يحتفل اليمنيون اليوم بذكرى غالية على قلوبهم ، ذكرى خالدة عظيمة ، ذكرى دخولهم دين الله أفواجا ، استجابة لدعوة النبي محمد صلوات ربي وسلامه عليه وآله ، ففي أول جمعة من شهر رجب أوفد الرسول المصطفى الإمام علي بن أبي طالب إلى صنعاء لدعوة أهل اليمن إلى الإسلام وهناك في سوق الحلقة اجتمع الإمام علي بمجاميع من أعيان اليمن وعرض عليهم الدخول في الإسلام ، وهناك أعلنوا دخولهم في دين الله أفواجا في مشهد وموقف إيماني فريد من نوعه ، وما إن وصلت رسالة الإمام علي عليه السلام إلى رسول الله حتى خرَّ ساجدا لله سجدة شكر على نعمة إسلام أهل اليمن ، من وصفهم بأهل الإيمان وأصحاب الحكمة ، وأثنى عليهم ووصفهم بالأرق قلوبا والألين أفئدة..
بعدها توالت الوفود اليمانية المؤمنة التي أعلنت مبايعتها لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وتجندت تحت لواء الإسلام ، وفتح الله على أيدي اليمنيين الكثير من المناطق التي شملتها الأنوار المحمدية وانتشرت فيها رسالة الإسلام ، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم واليمنيون يحيون هذه المناسبة ويحتفلون بها ، حيث تحولت إلى عيد خاص يبتهجون به ويقيمون فيه الاحتفالات التي تستعرض هذه الذكرى وتقف أمام نعمة الإسلام التي أنعم الله بها علينا ، وعلى الرغم من الحملة الشرسة التي شنتها الوهابية السعودية لتبديع وتفسيق من يحتفلون بهذه المناسبة والتحريض ضدهم ومنع إقامة المظاهر الاحتفالية بها ، إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل..
وما تزال أول جمعة من رجب عيدا لكل اليمنيين يجددون من خلاله الولاء للرسول الأعظم والسير على خطاه واقتفاء أثره والعمل بسنته المطهرة ومنهجه القويم ، وما تزال مظاهر الاحتفال بهذا العيد سائدة من خلال ابتهاج الأطفال ولبسهم الجديد من الثياب وزيارة الأرحام وإقامة الموائد والولائم التي تعكس مشاعر الفرح والسرور والبهجة بهذا العيد الأغر ، الذي أنهى ماضي الكفر والشرك و الإلحاد ، وفتح لليمنيين صفحة جديدة في رحاب الدين الإسلامي الذي أخرجهم من براثن الغواية والضلال إلى رحاب الإيمان الذي جعل منهم قادة أعلاماً وفرسانا عظماء ، سطروا الملاحم البطولية التي خلدها التاريخ ، والمواقف التي تشرئب لها الأعناق والتي تشهد لهم بنصرة الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وحمل راية الإسلام ونشرها في أرجاء المعمورة..
في عيد رجب الأغر نجدد الولاء لسيدي رسول الله صلوات ربي عليه وآله ، نجدد الانتماء لدين الله الخاتم الذي حمل لواءه ، وبلَّغ رسالته ، ونؤكد للعالم قاطبة أننا على خطه ومساره وسيرته ومنهجه لن نتزحزح قيد أنملة ، لا تراجع ولا تخاذل ولا تهاون في دين الله مهما بلغت بنا الخطوب ومدلهمات الأحداث ، وسنظل نحتفل بهذا العيد ، وبهذه النعمة ، نعمة الإسلام التي لا مثيل لها، ومهما أرجف المرجفون ، وتقول المتقولون لن يزيدنا ذلك إلا تمسكا بنبينا ، وتأسيا بسيرته ، وتطبيقا لمنهجه وسنته المطهرة الخالية من التحريف والتزييف ، السُّنة التي لا تتعارض مع كتاب الله ، السُّنة المحمدية الشريفة التي كان عليها الرسول الأعظم وأمرنا باتباعها والعمل بها..
سبحان الإله الجليل ، سبحان من لا ينبغي التسبيح إلا له ، سبحان الأعز الأكرم ، سبحان من لبس العز وهو له أهل ، اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان وقد أنعمت على بلادنا وشعبنا بالنصر والتمكين على قرن الشيطان والمرتزقة المنافقين..
Prev Post