سعى تحالف العدوان إلى تدمير الدولة اليمنية وبناها ومقوماتها من خلال الحرب الهمجية التي استهدف بها كل المقومات الحياتية لليمنيين ومعائشهم علاوة على تضييق الخناق عليهم من خلال الحصار بهدف إركاع الشعب اليمني، وإزاء كل فصول الحرب العدوانية وأشكالها يجد اليمني نفسه في مكانه الثابت كحبة تنبت السنابل وشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين، يقاتل ببندقيته آلة الحرب العدوانية وبمعوله يحطم الحصار الجائر. مبادرات شعبية يقاوم بها ويرمم ما دمرت النيران الحربية الأجنبية، يضع الشعب من خلالها يده إلى جانب الدولة في البناء ويخوض معركة التعاونيات لإكمال الطريق في إطار معركة النفس الطويل.
الثورة / عبدالقادر عثمان
شهد العام «2020» تنفيذ أكثر من 1500 مبادرة مجتمعية وأهلية شملت مشاريع مختلفة في المديريات والمناطق النائية بمحافظات حجة وصعدة وذمار وإب وريمة والحديدة وعمران والجوف وصنعاء، تمكنت من تنفيذ عدد من البرامج الاستراتيجية، التي تحقق رؤية بناء الدولة المتمثلة في الشراكة الفاعلة بين الدولة والمجتمع في تنفيذ المشاريع الحيوية كالطرقات والمياه والزراعة، وإحياء روح التعاونيات المحلية في سبيل خوض معركة البناء بجهود يتشارك فيها الشعب والدولة.
1500 مبادرة مجتمعية سجلتها وزارة الإدارة المحلية خلال العام 2020، في 13 محافظة يمنية قاومت الغزو الأجنبي وانتصرت هي العاصمة ومحافظة صنعاء والمحويت وعمران وذمار وحجة والحديدة وصعدة والضالع وإب والبيضاء ومارب وتعز، تعددت مجالاتها بين الزراعة والطرقات والصحة وإصلاح البنية التحتية والنظافة وتنظيم الأسعار والبناء وغيرها من مجالات الحياة، بتكلفة بلغت مئات المليارات.
تعمل المبادرات المحلية المجتمعية وفق 5 أولويات رئيسية حددتها الرؤية الوطنية لبناء الدولة ، تتمثل في التركيز على مشاريع الطرق ومشاريع المياه وبناء مراكز صحية وتعليمية وإيوائية إضافة إلى مبادرات زراعية مختلفة، ويأتي إحياء روح المبادرات والمساهمات المجتمعية في ظروف العدوان والحصار كتحد يجسد التماسك الشعبي والرسمي في سبيل خوض معركة البناء وإنشاء منظومة داعمة للقطاعات الخدمية في اليمن من خلال تعزيز المشاركة المجتمعية وإحياء روح التعاونيات التي سبق لليمن أن خاضت تجربة ناجحة فيها خلال حكم الرئيس ابراهيم الحمدي ، إضافة إلى إنشاء القدرات المحلية في المجالات المختلفة، وتنفيذ الخارطة التنموية للرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية.
وكشف تقرير صادر عن وزارة الإدارة المحلية في صنعاء حصلت «الثورة» على نسخة منه، أن عدد المبادرات المجتمعية التي نفذت خلال العام 2020 بلغ 1500 مبادرة شملت 13 محافظة، واحتلت محافظة إب المرتبة الأولى من حيث عدد المبادرات حيث بلغت نحو 415 مبادرة ـ تليها محافظة حجة بنحو 315 مبادرة ، تركز أغلبها في شق الطرقات ورصفها وفي مشاريع المياه وحفر الآبار، واحتلت محافظة ذمار المرتبة الأولى من حيث التمويل حيث بلغت قيمة المشاريع الممولة من خلال المبادرات المجتمعية والأهلية والتعاونية 9 مليارات و 500 مليون ريال ، فيما تفاوتت قيمة المشاريع في بقية المحافظات التي نفذتها المبادرات ما بين مليارين و270 مليوناً في الضالع، إلى مليار ونصف في الحديدة وحوالي مليار و 00 مليون في إب، ونصف مليار في حجة، وكذلك في المحويت، وأورد التقرير أسماء المشاريع التي أنجزتها المبادرات المحلية خلال العام الفائت.
