المقاتل اليمني يغيِّر نظريات الحرب بمآثره وتضحياته العظيمة الانتصارات العسكرية في الجبهات.. ثنائية الإنجاز والإعجاز

يقول خبراء عسكريون إن المقاتل اليمني- من خلال مواجهته أعتى جيوش العالم وأكثرها تجهيزا بالأسلحة والمعدات الحربية الحديثة وبأقل عتاد وإمكانيات- سطر خلال ست سنوات كاملة من الصمود والمواجهة إنجازات عسكرية عظيمة من شأنها أن تغير قواعد الحروب والنظريات العسكرية المتعارف عليها..
فبعد ست سنوات من الاستهداف الوحشي لليمن ولمؤسساته الحيوية وفي مقدمتها مؤسسات الجيش، أصبح المقاتل اليمني هو من يحرز السبق ويجترح عظيم الانتصارات ويملك زمام المبادرة في جميع الجبهات وميادين المواجهة مع جحافل العدوان ومرتزقة الداخل والخارج المزودين -إلى جانب التفوق الجوي المطلق- بأحدث أنواع السلاح ومع ذلك ألغى مقاتلو اليمن نظرية التفوق الجوي وحققوا مكاسب ميدانية هامة ومؤثرة وما يزالون دون غطاء جوي حقيقي، وهو الأمر الذي يصنفه خبراء السياسة العسكرية بأنه إحدى معجزات العصر الحديث.

الثورة  / ابراهيم الأشموري

بالأمس القريب كان تحالف العدوان ومرتزقته يتباهون بأنهم قد سيطروا على «نهم» وبأنهم صاروا على بعد مرمى حجر من العاصمة صنعاء قبل أن يتقهقروا منهزمين تحت ضربات الأبطال الذين سطروا خلال العام السادس من الصمود واحدة من الملاحم البطولية التي ستبقى خالدة في تاريخ اليمن إلى ابد الآبدين في تحرير مديريات نهم والجوف، في عمليات أسطورية حملت عنوانا بارزا قد نسميه مجازا «ثنائية الإنجاز والإعجاز» التي أسفرت عن دحر الغزاة وأذنابهم وجعلهم محاصرين في مدينة مارب تحت رحمة نيران الأبطال وربما لن يستمر ذلك طويلا قبل أن يولوا منها هاربين.
تطهير مارب
الإنجازات العسكرية في جبهات المواجهة تتحقق كل يوم بفضل الله وتأييده وبعزم وتضحيات الأبطال الميامين وها هم اليوم يخوضون معركة مصيرية لتخليص مدينة مارب من الغزاة الأعراب والأمريكان وأعوانهم من مليشيا الإخوان وعناصر تنظيم القاعدة الذين تم جلبهم من مختلف المحافظات المحتلة وتم دمجهم ضمن قواتهم بعد أن شعروا باقتراب نهايتهم الحتمية وتقدم أبطال الجيش واللجان مسنودين بأبناء قبائل مارب الذين يتواجدون اليوم في مقدمة الصفوف لتحرير محافظتهم من رجس تلك الجماعات الباغية.
يأتي ذلك بعد تقدم لقوات الجيش واللجان الشعبية ومقتل المئات من المرتزقة في تلك المواجهات بينهم قيادات كبيرة تابعة لمليشيات الإصلاح الموالية لتحالف العدوان، فيما مستشفياتها تكتظ بالقتلى والجرحى كما اشتعلت موجة جديدة من الصراع بين قيادات الصف الأول للمرتزقة في مارب، حيث تفيد بعض الوثائق المسربة بأن ما يسمى بوزير دفاع هادي المرتزق محمد علي المقدشي وجّه بوقف التعامل بتوجيهات ما يسمى برئيس الأركان المرتزق صغير بن عزيز، وهو ما يعكس حجم الصراع بين القيادات العليا لقوات هادي.
وكان مسؤولون وناشطون في حكومة الرياض قد أكدوا اقتراب قوات الجيش واللجان، من حسم معركة مارب واعترفوا بفشل قواتهم في صد قوات الجيش واللجان، وحذروا من سقوط المدينة التي تقترب قوات الجيش واللجان الشعبية ومعهم قبائل مارب منها تدريجياً لتحريرها بعد إسقاط معظم المرتفعات المطلّة على المدينة، والذي يُعدّ التطوّر الأهمّ في مسار تحرير مركز المحافظة الذي بات وشيكاً.
كما أنه ومع اقتراب موعد الحسم وفق معطيات المعركة فقد فتحت القيادة السياسية والعسكرية العليا جميع خطوط التواصل مع قبائل مارب ومع المغرر بهم الراغبين في العودة لتسهيل عودتهم.
أما قيادات الفار هادي والاخوان فتعيش حالة من الذعر والارتباك، فيما لاذ عدد منها بالفرار من المدينة مع عوائلهم تحسبا لدخول قوات الجيش واللجان الشعبية المدينة التي باتت تحت قبضتهم وكانت عدد من تلك القيادات قد رتبت أوضاعها قبل شهر من الآن بشراء منازل خاصة لأسرهم في تركيا وبعض دول الخليج تمهيداً للخروج، بينما قيادات أخرى سحبت مئات الملايين من الدولارات من فروع البنك المركزي في تلك المحافظات المحتلة لإنشاء شركات ومحال تجارية في تركيا، في الوقت الذي يعيش فيه الشعب اليمني ظروفاً اقتصادية صعبة نتيجة العدوان والحصار والدمار وعبث تلك المليشيات الاخوانية بمقدرات الوطن وتحويل مبالغ ضخمة الى أرصدة خاصة بقياداتهم ليتضح للجميع أهداف تلك الميليشيات التي ضحت بالوطن وأبنائه لتهنأ هي بالعيش والأموال المدنسة على حساب الوطن وسيادته وكرامة أبنائه .
إنجازات عام الصمود السادس
شهد العام السادس من العدوان على اليمن إنجازات عسكرية هامة في مختلف وحدات القوات المسلحة حيث تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية- خلال العام 2020م من تنفيذ أكثر من 974 عملية عسكرية منها 309 عمليات هجومية في مختلف الجبهات والمحاور القتالية، و623 عملية إغارة على مواقع العدو و42 عملية تسلل.
وكانت أبرز العمليات الهجومية وأكثرها إيلاما للعدو عمليتا- «البنيان المرصوص»، و«فأمكن منهم» وعملية تطهير قيفة في محافظة البيضاء من عناصر الإرهاب وتؤكد القوات المسلحة أن هذه العمليات أدت إلى تحرير مناطق واسعة في عدة محافظات وألحقت خسائر كبيرة في صفوف العدو ومعداته، ناهيك عن قيام المئات من مرتزقة العدوان بتسليم أنفسهم خلال العمليات العسكرية الواسعة.
واغتنم المجاهدون خلال تلك العمليات الهجومية وعمليات الإغارة كميات مختلفة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
كما تصدى الأبطال خلال الفترة ذاتها لأكثر من 683 محاولة هجومية وإغارة وتسلل من قبل قوات العدو، التي باءت جميعها بالفشل وتكبدت خسائر كبيرة في العدة والعتاد.
وبحسب بيان رسمي للقوات المسلحة، فإن إجمالي ما رصدته الجهات المختصة من خسائر بشرية للعدو بلغ أكثر من 15366 ما بين قتيل ومصاب، منهم 6467 قتيلا، وأكثر من 8899 مصابا، فضلا عن تكبد العدو خسائر في العتاد.
ورصدت الجهات المختصة ووثقت خسائر العدو في العتاد بأكثر من 1090 ما بين آلية ومدرعة ودبابة وجرافة تم تدميرها وإعطابها من قبل الوحدات العسكرية ومقاتليها الأشاوس.
«البنيان المرصوص»
من أهم وأبرز عمليات القوات المسلحة خلال العام الماضي عملية «البنيان المرصوص»، التي كان هدفها الأساسي- كما أوضح الناطق الرسمي العميد يحيى سريع -ردع قوات العدو ودحرها من المنطقة وتأمينها بشكل كامل.
كما هدفت عملية «البنيان المرصوص» إلى إفشال هجوم العدو على مواقع الجيش واللجان وتقدمه إلى المناطق المتاخمة للعاصمة صنعاء وهو الأمل الذي عمل العدو من أجله لفترة طويلة قبل أن يتم دحرهم خلال بضعة أيام فقط في ملحمة البنيان المرصوص.
وأسفرت عملية« البنيان المرصوص» عن تعزيز القوات المسلحة اليمنية لمواقعها المتقدمة القريبة من مدينة مارب بعد الانهيارات الكبيرة في صفوف قوات العدو وفرار المئات من المرتزقة.
وبحسب إحصائيات رسمية للقوات المسلحة، فان البيان المرصوص، ألحقت خسائر فادحة في أرواح وعتاد العدو حيث أسفرت المواجهة عن أكثر من 3500 قتيل ومصاب وأسير، بينهم 1500 قتيل و 1830 جريحا إضافة إلى مئات الأسرى.
