هل فوز نتنياهو بالانتخابات يمر من مكة المكرمة؟

 

الرياض /
في تصريح مازال يثير ردود فعل واسعة في الشارعين العربي والإسلامي، لما يترتب عليه من مخاطر على أقدس مقدسات المسلمين، وسط صمت مريب من قبل الأنظمة العربية الرجعية ووعاظ السلاطين، حيث تعهد رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع القناة الإسرائيلية 13، ونقلتها صحيفة “جورازليم بوست”، بتسيير رحلات جوية مباشرة من تل أبيب إلى مكة، في حال فوزه في انتخابات الكنيست المقررة اليوم الثلاثاء.
اللافت أن اللغة التي تحدث بها نتنياهو كانت لغة الشخص الواثق من نفسه ومن ما يقول، فقد خاطب نتنياهو الصهاينة قائلا:” سأحضر لكم رحلات جوية مباشرة من تل أبيب إلى مكة.. وان العلاقات مع السعودية علاقات طبيعية.. وأن هناك 4 دول أخرى على وشك توقيع اتفاقيات معنا”. ما قاله نتنياهو، جاء في أعقاب، تصريحات ادلى بها في وقت سابق، وزير الاستخبارات في الكيان الإسرائيلي، إيلي كوهين، والتي كشف فيها إن “قطر والسعودية وسلطنة عمان والنيجر” قد تكون من الدول التي ستطبع مع كيانه.
من الواضح أن تصريحات نتنياهو حول تسييره رحلات مباشرة من تل أبيب إلى مكة المكرمة، لم يتم نفيها من الجانب السعودي، الأمر الذي يؤكد أن نتنياهو قد أحرج ولي العهد السعودي ابن سلمان مرة أخرى، كما احرجه عندما كشف عن الاجتماع السري الذي جمعه بابن سلمان ووزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو في السعودية!!.
كلام نتنياهو لم يأت من فراغ، فهو ينطلق من مسلمات تلمسها في شخصية ابن سلمان وسلوكياته وفي الوضع الداخلي السعودي، فالأخير لا يفكر إلا بالوصول إلى عرش السعودية ومستعد لدفع أثمان باهظة من اجل تحقيق هذا الهدف. وزاد من إمكانية أن يدفع أكثر، رحيل عرابيه ترامب وكوشنير، ووجود منافسين أقوياء له داخل أسرة آل سعود، وتورطه بجريمة قتل خاشقجي، وهزيمته التي لم يعلن عنها رسميا في الحرب على اليمن.
ابن سلمان يعتقد، أو أن نتنياهو اقنعه، أن الغرب وعلى رأسه أمريكا، لن يغض الطرف عن أفعاله في مقابل نحو ترليون دولار منحها لهم فقط، فالغرب سيتغاضى عن كل موبقاته، وسيفرش له السجاد الأحمر للوصول إلى العرش، في حالة واحدة ، وهي التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وفتح أبواب جزيرة العرب أمام الصهاينة.
عندما يقول نتنياهو انه سيضمن مكة للصهاينة في حال فوزه بالانتخابات، فانه يعي ما يقول، فاختياره مكة بالذات وليس غيرها، مقصود، فهو يعزف على الوتر الصهيوني القائل بحق اليهود بمكة وخيبر، لأنها “أرض أجدادهم”. واللافت أن آل سعود والوهابية دمروا أكثر من 90 بالمائة من آثار ومعالم الإسلام والسيرة النبوية، وكأنها لم تكن، وأبقوا على آثار خيبر وباقي آثار بقايا اليهود في جزيرة العرب!!، وكأنهم كانوا على موعد معهم بعد 7 عقود!!.
إن تأكيد نتنياهو على أن فوزه يمر من مكة، واختراع ابن زايد لدين جديد أطلق عليه “دين أبراهام”، كلها تهدف إلى هز قدسية أرض الحرمين الشريفين، مكة المكرمة والمدينة المنورة، لدى نحو ملياري مسلم. انطلاقا من اعتقاد خاطئ، وهو أن الشعوب العربية والإسلامية، ما هي إلا الذباب الإلكتروني السعودي والإماراتي والإسرائيلي. وان علماء الأمة، ليسوا سوى وعاظ السلاطين والمطبلين لـ”ولاة الأمر”. بينما الحقيقة ليست ما يتصورها البغاة والمطبعون، فالشعوب العربية والإسلامية، لم ولن تغض الطرف عن مقدساتها وعلى رأسها مكة والمدينة، فهذه الشعوب التي لم تتنازل عن كرامتها وقدمت مئات الآلاف من الشهداء على هذا الطريق، كما شاهدنا في اليمن وسوريا، فان هذه الشعوب ستكون أكثر استعدادا لتقديم الشهداء عندما تكون اقدس مقدساتها في خطر، لذلك يرتكب نتنياهو خطأ فادحا، إذا اعتقد أن فوزه في الانتخابات يمر من مكة المكرمة، فهو وكل من حرضه على قول ما قال، سيكونون من الخاسرين، كما خسر أصحاب الفيل.

قد يعجبك ايضا