التربية والتعليم: إجمالي تكلفة الخسائر المباشرة لقطاع التعليم بسبب العدوان يزيد عن 3 ترليونات ريال
تربويون لـ(الثورة): استهداف العدوان قطاع التعليم استهداف للهوية الإيمانية والوطنية لحاضر ومستقبل البلاد
أوضح تربويون أن العدوان عمد إلى استهداف الجبهة التعليمية وفق خطط وبرامج مدروسة لطمس الهوية الإيمانية والوطنية والقضاء على مستقبل أبناء اليمن والعمل على انحرافهم عن سلاح العلم وبناء المستقبل والزج بهم في براثن الحرب الناعمة وتشعباتها.. مبينين أن هذا الاستهداف لن يزيد الجبهة التعليمية والتربوية إلا صمودا وثباتا رغم القصف والدمار الذي طالها وما خلف من خسائر مادية وبشرية جسيمة..
الثورة / محمد هاشم
أوضحت التقارير الصادرة عن وزارة التربية والتعليم أن إجمالي تكلفة الخسائر المباشرة لقطاع التعليم يزيد عن 3 ترليونات ريال نتيجة استمرار العدوان والحصار لأكثر من ست سنوات، حيث دمر العدوان 412 منشأة تعليمية بشكل كامل، و1491 مدرسة بصورة جزئية، فيما تسبب العدوان بإغلاق 756 مدرسة منها 179 في محافظة صعدة، كما تسبب في تضرر 3652 منشأة تعليمية بأضرار مباشرة وغير مباشرة وتأثر قرابة مليوني طالب في أنحاء الجمهورية.. وأشارت التقارير إلى أن العدوان والحصار تسببا في قطع رواتب أكثر من 196 ألفاً من القوى العاملة في مجال التربية والتعليم، كما بلغ متوسط العجز السنوي في طباعة الكتب المدرسية ما يقارب 84% بما يعادل نسخة واحدة لـ7 طلاب.
تجهيل الجيل:
الأستاذة هناء العلوي _ وكيل وزارة التعليم لقطاع المرأة- أوضحت أن إيقاف العملية التعليمية وتجهيل الجيل بأكمله من مخططات العدوان السعودي الأمريكي كي يكون خاضعاً -مستقبلا- لمخططات دول العدوان ومن خلفها دول الهيمنة والاستكبار وكذلك لكي لا ينهض البلد بجميع مجالاته السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية كي يظل المجتمع في فقر وجوع ويسهل استهدافه والوصول إليه..
وأضافت: ولكن بعون الله وجهود الكوادر التعليمية الأكاديمية والتربوية وصمودهم المستمر في أداء رسالتهم رغم كل الصعوبات والتحديات وفي مقدمتها قطع رواتبهم استطاعوا أن يمثلوا نموذج الصمود والصبر خلال ستة أعوام.
استهداف مباشر:
التربوية والمدربة النفسية والمجتمعية فايزة علي محسن الحمزي تقول من جهتها: عدوان مستمر على مدى ست سنوات متتالية وقطاع التعليم في اليمن يتعرض لاستهداف مباشر وممنهج لكي يستهدف البيئة التعليمية للقضاء على التعليم وإفشال عجلة التعليم وشل نشاطه عن الاستمرار في بناء جيل واعٍ ، ورغم أساليبهم العدائية الوحشية اللا إنسانية في هدم مؤسسات التعليم بصورة بشعة وقتل عدد كبير من الطلاب والمعلمين أثناء تأديتهم رسالتهم التعليمية على مرأى ومسمع من كل العالم دون أن يكون هناك أي ردة فعل إلا أن الشعب اليمني صامد والعملية التعليمية مستمرة ولن تتوقف، فبعزيمة الشعب ورغبة الطلاب وأولياء أمورهم في مواصلة التعليم وبإصرار التربويين من معلمين ومدراء مدارس فإن بلادنا تسعى جاهدة لإتمام العلمية التعليمية والنهوض بكل كوادرها لتواكب التغيرات ومرور الزمن كما لو كنا كسفينة تبحر عكس اتجاه الرياح.
وقالت الحمزي: رغم هذا وذلك إلا أن طلابنا تزداد عزيمتهم وإرادتهم وتظهر قدراتهم وإبداعاتهم بمشاركتهم في الكثير من الفعاليات والأنشطة التعليمية كالرسم والنحت والتصنيع والوعي الثقافي والفكري واصبحوا أكثر نضجا على عكس فئتهم العمرية، كل هذا يعتبر أحد أنواع الجهاد، وبالعزيمة والإصرار ستستمر المسيرة التعليمية .
