إنصاف المظلومين مطلب كل اليمنيين
عبدالفتاح علي البنوس
ردع الظلمة واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم ، والانتصار للمظلومين وإنصافهم ، وتمكينهم من حقوقهم المغتصبة ، وممتلكاتهم من العقارات والأراضي المعتدى عليها ، هي البداية الحقيقية ، والخطوة العملية المهيئة لتنفيذ مشروع بناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة ، دول النظام والقانون ، والعدل والمساواة والإنصاف ، وانطلاقا من قاعدة العدل أساس الحكم وترجمة عملية لمظامين الرؤية الوطنية لبناء الدولة ، تم إنشاء هيئة خاصة تعنى بالإنصاف ورفع المظالم تتبع رئاسة الجمهورية مباشرة ، هذه الهيئة التي يعول عليها رفع المظالم ووضع حد لتصرفات المتهبشين والنافذين والمتسلبطين وعصابات الفيد والنهب والسلب التي تورطت في مظالم كثيرة ضحاياها من المواطنين البسطاء ممن لا ظهر لهم ولا سند ، وتحقيق العدالة والإنصاف ، ستواجه الكثير من المضايقات وستعترضها الكثير من العقبات والصعوبات ولن تكون الطرق مفروشة بالورود أمهامها كما تحدث الرئيس مهدي المشاط خلال اللقاء الذي جمعه مؤخرا بقيادتها وأعضائها خلال تدشين عملها في العاصمة والمحافظات .
ملفات المظالم كثيرة جدا ، وهناك مظالم مزمنة عاف عليها الزمن دون أن يحصل أصحابها الإنصاف ، والمشكلة أن الكثير منها كانت مطروحة على طاولة القضاة في المحاكم دون أن ترى النور ، في تغييب غير مبرر للعدالة والإنصاف وهو ما أدى إلى تفرعن المتهبشين والظلمة المستبدين وشكل دافعا لهم للمضي في هذا المسار الهمجي التسلطي الذي تراجع مع نجاح ثورة 21سبتمبر والتي شكلت نقطة تحول فيه ، وكان من أبرز ثمارها تخليص اليمن من العتاولة الظلمة البغاة المتسلطين الذين حولوا اليمن إلى فيد لهم وزبانيتهم وأطلقوا العنان لأنفسهم الأمارة بالسوء لظلم الناس والتسلط على رقابهم ونهب حقوقهم ومصادرة ممتلكاتهم بالقوة والبلطجة ، وآن الأوان بأن تسهم هيئة رفع المظالم في تعرية وفضح من تبقى منهم ومن لا يزال يسير على دربهم ويسلك مسلكهم في ظل العدوان والحصار .
هاك العديد من الفراعنة الذين لم يستوعبوا الدرس الذي لقنه الثوار الأحرار لهوامير الفساد والنهب والفيد والظلم والتسلط الذين تطهرت البلاد من رجسهم خلال ثورة 21سبتمبر، هناك من يمارسون الظلم والتسلط و يدعون الانتماء للمسيرة القرآنية وينسبون أنفسهم إلى أنصار الله زورا وبهتانا ، في حين هم مجرد مندسين ومستغلين يتدثرون تحت عباءة أنصار الله ، وهؤلاء ينبغي أن يكونوا في مقدمة من تطالهم يد العدالة ومن تمنحهم هيئة رفع المظالم الأولوية في عملها لأنهم بصريح العبارة يعمدون إلى تشويه سمعة أنصار الله ، الذين يذودون عن الحمى ويجاهدون بأنفسهم وأولادهم وأموالهم في سبيل الله دفاعا عن الأرض والعرض والشرف والكرامة .
بالمختصر المفيد، كلمة الرئيس المشاط أمام هيئة رفع المظالم يجب أن تكون برنامج عمل للدولة بكل أجهزتها وسلطاتها ، الكل معني بتحقيق العدالة والإنصاف ، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال التعاون مع هيئة رفع المظالم وعدم التدخل في عملها من أي طرف كان ، يجب أن يتسم عملها بالشفافية والمصداقية والحزم ، للوصول للغايات والأهداف التي أنشأت من أجلها ، وخصوصا في ظل دعم واهتمام القيادة الثورية والسياسية اللامحدود في هذا الجانب .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .