وأذن في الناس بالحق في ذكرى الشهيد القائد سلام الله عليه
العلامة/ علوي بن سهل بن عقيل باعلوي
بسم الله الرحمن الرحيم
( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3).
في زمان الانحراف التام والزيف الخالص المزين والتخلي عن المسؤولية والهروب إلى واقع الانحدار من على جُرفً هارٍ وضياع المؤمنين في غياهب الضلالات والابتعاد عن معالم الهدايات أشرق من صعدة نورٌ من الهدى توجهت إليه قلوب وعقول المؤمنين .نورٌ من الهدى أصبح نقطة التحول لما بعده ..وأذّنَ في الناس بالحق يا له من إيمانٍ راسخٍ صاغ حقائق (معرفة الله ) والتوحيد (بوعده ووعيده ) وبناء قواعد الإيمان بأركان ( حديث الولاية ) (في ظلال مكارم الأخلاق) في ( المحيا والممات ) إذ ( لا عذر للجميع أمام الله ) من ثقافة الاتباع (فمن نحن ومن هم ) فلا يمنعنا من أن ( نحذوا حذو بني إسرائيل ) إلا ( الهوية الإيمانية ) ( فسارعوا إلى مغفرة من ربكم ) ( بصدق الموالاة والمعاداة ) ( بثقة بالله العظيم ) ( ولا تشتروا بآيات الله ثمناَ قليلا ) ( لترضى عنكم اليهود والنصارى ) (وكونوا مع الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) فأذنَ في الناس بصدق ونادي الله أكبر صارخا بوجه الظغيان (الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام) فأسمع العالم صدى صرخته فشرح الله صدر من استجاب له بالإسلام فأصبح محيي الدين ومجدد الإيمان واليقين السيد حسين بدر الدين ،آتاه الله بصيرةً نافذة فكاشف الأمة بأخطائها وأوضح انحرافاتها وتتبع الداء فيها واستخرج العلاج والدواء لها.. اهتز واجتمع العالم ليردعه فلم يزدد إلا ثباتاً، حاورهم فحاربوه، دعاهم للإسلام فعادوه، جاء بمنهجٍ يتقبلهُ العقل وشواهد قرآنية يؤمن بها القلب، فقلما استمع إليه ذو عقلٍ فأنكره، أو صاحب إيمان فهجره، يأتي إلى القضايا من أسبابها ومسبباتها ،ويعيد المسلم إلى الصراط المستقيم لها، ناقش القضايا المعاصره بثوابت قرآنية وحذر المسلمين من أعدائهم بإحداثيات فرقانية ، ربط الأمة بالوحدة الإيمانية والقضايا الجامعة، حاور الجميع بتجردٍ تام أيقظ الناس من الغفلة والنوم، حدد المسؤولية وتخندق بها لم يكترث للتضحيات ولم يحفل بالمغريات توج هذا الثبات بالجهاد.
السيد حسين رضوان الله عليه كان قرآناً حياً بقلب ولب، فأصبح ملهما لأمة طالما بحثت عن قائد يلهمها وينقذها فوجدت في الشهيد القائد ضالتها ، ليخرجها من جلباب الذل والمهانة إلى العزة والكرامة فأتاه رجال صدقوا الله ما عاهدوه ، من كل حدب وصوب معولين بالإنقاذ عليه، فجدد الدين من رميم التخلف للمتكلفين وضرب أصدق الأمثلة للمؤمنين وفضح المنافقين وهزم بصرختهِ الكافرين، لم يخش إرهابهم ولا نعتهم له بالإرهاب ولم يحذو حذوهم ولم يخضع للأعراب،،
لم ينصف الزمن السيد حسين رضوان الله عليه كما فعل بأمير المؤمنين وبالحسين عليهم السلام ولكنه ترك أثراً ذكّر العالمين بوعد الله فأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ولا يخشون إلا الله يقاتلون في سبيله إنفاذا لبيعهم انفسهم وأموالهم لله وتمكين المولى العزيز مما اشتراه.،
السيد حسين برزت عظمته بصرخته في وجه طواغيت الكون امريكا واسرائيل لم يخش العواقب حذر الجميع من دخولهم إلى اليمن بحجة أو بدون، تصدى لعملائهما بلسانه وإيمانه وثباته، حاولوا طمس معالم الحق حتى ولو بجريمة سفك دمه،، وكأنه وعد الله الصادق المتحقق بالظهور (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) ).
سلام الله عليك سيدي في ذكراك وما كان استشهادك الا انبعاث نور الشمس لتملأ الخافقين، سلام الله عليك في هداك وماهي الا مشاعر النور تزيل الجهل والظلم، سلام الله عليك في من خلفك من الأنصار فهم جند الله شم الأنوف والهمم، وسلام الله عليك في أبيك بدرالدين بن أمير الدين الحوثي من أنجب أمة في فرد علم،
وسلام الله عليك في من حمل لواءك علم الهدى المولى عبدالملك بن بدر الدين الحوثي. أيده الله بالنصر والنعم .