وشاركت وحدات من قوات الدفاع الجوي في عملية البنيان المرصوص وكان لمنظومة فاطر 1 دور مهم في إرباك الطيران الحربي للعدو وإعاقته عن شن الغارات.
‏ويقول العميد سريع: بعد تفعيل منظومة الدفاع الجوي لجأ طيران العدوان الحربي إلى شن غارات من ارتفاعات عالية حتى لا يتعرض لصواريخ منظومة فاطر التي تمكنت من تنفيذ أكثر من 25 عملية تصد وإجبار على المغادرة.
«فأمكن منهم»
من أبرز إنجازات الأبطال في جبهات القتال خلال العام الماضي، عملية «فأمكن منهم» التي جرت أحداثها في أبريل وانتهت بفضل الله بتطهير ما تبقى من محافظة الجوف حيث أصبحت محررة بنسبة 95 % وبلغ عدد قتلى مرتزقة العدوان خلال المرحلة الأخيرة من عملية «فأمكن منهم» 1200 قتيل والمساحة المحررة بلغت 3500 كم مربع، أي صحراء الحزم بالكامل إضافة لمناطق في خب والشعف.
ويوضح المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع، أن صحراء الجوف شكلت أهم وكر لما يسمى بـ«القاعدة» و «داعش» المدعومين أمريكيا وسعوديا وإماراتيا، لكن بعد تحريرها في هذه العملية أصبحت مفتاحاً لتحرير مارب.
وجاء النصر في عملية فأمكن منهم استكمالا لانتصارات عظيمة للمجاهدين في عمليات (نصر من الله) وبعدها (البنيان المرصوص)، وصولا إلى عملية “فأمكن منهم“ التي كان النصر فيها -وفقا لخبراء عسكريين- أشبه ما يكون بالمعجزات , سطر المجاهدون خلالها أروع وأعظم الملاحم الأسطورية في شتى ساحات ومحاور القتال، وتجلت معهم آيات الله وبيناته في كل جبهة.
ويشير الخبراء إلى أن عملية «فأمكن منهم» ونتائجها الكارثية على طرف تحالف العدوان، أصابت العدو في مقتل كون محافظة الجوف تعتبر بوابة النصر في الوصول إلى بقية المحافظات اليمنية ، وقد كان من أسباب التمكين من العدو وأدواته الغازية هو التعاون المجتمعي لقبائل وأبناء محافظة الجوف مع الجيش واللجان الشعبية في تطهير محافظاتهم وطرد الغزاة والمحتلين منها، وقد أكد أبناء وقبائل الجوف بذلك التعبير عن رفضهم للاحتلال ، وقد كان لهم الدور البارز في نجاح هذه العملية وتحقيق هذه الانتصارات وعودة الأمن والأمان إلى مناطقهم.
تحرير قيفة وكشف ارتباط العدوان بالإرهاب
في أغسطس الماضي كان أبطال الجيش واللجان على موعد مع نصر عظيم آخر وهذه المرة رموا عصفورين بحجر، حيث ألحق الهزيمة النكراء بالعدوان وبمن يدعمهم من عناصر الإرهاب في محافظة البيضاء والتي اتخذت من مناطق قيفة المجاورة لمحافظة البيضاء وكرا لها ومنطلقا لتنفيذ عملياتها الإرهابية
وكانت عملية الجيش واللجان لتحرير وتطهير تلك المناطق من أكبر عمليات القوات المسلحة اليمنية، وقد أسفرت عن سقوط 250 عنصراً بين أسير وقتيل وجريح.
وتم خلال هذه العملية استهداف «أكبر وكر من أوكار العناصر التكفيرية الاستخباراتية التابعة لدول العدوان»، وهو ما تم إثباته بوثائق ودلائل دامغة كشفت عنها القوات المسلحة في حينه.
وخلال مرحلة تنفيذ العملية شنّ طيران العدوان عشرات الغارات الجوية في محاولة «لمنع تقدم المجاهدين ونجدة مرتزقته الإرهابيين لكنه فشل لتسفر العملية عن سقوط مئات الصرعى والجرحى من عناصر الإرهاب وتحرير مساحة نحو 1000 كم مربع كانت خاضعة لعناصر «القاعدة» و«داعش».
«وكان من بين قتلى وأسرى هذه العملية الكبرى عناصر إرهابية من جنسيات عربية وأجنبية من بينها قيادات متورطة في التخطيط لعمليات في اليمن وفي دول عربية وأجنبية».
