الحصار الأمريكي المميت.. شبكة «سي إن إن» تعترف: احتجاز سفن الوقود فاقم المجاعة في اليمن
شركة النفط : قرصنة السفن مستمرة و34 مليوناً و٥٠٠ ألف دولار غرامات بسبب احتجاز السفن
المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي يحذر من أكبر مجاعة في التاريخ
الثورة /
يتواصل الحصار الأمريكي السعودي على اليمن ، حيث تستمر سفن الحصار الأمريكية والسعودية في حجز سفن الوقود عرض البحر منذ أشهر وتمنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة ، وهو ما سبب أزمة خانقة في الوقود أثرت على الحياة العامة.
حيث بلغ عدد السفن المحتجزة حتى اليوم أكثر من 14 سفينة ديزل وبنزين وغاز ، وتقوم البحرية الأمريكية والسعودية بقرصنة كل السفن المتجهة إلى ميناء الحديدة واختطافها واقتيادها إلى نقاط حجز قرب جيزان ، ورغم اشتداد الأزمة لم تبد الأمم المتحدة ولا مبعوثها أي موقف تجاه الحصار الذي يهدد بتوقف الحياة في اليمن.
إلى ذلك حذّر المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، ديفيد بيزلي، مجلس الأمن الدولي من أن اليمن يتجه نحو أكبر مجاعة في التاريخ الحديث ، وفي جلسة لمجلس الأمن، الخميس تحت عنوان «الصراع والأمن الغذائي»، ناقش أعضاء المجلس العلاقة بين الصراعات والأمن الغذائي ، وقال بيزلي «منذ يومين فقط كنت في اليمن، حيث يواجه الآن أكثر من 16 مليون شخص أزمة جوع أو ما هو أسوأ من ذلك».
بيزلي أشار إلى أن ما ذكره ليس مجرد أرقام بل هؤلاء أناس حقيقيون، قائلاً «هذا البلد يتجه نحو أكبر مجاعة في التاريخ الحديث، إنه الجحيم على الأرض» ، وأضاف «قد يموت نحو 400 ألف طفل يمني هذا العام في حال عدم التدخل العاجل.. بينما نحن نجلس هنا كل دقيقة وربع يموت طفل، فهل سندير ظهورنا لهم حقا وننظر في الاتجاه الآخر؟».
»سي إن إن« تعترف: الحصار السعودي أدى إلى تفاقم المجاعة في اليمن
وفيما تتواصل التحذيرات الغربية من تفاقم المجاعة والأزمات الإنسانية جراء الحصار في اليمن ، تواصل الحكومات الأوروبية وأمريكا ومعها الأمم المتحدة مواقفها ومشاركتها في الحصار ، وقد نشر موقع شبكة «سي إن إن» الأمريكية تقريرًا حذر من عودة المجاعة في بعض المناطق اليمنية، مشيرا إلى «تحليل لـ «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي» (IPC) – الجهة العالمية المعنية في مجال الأمن الغذائي – يؤكد أن حوالي 47000 نسمة على الأرجح سيعيشون في أوضاع غذائية كارثية».
ولفتت الشبكة إلى أن «التحليل أظهر أن 16 مليون نسمة آخرين يعيشون إما في «أزمة» أو في «حالة طارئة» على صعيد الأمن الغذائي»، مضيفة أن «هذه الأرقام تساوي أكثر من نصف عديد سكان اليمن»، وقالت «هذا التدهور يعود بشكل أساسي إلى تداعيات قطع التمويل عن منظمات مثل برنامج الغذاء العالمي»، مؤكدة أن «أزمة الوقود ساهمت في تأزيم الوضع».
الشبكة أكدت أن السفن الحربية السعودية لم تسمح لناقلات النفط بتفريغ حمولتها في محافظة الحديدة منذ أوائل هذا العام، وأشارت إلى أن موقف أنصار الله ينسجم مع موقف برنامج الغذاء العالمي، مضيفة أن الرياض «لم تستجب لطلبها للتعليق على موضوع الحظر على دخول الوقود إلى اليمن، أو ما إذا كانت هذه الممارسات تشكل أحد أساليب الحرب».
