التراجع الأمريكي والانتصار اليمني
عبدالجبار الغراب
كان لقدرة الله وجودها في الدعم والإسناد لمن أمن وأتقى ودافع وأستبسل في التصدي والمواجهة ضد قوى الشر والاستكبار العالمية، كل هذا كان من واقع إيمان حقيقي ووقوف أمام جبروت واستكبار عالمي تمثل وجوده في أمريكا وإسرائيل، فتماشت قدرة الله في تسخيرها للمؤمنين المجاهدين والمرتبطين به بحق وإخلاص وتوكل، حاملين قضية شعب عادلة، أرادت أدوات الكفر والهيمنة والاستكبار النيل والاستحواذ على قرار أمة مؤمنة بالله رافعه لكتابه عز وجل والسيطرة على ممتلكات شعب وثروته ومقدراته.
هذا هو شعب اليمن العظيم الذي كان للإيمان المتجذر فيه كافيا في تحقيق النصر والرفعة والشموخ والتصدي لعدوان شرس كبير همجي متوحش، فالارتباط بالله والمعرفة بهداه كانت لها رافدها في نيل النصر الأكيد, وتحقق بفضله سبحانه وتعالى وكرمه النصر المحق لقضية شعب جاهد وناضل وسخر وجهز كل ما يملك في سبيل الدفاع والتصدي والمواجهة أمام قوى الضلالة والاستكبار أمريكا وأعوانها الأعراب من السعوديين والإماراتيين وكل من سار على شاكلتهم في التطبيع مع إسرائيل.
سياسات أمريكية يتم إخراجها على واقع مغاير لمن سبق في اتخاذها، وشكلت في نظر العديد معضلات وعوائق قد يكون لها تأثيرها السلبي هنا أو هناك.
ومن هنا يتم بلورة العديد من النقاط ووضعها في الحسابات القادمة وما يمكن على ضوئها من اتخاذها من قرارات يكون لها استيعاب مع متغيرات الوقائع الحالية، ومن هنا شكلت الإدارات الأمريكية المتدرجة في سلالم السلطة تماشيها مع مخططات اللوبيات الإسرائيلية، فكان لها إصدار ما يملى عليها من قرار لوبي أمريكي التنفيذ لقادم ترتيبات وأحداث يكون لها السند والإمداد متماشياً مع ما تم اتخاذه من قرار كان بنظر اللوبي الإسرائيلي مهم اتخاذه لحين البدء في تحقيقه.
وعلى هذا الأساس الواضح والمنطلق للفهم والاستيعاب سارت كامل الأحداث المفروضة من قبل تحالف العدوان السعودي الأمريكي في معطياتها للحسم العسكري الأكيد والسريع انطلاقة لتحقيق الأغراض والأحلام لأمريكا والكيان الإسرائيلي فكان لها الإخفاق والهزيمة والتراجع والانكسار، فتيهان وتخبط باستمرار وشرود في وضع الخطط القادمة لتحقيق ولو جزء بسيط من أهدافهم المعلنة أولا والمخفية وما أكثرها ,وهي ما كان لها كشفها وتعريتها بفعل كامل الانتصارات التي حققها الجيش اليمني واللجان الشعبية في جميع جبهات القتال والمواجهة، ليكون للانتقال الأمريكي ضمن الإملاءات اللوبية الإسرائيلية لاتخاذ القرار لضم انصار الله في اليمن ضمن قوائم الإرهاب الأمريكية لعل هذا يحدث شيء من أوهام قادمه عجزت عليها مخططاتهم العسكرية.
فكان للأمريكان السير وفق الخطط المتلاحقة للظهور, ومن التصعيد الأخير لها كان الإعلان لإدراج جماعة أنصار الله اليمنية ضمن منظمات الإرهاب الأمريكية, قرار متفرد عكس تخبط كبير وفشل مضاف إلى كل خسائر أمريكا وتحالفها العدواني على اليمن, وهي بذلك أرادت توجيه خطاب تخويف وقرار لعله من وجه نظرهم يعيد لهم المناشدة والمطالبات من اليمنيين لقادم مفاوضات قد تتم لان اليمنيين هم الذين افشلوا المخططات وهدموا المؤامرات وكشفوا مساعي وترتيبات الأمريكان في المنطقة والتي كانت بوابتها اليمن, كل هذا جعل لملامح التراجع الأمريكي وضوحه في إرجاع كلمه المعتوه السابق المغادر للإدارة الأمريكية ترامب عندما إدراج انصار الله ضمن منظمات الإرهاب وهو ما تم فعلا الآن.
فشل ذريع وخطط مكشوفة وأساليب منحطة وأحلام مندثرة ,وتراجعات عن قرارات أحادية لا تسمن ولا تغني من جوع, تخبطات في السياسات المتوالية للأمريكان, وانكشاف لتهاوى عظمتها العالمية, وترهل متوالي لضعف سياسي كبير, وارتباك في صناعة القرارات, وتعاطي انسلخ مع كل مقومات ومتطلبات أصحاب القوى العالمية الكبرى كالصين وروسيا المسيطرين على مراكز القوى الحالية والمتربعين وبتفوق عسكري واقتصادي على عرش النفوذ العالمي.
وليكون للفشل الأمريكي عنوانه العسكري أولا والسياسي المتصاعد ثانيا والمتخذ في إدراج انصار الله اليمنية ضمن منظمات الإرهاب في أواخر عهد أدارة ترامب ولهذا انعكست وقائع الأمور وخرجت على سيرها المعتاد والمألوف والناظرين لليمنيين انهم أصحاب الإيمان والحكمة وهم من ينظرون الى السلم والأمان مصاف وإحقاق لجميع سكان العالم فكيف يتم وصفهم بالإرهاب وهم أصحاب الأمن والأمان والسلم والسلام, ليتم التراجع الذي هو بمثابة انتصار سياسي يمني مضاف لعديد الانتصارات العسكرية والسياسية السابقة ليتم توجيه بوصلة التحرك نحو العالم بأكمله لمعرفة كامل مجريات الأحداث وما تم إلحاقه بشعب اليمن والإيمان والحكمة من حصار وتجويع وقتل وهدم وتشريد لملايين المواطنين بفعل عدوان أمريكي سعودي جبان قرب دخول عامه السابع من تواصل وباستمرار في مواصلة القتل والهدم والحصار على شعب اليمن والإيمان.
مشاهد منتظرة ومتوقعه من قبل حكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء لكل الأحداث وسيناريوهات الإعداد لأمريكا وتحالفها العدواني على اليمن، واضعه كل الاحتمالات واردة للحدوث ولترتيبات الأوضاع القادمة مواضع وخطط قابله لكل الاحتمالات، ليكون للوقت المناسب أحقية للخروج سواء سياسية أو عسكرية، وهذا ما كان له نجاح مضاف، وانتصار سياسي كبير لانصار الله، الدخول ومن ثم الخروج أليس هذا له من جواب واستفسار لنجاحات حققها اليمنيين في وجه قوى الشر والاستكبار العالمي، ولكل حدث حديث ولكل غطاء لا بد من أيام قادمة لانكشافه.
والله أكبر، وما النصر إلاَّ من عند الله..