كما أن الشكر لمن ساند طلابنا في تخطي هذه المرحلة الصعبة من أولياء أمور و تربويين وإعلاميين ولا ننسى الجهود المبذولة التي تسعى لها القناة التعليمية في تطوير وتعليم الطلاب بأبسط الطرق لإيصال المعلومة لكافة أبنائنا الأعزاء .
صروح التعليم:
أما وفاء الكبسي فاستهلت حديثها بالقول: مدارس مهدمة، وكتب ممزقة، وأشلاء متناثرة، وآثار دمار وخراب، وأنات وأوجاع كبيرة، ومئات الآلاف من الطلبة غابوا ورحلوا بفعل صواريخ العدوان فيما اكتفى مدرسوهم وزملاؤهم من وضع أسمائهم وصورهم على مقاعدهم الخالية، هذه بعض من صور تبعات استهداف العدوان للتعليم.
وقالت: فما ارتكبه العدوان تجاه التعليم في بلادنا يعتبر أخطر عمليات العدوان على اليمن، حيث عمد إلى استهداف الطلاب إما في مدارسهم وهم يتلقون التعليم أو وهم على وسائل النقل كما حصل في الجريمة المؤلمة النكراء التي استهدفت أطفال ضحيان طلاب مدارس تعليم القرآن وهم على باص نقل جماعي خلال رحلة لهم لزيارة روضة الشهداء في انتهاك صريح وخطير لكل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية.
ومضت بالقول: للأسف أطفال اليمن -فلذات أكبادنا- هم الفئة الأكثر تضرراً من العدوان ، سواء من خلال الجوع والأوبئة التي تهدد حياتهم أو الحرمان من التعليم لتضرر عدد كبير من المدارس، ولا يزال العدوان يرتكب الجرائم الوحشية باستهدافه للأطفال وطلبة المدارس والمؤسسات التعليمية، في صورة تعكس مدى حقده وإجرامه، ولكن برغم كل الخراب والدمار الذي لحق بالمؤسسات والمنشآت والمرافق التعليمية، فإن الجبهة التربوية وللعام السادس تضرب أروع ملاحم وصور البطولة بفضل الثبات والصمود الأسطوري للكادر التربوي من معلمين ومعلمات وموجهين وإداريين الذين صدّروا أسمى معاني التضحية والتفاني والإيثار في القيام بواجباتهم التربوية الرسالية، وتجاوزهم كل الظروف والعقبات الصعبة التي أوجدها العدوان وحصاره البغيض، فلولا صمودهم لانهارت المنظومة التعليمية في السنة الأولى للعدوان.
خطط مدروسة:
من جهته يقول عصام محمد الغذيفي -رئيس قسم الصحة والبيئة في وزارة التربية والتعليم بمنطقة شعوب: ستة أعوام من الصمود والثبات للجبهة التربوية في المؤسسات التعليمية لإسقاط المخططات الشيطانية وتعطيل الاستهداف الممنهج لقطاع التعليم, والاستهداف المباشر للطلاب والمعلمين الذي يهدف إلى إيقاف الحياة التعليمية ومحاولاته العبثية لإنشاء جيل يفتقر للمهارات التي يحتاجها لبناء وطنه واقتصاده.. ستة أعوام من التدمير والإبادة والقتل واستهداف البنية التحتية لبلدنا الحبيب واستخدام جميع الوسائل القذرة لإيقاف حركة التنمية والحيلولة دون التطور والازدهار في جميع المجالات..
فكان ولا يزال لقطاع التعليم النصيب الأوفر من التدمير والقتل جراء استهدافهم المتعمد للعملية التعليمية بغرض شل وإيقاف حركتها من خلال ضرب وتدمير المبنى المدرسي في جميع المحافظات وإيقاف صرف رواتب المعلمين منذ السنة الأولى للعدوان ومنع استيراد ووصول الأوراق المدرسية لطباعة الكتاب المدرسي ونشر الأوبئة عبر الجو لاستهداف المجتمع بأسره كمحاولة لنشر الذعر والخوف بين أفراد المجتمع بغرض إيقاف العملية التعليمية .
وقال الغذيفي: إن التعليم أداة مهمة للاستقرار الاجتماعي ويضمن للدولة بقاءها اقتصادياً وحضارياً وتدميره هدف من أهداف العدوان السعودي الإماراتي , ولقد أصبح التعليم ضحية من ضحاياه .وتعد الهجمات على المدارس واحدة من الانتهاكات التي تؤثر على بيئة التعليم وعلى الطلاب والمعلمين للوصول إلى احتمالية افتقار الدولة للمؤسسات اللازمة لاستقبال الطلبة ; هذا الفراغ يتلقفه مستقبل مهدد وغامض لأبنائنا وبناتنا ليصبحوا هدفاً سهلاً للإساءات والاستغلال والانتهاكات ليتفاجأ العالم بجيل جاهل غير متعلم وموجه بصورة سهلة .