ومثلما فشل تحالف العدوان في إنقاذ التنظيمات الإرهابية في قيفة- رغم إسناده الجوي المكثف- سيفشل في وقف تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية لتحرير ما تبقى من محافظة مارب.
وبالعودة إلى البيضاء، فقد كشفت معركة قيفة -التي سطر فيها أبطال الجيش واللجان الشعبية انتصارا حاسما على عناصر الإرهاب- المزيد والمزيد عن تفاصيل العلاقة المميزة بين تحالف العدوان وعناصر هذه التنظيمات التي ظلت طيلة السنوات الماضية تقاتل جنبا إلى جنب مع قوى العدوان.. وبحسب مراقبين فإن هزيمة الإرهاب في البيضاء على أيدي الجيش واللجان الشعبية كان بمثابة خسارة تنظيمي القاعدة وداعش، لأهم معاقلهما في اليمن والمنطقة عموما ومعها تعرض تحالف العدوان السعودي الأمريكي -الذي ظل الداعم الأول للإرهاب- لخسارة أهم حلفائه وأنصاره وصار مكشوفا أمام العالم بأنه الداعم الأول للإرهاب وتنظيماته في اليمن ومختلف بلدان العالم.
ومثل إعلان الجيش واللجان الشعبية اليمنية إنجاز مهمة اجتثاث التنظيمين من محافظة البيضاء- وتحرير ألف كيلومتر مربع، واغتنام كميات كبيرة من الأسلحة ضربة قاصمة للعدوان وتنظيماته الإرهابية.
ويؤكد خبراء عسكريون أن النصر الحاسم للجيش واللجان في معركة البيضاء مثل إنجازا كبيرا يحسب للجيش ولليمن عموما، حيث تقع المدينة في واد منخفض من الأرض، وهي محاطة بجبال من الجهات الأربع، ورغم التسليح الكبير الذي جهزت به السعودية التنظيمين الإرهابيين ورغم التدخل العلني لتحالف العدوان وأمريكا وغاراتهما لتغطية عمليات القاعدة وداعش بصورة فاضحة، إلا أن هؤلاء الإرهابيين خسروا 12 معسكرا دفعة واحدة خلال تلك المعركة، ولم ينجح العدوان- بكل ما سخره من دعم شامل للإرهابيين في إنقاذهم من الهزيمة والانكسار.
وظلت دول العدوان الداعم للتنظيمات الإرهابية في اليمن طيلة الفترة الماضية ومثلت طوق النجاة للإرهابيين في أكثر من مناسبة ومحطة، فحين كاد أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية يقضون على تنظيم القاعدة في عام 2015م بعد أن استطاعوا اجتياح معاقله في الوضيع بأبين، وكانوا على وشك اجتثاثه من معاقله بقيفة، حيث وصل الجيش واللجان الشعبية آنذاك إلى منطقة يكلا وفر عناصر القاعدة إلى سائلة يكلا، حينها بدأت السعودية عدوانها آنذاك (مارس 2015م) وأعادت القاعدة إلى الحياة ثانية، ومنذ ذلك الوقت اعتمدت على التنظيم الإرهابي ومولته بالمال والسلاح لمواجهة الجيش اليمني واللجان الشعبية.
المرحلة القادمة
لم يكن تحرير المحافظات المحتلة ببعيد عن عمليات العمق السعودي، حيث توجه أبطال الجيش واللجان الشعبية نحو تحرير محافظتي الجوف ومارب التي ظل مرتزقة العدوان يعيثون فيها فساداً وقتلا وتدميراً لكل مظاهر الحياة بما فيها المعالم الحضارية والتاريخية، وجلب الآلاف من المرتزقة وعناصر القاعدة إليها الذين اعتمد عليهم في استخدام أساليب القمع والتنكيل والاغتيالات والاختطافات لبسط سيطرتهم عليها والتحكم في مقدراتها ونهب ثرواتها وحرمان أبنائها وقبائلها من كل خيراتها، وقد تحمل أبناء الجيش واللجان الشعبية مسؤولية وطنية بتحرير تلك المحافظات وإنقاذ مئات الآلاف من المستضعفين من أبناء تلك المحافظات التي حولها الإخوان الى قطاعات خاصة بهم.
وها هي مدينة مارب قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى شرف التحرير بعد أن تم تحرير معظم مديريات المحافظة .
ولم تتوقف إنجازات الجبهات على جبهات الجوف ومارب، فقد حقق المجاهدون انتصارات عظيمة على كافة المحاور ويسيرون بتأييد من الله وبتوجيهات ورؤى السيد القائد الحكيمة لتطهير كل شبر في الوطن من رجس الغزاة وأذنابهم.