لثورة /
في الذكرى الإسلامية المباركة (ذكرى مولد الصديقة الطاهرة سيدة نساء العالمين فاطمة البتول الزهراء) بضعة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسيدة نساء أهل الجنة، نبارك لكل المؤمنات في أرجاء العالم الإسلامي كافة بهذه المناسبة العزيزة والتي هي بحق جديرة بأن تكون يوماً عالمياً للمرأة المسلمة ومحطة تربوية وثقافية للاستلهام لكل معاني السمو والفضل والمجد، فحق لأمتنا الإسلامية أن تفخر بأرقى وأسمى نموذج للمرأة التي جسدت الكمال الإنساني والإيماني في أبعاده وجوانبه، فكانت الرقم الأول للمرأة في ذلك منذ بداية الوجود البشري وإلى قيام الساعة، ومنحت وساماً ربانياً على لسان رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله باعتبارها سيدة نساء العالمين والمؤمنين وأهل الجنة.
لقد قدّم الإسلام نموذجه الأرقى المتميز والقدوة في الواقع الإنساني للمرأة المسلمة، وأثبت أنه رسم لها الطريق للارتقاء في سٌلّم الكمال الإيماني والارتقاء الإنساني على نحو حقيقي وسليم وصحيح وعظيم ومقدس، وليس كما يفعل أعداء الإنسانية اليوم وعلى رأسهم أرباب الفساد والرذائل بقيادة أمريكا وإسرائيل الذين يسعون إلى الانحطاط بالمرأة والإفساد لها وتحويلها إلى سلعة رخيصة للاستغلال السياسي ووسيلة لهدم الأخلاق والقيم وعنوان لتفكيك المجتمع وبعثرته والتمزيق لنسيجه الاجتماعي.
وإننا بهذه المناسبة لندعو مجتمعنا الإسلامي وأخواتنا المسلمات إلى اليقظة العالية تجاه كل مكائد الأعداء ومساعيهم الشيطانية الخبيثة الهادفة إلى تدمير الأخلاق كوسيلة خطيرة لتدمير مجتمعنا الإسلامي الذي لو خسر قيمه وأخلاقه وبنيته الاجتماعية المتماسكة – من خلال تماسك الأسرة المسلمة – وجوها التربوي والأخلاقي لأصبح مجتمعا ضائعا ومفككاً ومتميعاً وساقطاً ومتخلياً عن قضاياه ومتنصلاً عن مسؤولياته وبالتالي يسهل على أعدائه توجيه الضربة القاضية له في اللحظة التي فقد فيها كل عناصر التماسك والقوة والإيمانية والأخلاقية والمعنوية العملية وهذا ما يرغب به أعداؤه ويسعون له كما قال الله تعالى في كتابه الكريم بشأنهم ( وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)المائدة: 64.
إن الحفاظ على الأخلاق الإسلامية والضوابط الشرعية ومراعاتها في النهضة الإسلامية وحركة الحياة العامة، والحرص على الاستقلال الحقيقي والحذر من التبعية العمياء والتقليد الغبي للأعداء تمثل الضمانة لفشل مساعي الأعداء في أخطر حرب يشنونها على عالمنا الإسلامي والتي عرفت بالحرب الناعمة، والتي تركز على الغزو الفكري والثقافي والاستهداف للمجتمع في مبادئه وأخلاقه وقيمه والتي لابد من التحرك الجاد لتحصين مجتمعنا الإسلامي وفي طليعته فئة الشباب والناشئة ذكوراً وإناثا تجاهها، وباعتبارها أخطر بكثير وأشد ضراوة من الحروب العسكرية فتلك تدمر روح المجتمع وعقيدته وإيمانه، أما العسكرية فهي أقل خطورة منها وإذا حافظت الأمة على مبادئها وأخلاقها وقيمها وعملت على ترسيخها وتفعيلها انتصرت بلاشك في معركتها العسكرية وفي معركتها الحضارية أيضاً.
ولا يفوتنا أن تشيد بمجتمعنا اليمني في حفاظه إلى حد كبير على أصالته وقيمه والمؤمل من العلماء والمثقفين وحملة الوعي أن يقوموا بواجبهم وينهضوا بمسؤوليتهم في العناية بالمجتمع والعمل الدؤوب على نشر الوعي والتبصير للأمة تجاه مكائد الأعداء للحذر منها ولتنمية القيم والأخلاق الإسلامية وتربية النشء عليها وتفنيد مزاعم الأعداء الزائفة الرامية لهدم القيم ولتعزيز الالتزام بالضوابط الشرعية الإلهية الكفيلة بصون المجتمع المسلم والحفاظ على كرامته وسلامته الأخلاقية.
كما نشيد بإعزاز وإجلال بالمرأة اليمنية وتضحياتها وصبرها وصمودها في ظل الوضع الراهن الذي يعاني فيه شعبنا المسلم العظيم من العدوان الهمجي الأمريكي السعودي الظالم.