في جلسة صفاء وتأمل لما آلت إليه الرياضة اليمنية، خففت من آلامها وأوجاعها رشفات البن ومقاعد الخشب العتيق المفروشة بقطع من السجاد القديم المتهالك، مضاف إليه روعة وسحر المنظر المطل على مدخل السائلة المجاور لجسر سوق عنقاد، وفي هذه الجلسة التي جمعتني بأحد الأصدقاء زميل الرياضة في الزمن الجميل، تحدثنا عن زيارات الأستاذ أمين جمعان المميزة لعدد من الشخصيات الرياضية المميزين والمتميزين بولائهم وعطائهم وإخلاصهم للحركة الشبابية والرياضية اليمنية منذ التأسيس وحتى هذه اللحظة، شخصيات رياضية أعطت الكثير وأنجزت المستحيلات في عالم الرياضة اليمنية حتى وإن كانوا فقط من مؤسسي نادي وحدة صنعاء.
مربط الفرس في حديثي مع زميلي العزيز ليس في ما سبق ذكره، ولكن في مجموعة الأسئلة التي هلوس بها متأثراً برشفات البن، فقال متسائلا: ما الذي يهدف إليه أمين جمعان من هذه الزيارات؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟ وهل لهذه الزيارات علاقة بالخلاف والمطالبة برحيله من مجلس إدارة نادي الوحدة الذي سبق عودته من رحلة العلاج؟ أم أن المساحة الخالية في كرسي وزارة الشباب والرياضة هي المحرك الرئيسي لهذه الزيارات؟، وقبل أن يفرغ صديقي رأسه من الأسئلة المتعددة والمحرجة والتي يخلو بعضها من المنطق، قاطعته مسترسلاً وبدون توقف أو إتاحة فرصة له للتعليق والمقاطعة: يا عزيزي الأستاذ أمين جمعان ومنذ ما يقارب الست سنوات وهو يؤلف كتابات اسمه إنجازات الزعيم “نادي وحدة صنعاء” بدءاً بإضاءة الأنوار بملعب وحدة صنعاء وانتهاءً بفتح أبواب النادي أمام عشاق الرياضة ومحبي الترفيه والباحثين عن متنفس جميل يعطرون به أعينهم ويجملون به أنفسهم، جمعان وإن كنت أتمنى أن يتولى حقيبة وزارة الشباب والرياضة لا اعتقد أنه ينظر إلى هذه الأمور من زاوية المكاسب والبحث عن المناصب، مع أن ذلك حق مشروع له ولنا ولكل مخلص لهذا الوطن، فالرجل يبذل جهوداً كبيرة في تفعيل وتنشيط العمل الشبابي والرياضي، وبالعودة إلى السؤال الأول.. ماذا يهدف من هذه الزيارات؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟ أرى أن هذه الزيارات واجبة على من يترأس مجلس إدارة نادي الوحدة، لأن هؤلاء الأشخاص الذين قام بزيارتهم والاطمئنان على صحتهم وأحوالهم، لهم فضل بعد الله عز وجل في وصول النادي إلى مصاف الأندية العريقة واحتلاله مكانة كبيرة في عالم الإنجازات الرياضية، التوقيت قد يكون من صنع الذكاء الذي يمتلكه الرجل، ونتيجة طبيعية لمن يعمل ويحاول إحداث تغيير، وتداركاً للازمات قبل حدوثها.
قد يكون الخلاف الذي أحدثه بعض أعضاء الجمعية العمومية لنادي وحدة صنعاء، ومطالبتهم برحيل جمعان بمثابة جرس إنذار له حتى يتدارك تجاهل مجلس إدارة نادي وحدة صنعاء للرعيل الأول رواد العمل الشبابي والرياضي مؤسسي النادي، وهو مؤشر جيد لبذل المزيد من العطاء والعمل من أجل تفعيل وتنشيط الرياضة والاهتمام بمن كان لهم فضل في ما وصل إليه النادي؛ أما إن كانت عينه على كرسي وزارة الشباب والرياضة ويسعى إلى الحصول على صفة الوزير، فهو جدير بذلك ومن المؤكد أن وجوده على رأس العمل الشبابي والرياضي سوف يحدث تغييراً وتحسناً وتطويراً وتقدماً للأنشطة والفعاليات والمشاركات الشبابية والرياضية المحلية والخارجية، وسوف يحدث ثورة من التصحيح لمسار صندوق رعاية النشء والشباب الذي بات خارج نطاق الأهداف التي أنشئ من أجلها، ولم تعد له صلة بالعمل الشبابي والرياضي وأصبحت إيراداته تصرف بالمخالفات والتجاوزات لغير الضيف “لغير أصحاب الشأن”، وقد يكون تعيينه مصدراً لعودة الكفاءات والخبرات الرياضية التي تم قطع الطريق أمامها في ممارسة عملها وتقديم خبراتها في مجال إنعاش العمل الشبابي والرياضي.
لمن شاهد العرس المقام على ملعب نادي وحدة صنعاء يوم الجمعة الماضي بعد صلاة العشاء ويتابع فعاليات الملتقى الشتوي، وعرف من قبل ماذا يعني الملتقى الرمضاني بوحدة صنعاء؟، سوف يدرك حجم ومكانة زعيم الأندية، وسوف يقدر ويثمن الجهود الطيبة التي يبذلها جمعان من أجل الرقي بالرياضة اليمنية، وإن كان يسعى إلى منصب وزير الشباب والرياضة فهو جدير بذلك.. وبذلك أنهيت الحديث وكأس البن ورحلت.