بريطانيا واليمن والحنين للماضي
عبدالفتاح علي البنوس
يواصل السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون حشر أنفه فيما لا يعنيه ، ويحاول إقحام نفسه وبلاده في الملفات والقضايا الداخلية اليمنية ، لم يكتف بالمشاركة المبطنة لبلاده في العدوان على بلادنا ، والتورط في المؤامرة الكبرى التي تستهدف اليمن وتسعى للهيمنة عليه ، وتحويله إلى دويلات ومستعمرات ، والتي تسعى من خلالها بريطانيا إلى الحصول على مكاسب ومغانم من الجنوب الذي تحرر منه وأعلن استقلاله ورحيل آخر جندي منه بعد احتلال دام قرابة 129عاما.
واليوم يطل آرون برأسه من جديد مهاجما للجيش واللجان الشعبية اليمنية ، منتقدا للقوى الوطنية اليمنية التي تمثل إرادة السواد الأعظم من اليمنيين ، تشارك بلاده في العدوان والحصار على اليمن واليمنيين ، وتقف بلاده ضد أي مبادرات أو مقترحات لإيقاف العدوان ورفع الحصار وتحقيق السلام ، ويتورطون في جرائم القتل والإبادة التي تستهدف المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال ، ودائما ما ينشط هذا الأفاك مع أي تحركات جادة على مسرح المواجهة في جبهات العزة والكرامة ، وخصوصا عندما تكون الغلبة في مجرياتها للجيش واللجان الشعبية ، وعقب أي عمليات نوعية للقوات المسلحة اليمنية داخل العمق السعودي ردا على جرائم آل سعود الوحشية ، قبل أيام غرد آرون في حسابه على تويتر معلقا على تطور الأحداث في مارب بقوله : ( ندين بشدة استهداف الحوثيين لمارب والجوف ، و يجب عليهم وقف هذه الهجمات على الفور وإثبات جديتهم في الرغبة في السلام من خلال دعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث).
منطق أرعن ، وطرح غير سوي ، يظهر حجم الإنزعاج البريطاني من تهاوي تحصينات أذنابهم في مارب وما تبقى لهم من جيوب في الجوف ، يتحدث عن الجدية بالرغبة في السلام ، وهو وبلاده من العقبات التي تحول دون تحقيقه ، ويتحدث عن جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث الذي يتشارك معه في حمل الهوية البريطانية ، ولا نعلم عن أي جهود يتحدث آرون ؟! ولا وعن أي دور للمبعوث الأممي غريفيث ؟!!.
لا أثر لتحركات وجهود غريفيث المزعومة ، وما يأتي به عبارة عن مقترحات وشروط وإملاءات سعودية يتم تغليفها بالطابع الأممي ، لا يتحرك غريفيث إلا عندما يجد قوى العدوان ومرتزقته في مأزق ، بهدف الحد من تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية ، لا يريدون أن تعود مارب إلى حضن الوطن ، ولا يرغبون في أن تضع الحرب أوزارها ، ويعم السلام والأمان والاطمئنان ربوع اليمن ، لا يريدون أن يتوقف نزيف الدم اليمني ، مصالحهم ومكاسبهم ومغانمهم لا تتحقق إلا في الحرب ، صفقات الأسلحة والدعم اللوجستي وما يترتب على ذلك من استجلاب للأموال السعودية والإماراتية تحت يافطة الحماية والدعم والإسناد.
بريطانيا التي تنشط عسكريا مع تحالف العدوان على اليمن ، تنشط أيضا تجسسيا من خلال شبكات التجسس التي يتم تجنيدها للعمل لحسابها وخدمة لأجندتها ، والتي نجح جهاز الأمن والمخابرات اليمني في ضبط واحدة منها في عملية أمنية استخباراتية خاطفة ، وجد سفيرها من الانتصارات التي يحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية في مارب والجوف فرصة لتأليب المجتمع الدولي بغية ممارسة ضغوطات على القيادة الثورية والسياسية اليمنية الوطنية لإيقاف معركة تحرير مارب التي زادت وتيرتها عقب قيام المرتزقة باعتقال واختطاف النساء من منازلهن بذرائع ومبررات كاذبة ، فجاء الرد على تخرصات آرون على لسان رئيس الوفد الوطني الأستاذ محمد عبدالسلام قائلا : ( على بريطانيا وغير بريطانيا أن يتذكروا أنهم مستمرون في العدوان وفرض الحصار على الشعب اليمني ومن يتوجب عليه أولا أن يتوقف هو المعتدي المجرم ، أما المدافع عن نفسه فهو في مساره الصحيح والمحق، والملامةُ عليه أخلاقيا ووطنيا وإنسانيا إن توقف قبل أن يتوقف العدوان والحصار ).
بالمختصر المفيد، حلم بريطانيا بالعودة إلى ماضي الاستعمار لليمن يعد من المستحيلات ، ومهما ظن آرون وغريفيث ومن دار في فلكهما بأن اليمن لقمة سائغة لبلادهم ، وأن الفرصة مواتية لهم لفرض الاحتلال البريطاني من جديد بأدوات وأذرع عربية ، فإنه لن يحصد وراء ظنه غير الخيبة والخسارة ، وستظل اليمن مقبرة لهم ولكل حالم يحلم بغزو واحتلال اليمن -كل اليمن ، من صعدة إلى المهرة ، و (هذا الفرس وهذا الميدان) ، و(من كذب جرب ) و( من طلب الجن ركضوه).
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.