نحو الأفضل، رجال نفخر كوننا منهم وإليهم ننسب عملاً لا قولاً، ونسأل المولى عز وجل أن يسدد على طريق الخير خُطاهم، حتى تعود كل مؤسسات الدولة وهيئاتها للعمل لصالح الشعب، كل الشعب، لا لصالح قلة قليلة أثرت على جوع المحتاجين، وتخمت على عظام الجوعى.
• ما زالت الهيئة العامة للأوقاف في بداية مشوارها، نتمنى من الله العلي القدير أن تنجح في كل خطواتها التي نلمسها اليوم عملاً متجسداً في مشاريع عدة، لا يسعني سردها، فقد أوقفني هذا المشروع العملاق (إنما يعمر مساجد اللَّه) بميزانيته الكبيرة، فرأيت على نفسي لزاماً شكره وشكر القائمين عليه.. وأتمنى أن أحصل على مقابلات مع القائمين عليه، للتعريف بمشاريع هذه الهيئة المنبثقة من معاناة الشعب، الملبية لطموحاته، والتي ستردم باباً من أبواب الفساد، طالما نسينا أو تناسينا أو يئسنا من إمكانية عودته إلى طريقه السليم وصراطه المستقيم، ليكون الوقف كما أراد اللَّه تعالى: مال الله ينفق على عباد الله، وفق مقاصد الواقفين.
• وهنا أتمنى على الهيئة النظر إلى كل أموال الوقف المنهوبة، واستعادتها من الباسطين عليها، لتخليص ذممهم أمام الله عز وجل، وعودتها ومخرجاتها لخدمة المجتمع ككل، وفق مقاصد الواقفين، كما ذكرت سابقاً.
• ولا يستنكف من سوَّلت له نفسه تملّك أو بيع أو أكل الوقف مراجعة نفسه وإعادة مال الله لله، فالتوبة عن مال الله بإرجاعه، أفضل من عذاب يوم عظيم..
والله من وراء القصد.

قد يعجبك ايضا