وتسعى الإدارة المحلية والجهات الرسمية المحلية الداعمة إلى ربط جميع برامج التنمية المجتمعية مع المبادرات المجتمعية من أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية الواردة في مصفوفة الرؤية الوطنية لبناء الدولة، ومنظومة الخطة الخمسية 20-25 ، وتعمل وفق منهجية من العمل المؤسسي المتكامل لخدمة المجتمع وتعزيز التكاتف والتلاحم بين جميع أفراده في سبيل مواجهة العدوان والحصار وإنجاز البناء والتنمية والأمن الغذائي.
تهامة الخير والعطاء يدٌ تحمي وأيدٍ كثيرة تبني..قرابة مليار ونصف مشاريع بتمويل مبادرات تهامية في الحديدة خلال العام 2020
تعرضت محافظة الحديدة خلال العامين 2017 – 2018 حتى نهايته لغزو تحالفي تشاركت فيه قوات غربية وأمريكية وصهيونية وسعودية وإماراتية ومرتزقة من كل الأصقاع وعملاء محليون تجندوا من كل المناطق في صفوف تحالف العدوان الأمريكي السعودي، حشد العدوان التحالفي مختلف أنواع السلاح الفتاك والمدمر والذكي وحاول إسقاط مدينة الحديدة، لكن تهامة صمدت في مواجهة أعتى معارك العصر الحديث وتحولت إلى مستنقع لحشود القوة والسلاح والمدرعات والمقاتلين مجسدة وصية الشهيد الرئيس صالح الصماد الذي وضع تهامة أمانة التهاميين وأرسى رؤية «يد تحمي ويد تبني» وأطلق شعارها قبيل استشهاده، وإذ تنتفض تهامة كعنقاء من بين غبار المعارك تخوض معركة البناء وتحقق في ظروف قاسية ما يمكنها من النهوض من جديد.
محافظة الحديدة، التي تعد واحدة من أكثر المحافظات اليمنية المنكوبة نتيجة القصف والحصار، بلغ إجمالي ما تم رصده نحو 100 مبادرة، أبرزها طريق الفيل في مديرية برع، والتي بلغت تكلفتها نحو مليار ريال، لا يزال العمل جاريا فيها، إضافة إلى 480 مليون ريال تكلفة المبادرات المئة، فيما لا يزال العمل مستمراً في بعض المبادرات.
وتعددت مبادرات أبناء المحافظة الساحلية، بين إصلاح لمولدات الكهرباء وتوريد أخرى، إلى جانب بناء المدارس والمرافق الصحية والطرقات وملحقات المدارس والمساجد ودور الأيتام وتنفيذ حملات توعوية للوقاية من الأوبئة، إضافة إلى توزيع ملابس العيد وتجفيف وتنظيف ورش المستنقعات ومكافحة الجراد والبعوض، علاوة على استقبال نازحي الدريهمي وإزالة أشجار السيسبان من الطرقات وإغاثة المتضررين من السيول.
كما قام أبناء الحديدة بمبادرة فتح قنوات السدود في وادي مور وسهام، وكذا وتوعية الصيادين واستقبالهم وبناء الحجر الصحي لهم، وإقامة الأنشطة الرياضية والفعاليات الوطنية والدينية.
ذمار تقدم 115 مبادرة تزيد تكاليفها عن 9.5 مليار ريال
محافظة ذمار هي الأخرى، بذل أبناؤها بسخاء في سبيل التخفيف من معاناة أهالي المحافظة، ففي مديرية وصاب، عبّد الأهالي طريقاً حجرياً بطول 48 كيلومتراً، يحضر جبل مطحن بخميس مطلق بتكلفة بلغت تسعة مليارات ريال بادر الأهالي لدفعها، فيما بلغ عدد المبادرات خلال 2020 في المحافظة نحو 115 مبادرة تزيد تكاليفها عن 9.5 مليار ريال.
عمل أهالي ذمار على رصف الطرقات وبناء المساجد وافتتاح المرافق الصحية ورفدها بالكوادر ودفع أجور المتطوعين وتوفير الأدوية والمعدات الطبية واستكمال تجهيزها بمساعدة من المنظمات الصحية العاملة في المنطقة، إضافة إلى تنفيذ أعمال الصيانة والترميم وتوفير الأثاث والدعم من منظمة الإغاثة الدولية والبنك الدولي.
وفي الوقت الذي عمل فيه مكتب الزراعة على توفير المبيدات الحشرية للمزارعين بادر أهالي ذمار لتوفير مرشات خاصة بهم ونفذوا عملية المكافحة لحشرة الحشد الخريفي التي تصيب المحاصيل الزراعية، إضافة إلى التوسع في زراعة البن واقتلاع شجرة القات وعمل مشاتل خاصل لتوفير شتلات البن والاستفادة من منظومة الطاقة الشمسية لتوفير المياه.
إلى جانب ذلك شملت مبادرات أبناء ذمار، بناء المدارس والفصول الملحقة وترميم بعضها وفتح قنوات السيول وإزالة مخلفاتها، وفتح المناطق المقطوعة من جراء تدفق السيول والانجرافات الصخرية.
إب الخضراء 415 مبادرة ومليار ونصف
أما محافظة إب، فبلغ إجمالي المبادرات المنفذة خلال العام الماضي 2020 نحو 415 مبادرة، توزعت بين صيانة وشق ورصف الطرقات وبناء الجدران الساندة وجسور المشاة المسلحة وبناء عبارات المياه، وإنشاء وترميم الآبار والسدود والمدارس، وتزويدها بمنظومة الطاقة البديلة، إلى جانب إنشاء شبكات مياه الشرب، والمراكز الصحية، والعمل على إزالة النفايات من المدن.
وبلغت تكلفة المشاريع المنفذة خلال العام الماضي في المحافظة نحو مليارين ونصف ريال، كان للأهالي المساهمة الفاعلة فيها.
وشملت مجالات المبادرات في المحافظة، المواصلات والتعليم والصرف الصحي والشبكة والصحة، علاوة على العمل الخيري كتوفير عدد من خزانات المياه في بعض الأحياء والحارات أثناء أزمة المياه، والعمل على تزويدها بالمياه النظيفة باستمرار.
البيضاء وتعز والكريمة الضالع ملياران ونصف في أقل من 100 مبادرة
محافظة الضالع هي الأخرى كانت حاضرة في المبادرات المجتمعية بقوة، حيث بلغت تكلفة المبادرات المنفذة فيها نحو مليارين وربع المليار ريال، جميعها ساهم الأهالي في تقديمها، مكونين 22 مبادرة مجتمعية ترتبط بأولوية حاجتهم إليها.
وتعددت مجالات المبادرة في الضالع بين الصرف الصحي وبناء المدارس والطرقات بين المديريات وكذا رصف بعضها وشق وسفلتة عشرات الكيلومترات، إضافة إلى بناء الحواجز المائية والسدود وترميم وصيانة مبنى المنصورية الأثري.
بينما بلغ عدد المبادرات في محافظة البيضاء نحو 34 مبادرة بتكلفة تزيد عن 104 ملايين ريال، تركزت جوانب عملها في شبكات المياه العذبة والسدود والآبار ومياه الصرف الصحي، وبناء وترميم المدارس وملحقاتها.
أما محافظة تعز فبلغ إجمالي المبادرات فيها نحو 93 مبادرة، تنوعت بين توفير وشراء الأدوية وبناء الخزانات المائية وردم المياه المكشوفة وإصلاح الطرقات وترميم بعض منازل الفقراء المتضررة من الحرب، وكذا دعم التدريس في مراكز محو الأمية، وتوفير أدوات التدريس في بعض المدارس من سبورات وأقلام، وقرطاسية للطلاب الفقراء.
