صراع المرتزقة يحتدم في الجنوب
مليشيا الإصلاح تهاجم مرتزقة ” الانتقالي” وتسلّم مناطق شاسعة من حضرموت لتنظيم القاعدة
الثورة / إبراهيم الأشموري
لم يعد خافيا على أحد بأن صراع المرتزقة المتفاقم في عدن والمحافظات الجنوبية المحتلة، يأتي وفقا لإملاءات وأجندة أسيادهم في الرياض وأبوظبي.
ووصل الصراع بين مليشيات حزب الإصلاح ومرتزقة ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، ذروته خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية بعد تبادل الاتهامات في ما بينهم لقيادات المكونين باستقطاب عناصر من تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين للقتال في صفوفهما.
وشن حزب الإصلاح مؤخرا هجوما لاذعا على القيادي في ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي المرتزق أحمد بن بريك، الذي تحدث في مقابلة صحفية عن استخدام “الإصلاح” عناصر من القاعدة وداعش لمحاربة الجنوب تحت مظلة الشرعية.
ويصف بيان للحزب بن بريك بأنه – ومن هم على شاكلته في قيادة “الانتقالي” – باتوا مكشوفين لدى الرأي العام بعد فشلهم الذريع ولعبهم على وتر الدعوات المناطقية وقمع الحقوق والحريات وتنفيذ الاغتيالات ومراكمة السجون السرية والمعتقلات.
وقال البيان – الذي صدر الأسبوع الماضي – أن تصريحات بن بريك أسلوب ممتهن، دأب في ممارسته ليس ضد الإصلاح فحسب – المتواجد في حكومة ما تسمى الكفاءات السياسية والشراكة الوطنية مع بقية المكونات ومنها الانتقالي – بل ضد وحدة اليمن وأمنه واستقراره وضد “الشرعية” اليمنية وقيادتها حسب بيان مليشيات الإصلاح.. مشيرا إلى أن بن بريك وجوقته يرون في شعار الحرب على الإرهاب شيكاً مفتوحاً للتحريض ومواصلة العبث بمصير الشعب واحتكار تمثيلهم، لذلك اتجه نحو رفع لافتة الحرب على الإرهاب، لمصادرة حياة الناس بسهولة وقتلهم بدم بارد، في الوقت الذي يفتقر لأي مشروعية سياسية تخوله القيام بذلك.. واصفا ما ورد في حديث بن بريك بأنه خطاب إرهابي يجعل الكثير من المواطنين في المحافظات الجنوبية معرضين للعنف من قبل مشروع اجتثاثي كارثي، كما أنه يكشف النوايا المبطنة للرجل إزاء استحقاقات “اتفاق الرياض” الذي يعتبره مجرد تكتيك مؤقت.
وأكد البيان احتفاظ “الإصلاح” بحقه في مقاضاة بن بريك على هذه التهم الكاذبة، كما أنه يحتفظ بحقه القانوني في مقاضاة من ارتكب كافة الجرائم من قتل وتعذيب وإخفاء قسري طالت منتسبي وقيادات الإصلاح الذين طالهم تحريض وعنف بن بريك ومليشياته – حسب ما ورد في البيان المنسوب لمليشيات حزب الإصلاح.
الهجوم الإخواني اللاذع على مرتزقة الانتقالي التابع لأبوظبي، لم يكن الأول من نوعه لكنه يستكمل مسلسلا طويلا من الهجمات المتواصلة التي يشنها قياديون في مليشيات الإصلاح وفي مقدمتهم الناشطة الإصلاحية توكل كرمان “جناح قطر وتركيا” والتي توجه لمرتزقة الانتقالي أقذع الصفات والألقاب وتتهمهم صراحة بخدمة الأجندة الإماراتية والطاعة العمياء لأسيادهم في أبوظبي، وهو ما يعكس حجم الهوة بين فصائل المرتزقة بمختلف انتماءاتهم وولاءاتهم.
من جهتهم يؤكد المرتزقة من قيادات المجلس الانتقالي الانفصالي، تحالف حزب الإصلاح مع عناصر داعش والقاعدة الإرهابيين بل وبتسليمهم مناطق في حضرموت، على غرار ما أقدم عليه القائد العسكري المرتزق يحيى أبو عوجاء الذي يعتبر اليد الطولى للجنرال الإخواني علي محسن الأحمر، والذي سلم لتنظيم القاعدة بعض المناطق التي يسعى للسيطرة عليها في ساه ، بالإضافة إلى مديرية غيل باوزير ، ويقول قياديون في ما يسمى الانتقالي أن القاعدة وبتنسيق مع أبو عوجاء وحزب الإصلاح قامت بتنصيب إحدى قياداتها ويُدعى “أبو وسام” والياً على منطقة “غيل بن عمر” بساحل حضرموت، بعد مواجهات شكلية مع قوات المنطقة العسكرية الأولى انتهت بطرد عناصر التنظيم قبل أيام ، ولكنهم عادوا مُجدَّداً واستولوا على المنطقة.
مشيرين إلى أن الهدف من تسليم الإصلاح “غيل بن عمر” للقاعدة كونها أحدى أبرز المناطق النفطية في وادي حضرموت ، ويخشى السيطرة عليها من قبل عناصر تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي وهي النخبة الحضرمية التي تم تأسيسها على أسس طائفية وانفصالية بدعم وتمويل إماراتي وبضوء أخضر من قبل قوات الاحتلال السعودي.