مبينا أن استهدف العدوان العملية التربوية بكل هذه الوحشية والطغيان إنما يدل على فشلهم العسكري كون محاولة إيقاف عجلة التربية والتعليم وحرمان أبنائنا من حقهم في التعلم والتعليم ومحاولة تجهيلهم إنما هو منع صريح لحقوقهم المشروعة ما يجعل أبناءنا يعيشون في جهل وضياع غير قادرين على بناء أنفسهم البناء الصحيح بأخلاقيات وآداب حثنا عليها ديننا الحنيف..
إضافة إلى عدم قدرتهم على بناء أوطانهم وتطويرها بالعلم والثقافة والصناعة وشل حركتهم وكسر طموحاتهم وأحلامهم ما يؤدى إلى تدمير هذا الوطن، فهذه رغبة صريحة كان يريدها هذا العدوان الغاشم في جعل أبنائنا في جهل وفراغ وفساد ورذيلة وخرق للجبهة الداخلية التي كانت ولا زالت إلى يومنا هذا الحصن المنيع وهذا بفضل الله ومن ثم إدراك أبناء الوطن بنوايا العدوان في تدمير الوطن إلا انه وعلى الرغم من كل محاولاتهم وبجميع وسائلهم القذرة لا تزال الجبهة التربوية في طليعة جبهات العزة والكرامة المتصدية بكل بسالة للعدوان الجائر على بلادنا.
واسترسل بالقول: لقد سطر التربويون أروع الملاحم البطولية من الثبات والصمود الأسطوري ولايزالون إلى يومنا هذا يسطرون اسمى معاني التفاني والإخلاص في القيام بواجباتهم المهنية والتربوية متعالين فوق كل الظروف والعقبات الصعبة التي أوجدها العدوان الغاشم ،فهم جبهة لا تقل عن جبهات الدفاع عن الوطن فلولا صمودهم لانهارت المنظومة التعليمية.
وأختتم بالقول: ولا ننسى القيادة الحكيمة في وزارة التربية والتعليم ممثلة بالسيد يحيي بدر الدين الحوثي والرجال المخلصين والشرفاء الذين عملوا على إزالة العقبات واحتواء المعلمين في أحضان الوطن وكرامته وعزته وتدارك الأخطاء السابقة، والتطوير المستمر للعملية التعليمية في ظل الإمكانيات المتاحة وفق الخطط المدروسة، وسيظل الصمود ديدننا ولن تهون عزائمنا.
ضد الإنسانية:
الأستاذة سماح الكبسي من ناحيتها قالت: لا يخفى على أحد حجم فضاعة وبشاعة العدوان السعودي الأمريكي على مدى الستة الأعوام الماضية, الذي تذرع بذريعة استهداف المنشآت العسكرية وأماكن تواجد السلاح, وتجمع القوات العسكرية وغيرها من الأهداف العسكرية بحسب قولهم، إلا أن قوات تحالف العدوان السعودي البربري قصفت ومن أول غارة مباني سكنية في مديرية بني حوات بتاريخ 26/3/2015 وراح ضحية ذلك الاستهداف العدواني الكثير من الضحايا من المواطنين الأبرياء ـوليس هذا فحسب, فقد امتدت فضاعة وبشاعة أهداف العدوان إلى أماكن ومراكز ودور التعليم كالمدارس ,والجامعات, والمعاهد وحتى دور المكفوفين .
وأضافت: يأتي هذا الاستهداف كرسالة تهديد ووعيد واضحة للشعب اليمني مفادها أن العدوان ماض في ترويع وإقلاق السكينة العامة للمواطنين وجميع أهدافه وإحداثياته هي لقتل المواطن اليمني في منزله وفي مكان عمله و دراسته، وقد وثقت منظمة العفو الدولي -في تقرير سابق- العديد من المدارس الحكومية المقصوفة ويعتبر هذا القصف انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الذي يضمن حماية أرواح المدنيين والأطفال , وترقى هذه الجريمة إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، بيد أن الإدانات المحلية والدولية ضد السعودية وحلفائها لم تنجح في إيقاف صفقات بيع الأسلحة المتكررة للسعودية ناهيك عن إيقاف العدوان وفك الحصار الذي يستمر حتى يومنا هذا، وعليه فإن العدوان السعودي الأمريكي هو عدوان همجي وجميع أهدافه عشوائية وتستهدف في المقدمة المنشآت الحيوية والمنشآت المدنية, وهذه الأهداف هي سبب كبير في فشل العدوان وسبب في الانتصار الذي يحققه وسيحققه اليمن أفراداً وقيادة .