كما شملت جوانب المبادرات في تعز ردم الحفر وصيانة الطرقات ومداخل القرى وتغيير مجرى السيول عن الخط الأسفلتي من بعض القرى، وبناء المدارس.
حجة الحصن الحصين لليمن
وفي محافظة حجة قدم الأهالي دعما مالياً لم يتم حصره بعد لنحو 300 مبادرة، في مجال رصف وصيانة الطرقات وبناء الجران الساندة وفتح مسار الطرقات في الجبال الوعرة، إلى جانب بناء المدارس وترميمها وكذا ترميم وبناء السدود والخزانات المائية والمدارس والوحدات الصحية، ورعاية المشاتل القروية، وإعلان مديرية بني العوام محمية زراعية، وإطلاق مبادرات التشجير ودعم البذور المحسنة.
كما عمل الأهالي في حجة على مكافحة وباء كورونا من خلال دعم عملية الرش للأسواق والقرى والمساجد والمدارس وأماكن التجمعات لتعقيمها، وتنفيذ الحملات التوعوية وتجهيز المحاجر الصحية، إضافة إلى دعم إنشاء الوحدات الصحية وترميم المتهالكة منها، إلى جانب مكافحة الجراد، وإطلاق حملات النظافة الواسعة ورفع أضرار المخلفات والسيول وتركيب غطاس مشروع المياه غربي وضرة.
صعدة هي الأخرى كانت حاضنة لأكثر من 40 مبادرة مجتمعية بتكلفة تزيد عن 240 مليون ريال، في مجال بناء الطرقات وصيانتها وبناء المدارس والمرافق الصحية وسكن العاملين في بعض الوحدات الصحية ودفع حوافز للمعلمين، إضافة إلى إنشاء برج الاتصالات في منطقة جبل العتمي، وكذا غنشاء مشاريع المياه.
عمران والمحويت يد على الزناد وأخرى تبني وتزرع السهول والوديان
وبلغ عدد المبادرات التي أطلقت ونفذت ولا يزال العمل جاريا في بعضها في محافظة عمران نحو 130 مبادرة بتكلفة تزيد عن 320 مليون ريال. تنوعت في مجالات التنمية والبناء والتحسين، إلى جانب الإصلاح بعد الدمار الذي خلفته الأمطار.
وفي المحويت أنفق المواطنون ما يزيد عن 326 مليون ريال في 130 مبادرة مجتمعية، غالبيتها في صيانة ورصف الطرقات، وتسوية وردم الحفر في الخطوط الاسفلتية وإزالة الصخور المتساقطة في باب الأهجر، إلى جانب التحسين في الطرقات وبناء المساجد والمدارس وتوسعتها وبناء بيت لأحد الشهداء وترميم آخر.
عاصمة اليمن صنعاء والمحافظة (فيض بعد غيض)
صنعاء هي الأخرى ساهمت في المبادرات المجتمعية حيث بلغ عدد المبادرات في الأمانة والمحافظة نحو 400 مبادرة، في شتى المجالات، ففي الوقت الذي بادرت فيه مديرية أرحب لتنظيف خزانات المياه وصيانتها وترميم المدارس وإصلاح الطرقات وتعبيدها كانت الأمانة تشهد دعما سخيا لمرضى السرطان وكسوة العيد وشراء الأدوية لبعض الحالات الفقيرة.
بادرت صنعاء أيضا لاستغلال مياه الأمطار في زراعة الثوم وغيرها من المشاريع التي من شأنها التخفيف من خطر المياه المتدفقة من السيول باتجاه صنعاء العاصمة.
ذلك غيض من فيض ما سخت به أيدي اليمنيين في سبيل الله ووطنهم، ويجدر بنا الإشارة إلى أن الأرقام المذكورة هي ما تم رصده من المشاريع المنفذة بينما غالبية المشاريع التي لا يزال العمل جاريا فيها لم ترصد موازنتها بعد.