د. محمد النظاري
المدرب الرياضي لم يعد مجرد تواجد في كشوفات الأندية والمنتخبات، وعملية التدريب تعدت الجري الدائري حول الملعب والانتهاء بتقسيمة المدرب تجمع اللاعبين في صورة مصغرة للمباراة.
التدريب أصبح علما من علوم الرياضة، وفتحت له كليات التربية البدنية والرياضية أقساما مخصصة .
المدرب (الهاوي) أضحى من الزمن القديم، فالاتحادات القارية والدولية، بدأت تشترط ان يكون المدرب مؤهلا (حاصل على دورة A.B.C) كي يستطيع قيادة فريق ما في البطولات، وبدون حصول المدرب عليها، يعتبر غير حائز على الرخصة التدريبية التي تخوله التعاقد مع أي نادٍ.
الاتحاد اليمني لكرة القدم كغيره من الاتحادات الوطنية في الدول الأخرى نظم بالتعاون مع الاتحاد الآسيوي العديد من الدورات التدريبية بحضور خبراء التدريب المعتمدين دوليا، وبفضل تلك الدورات التي عقدت تخرج عشرات المدربين من مختلف المحافظات من دورات الـ A.B.C، وأصبح لدى الاتحاد أسماء كثيرة، وهذا شيء رائع يحسب للاتحاد ويصب في خدمة الكرة اليمنية.
أشياء جميلة تطالها نقاط سوداء تغطي على جمالها، فعلى سبيل المثال تم نشر قائمة باسماء المدربين الحاصلين على شهادات التدريب A.B.C، وكون الجميع لا يعلمون بكل من اجتاز هذه الدورات، ظن أن القائمة المنشورة صحيحة.
ساعات فقط فصلت بين نشر القائمة، وبين الكم الكبير من الاعتراضات الصادرة عن أسماء تدريبية، تستغرب لماذا تم إسقاطها من القائمة ؟.
معهم كل الحق في أن يغضبوا، فهذه الشهادات التدريبية لا تمنح إلا لمن نجح فيها، فهي لم تعد كالدورات السابقة التي كان يكتفى فيها بالحضور، وليس فيها نجاح أو رسوب.
لن نشير إلى أسماء بعينها (ممن أسقطوا من القائمة) فلسنا هنا في معرض الدفاع عن “س “أو “ص”، بل الهدف إيضاح لماذا تم حصول هذا الخطأ؟!.
مثل هذه الأخطاء تحدث عادة عندما لا تكون هناك أرشفة إلكترونية لكل الحاصلين على الشهادات المعتمدة، والتي يفترض أنها موجودة في الموقع الإلكتروني للاتحاد، وهي تفيد الفرق اليمنية والخارجية التي تبحث عن مدربين معتمدين.
الأرشفة ليست صعبة ولا تكلف الكثير، بل على النقيض تماما،فهي سهلة وتقلل الكثير من الجهد على الباحثين عن السجلات الصحيحة، كما أن غيابها يحرم الكثير من المدربين حقهم في إثبات وجودهم، ويفتح الباب أمام نشر تسريبات غير صحيحة.
يفترض بالجهة المختصة في الاتحاد طالما أنه تم نشر ما هو غير صحيح، وقوبل باعتراضات كثيرة، يفترض أن يكون لها صوت مسموع، وتخرج إلى وسائل الإعلام بقائمة تحوي كل المدربين المعتمدين، هذا هو العمل المؤسسي.
كي نكون منصفين ولا نبخس المبدعين حقهم نقول : هذه الدورات هي فعلا المعتمدة، ولكن هل كل من حصل عليها هو مدرب مبدع؟ في الحقيقة لا، فعلى سبيل المثال من تخرج من الثانوية العامة في الستينيات هو أفضل من خريج جامعة 2020م، لكن الأخير يحمل شهادة أعلى منه، هذه هي الخلاصة.
ولهذا ينبغي عدم الانتقاص من الكوادر الكفؤة في التدريب، والتي لم تتح لها الفرصة أصلا النخراط في الدورات المعتمدة ، نظرا لمحدودية العدد المطلوب اشتراكه فيها.
شكري الحديفي
من منا لا يعرف الاستاذ القدير شكري الحذيفي، أحد أعلام الصحافة الرياضية الوطنية، والذي قدم الكثير لها .. صاحب التاريخ الكبير يمر بمنعطف صحي نسأل له الله تعالى الشفاء منه، وفي مثل هذه الظروف تظهر المواقف الطيبة التي ينبغي الإشادة بها، ومنها تكفل رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم الشيخ أحمد صالح العيسي، بعلاجه في الخارج، فجزاه الله خيراً، وأعاد زميلنا وهو في صحة وعافية.