وتابعت أن «ديناميكيات النزاع يبدو أنها تتغير بسرعة، خصوصا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن في شهر فبراير الماضي عن استراتيجية جديدة في اليمن» ، وعلى خلاف ذلك فإن الحصار واستمرار العدوان لا يشير إلى أن بايدن سيتخذ موقفاً لرفع الحصار وإطلاق السفن ، ووقف العدوان العسكري.
شركة النفط : ٣٤ مليوناً و٥٠٠ ألف دولار غرامات بسبب احتجاز سفن الوقود
إلى ذلك أكدت شركة النفط اليمنية، أن إجمالي غرامات التأخير بسبب احتجاز تحالف العدوان الأمريكي السعودي سفن المشتقات النفطية بلغ خلال العام الجاري، ٣٤ مليوناً و٥٠٠ ألف دولار ما يعادل ٢١ مليار ريال.
وأكد المدير التنفيذي لشركة النفط اليمنية المهندس عمار الأضرعي- خلال الوقفة الاحتجاجية التي نظمها موظفو الشركة يوم أمس الجمعة أمام مكتب الأمم المتحدة في صنعاء تحت شعار «أمريكا تحتجز سفن النفط٤”- أنه رغم نداءات الاستغاثة والطلبات المتكررة بضرورة الإفراج عن سفن الوقود إلا أنه لم يسمح بدخول لتر واحد من المشتقات النفطية خلال العام ٢٠٢١م.
وطالب الأضرعي الأمم المتحدة بضرورة القيام بمعايرة المبادرات الإنسانية لكافة العاملين لديها وفي مكاتبها ومكاتب الشؤون الإنسانية في اليمن .. مبينا أن أولئك الذين يتغنون بمجاعة وكارثة إنسانية في الجمهورية اليمنية، يتجاهلون الحصار وأعمال القرصنة، واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.
وأشار إلى أن ٢٦ مليون يمني حياتهم أصبحت مهددة نتيجة أعمال القرصنة على سفن الوقود واستمرار احتجازها رغم حصولها على تصاريح أممية.
ولفت إلى معاناة الشعب اليمني والأضرار النفسية التي يتعرض لها نتيجة انهيار القدرات التشغيلية لكافة القطاعات الخدمية بسبب انعدام الوقود.
وقال “ قمنا بتسليم كافة التقارير الدولية واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، لنذكرهم بما ورد فيها من نص، أنه على كافة الدول في العالم بذل أقصى الجهود لإيقاف ومنع أعمال القرصنة على أي دولة من دول العالم خارج مياهها الإقليمية “.
وأضاف “ لكننا لم نجد تلك المساعدة من أي دولة في العالم، وإنما الأمم المتحدة تقوم بتضليل الرأي العام وبتقارير تضليلية عبر مكاتبها ومكتب المبعوث الأممي مارتن غريفيث”.
وحمّل المدير التنفيذي لشركة النفط، الأمم المتحدة كامل المسؤولية في ما آلت إليه الأوضاع في اليمن نتيجة تغاضيها وصمتها عن استمرار أعمال القرصنة البحرية واحتجاز سفن الوقود .
وجدد الدعوة للأحرار في العالم للوقوف إلى جانب الشعب اليمني وفضح دول العدوان بقيادة أمريكا في استمرار الحصار والقرصنة على سفن الوقود والغذاء والدواء.
وفي الوقفة الاحتجاجية استنكر بيان صادر عن اللجان النقابية في شركة النفط والنقابات والاتحادات العمالية ومنظمات المجتمع المدني، الصمت الدولي والأمم المتحدة إزاء القرصنة البحرية التي تمارسها دول تحالف العدوان على سفن المشتقات النفطية رغم حصولها على تصاريح أممية.
وحذر البيان من تداعيات كارثة إنسانية نتيجة توقف معظم القطاعات الخدمية والحيوية جراء انعدام الوقود .
ودعا الأحرار في العالم للوقوف إلى جانب الشعب اليمني والضغط على الأمم المتحدة ودول تحالف العدوان بقيادة أمريكا لإيقاف الحرب الظالمة على اليمن والإفراج عن كافة السفن النفطية والغذائية المحتجزة وعدم احتجازها مستقبلا وفتح الموانئ البحرية والجوية.
كما طالب البيان بتحييد شركة النفط اليمنية ومنشآتها ومحطاتها ومحطات وكلائها من الاستهداف الممنهج لتحالف العدوان ورفع الحظر عن مطار صنعاء الدولي وميناء رأس عيسى.