الغواصات الإسرائيلية والحرب الخاطفة
عبدالفتاح علي البنوس
(على الكيان الصهيوني مراقبة الأوضاع في مناطق سيطرته اللاشرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، والكف عن تهديد عدد من دول المنطقة بأن جيشه ينشط في كل أنحاء الشرق الأوسط، والتحدث عن حرب خاطفة، وأي عمل متهور للكيان الصهيوني في المنطقة سيشعل حربا شاملة وستكون إسرائيل أول من يخسرها )، هكذا علق المصدر المسؤول في وزارة الخارجية اليمنية على تصريحات المتحدث باسم جيش الكيان الإسرائيلي هيداي زيلبرمان لموقع إيلاف السعودي المتصهين ، والذي يعد السباق في التطبيع مع الكيان الإسرائيلي والترويج للدخول مع الإسرائيليين في علاقات ثنائية في مختلف المجالات وعلى مختلف الأصعدة .
تلكم التصريحات الاستفزازية غير المسؤولة كشفت للعالم طبيعة التحركات التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي والأدوار المشبوهة التي تقوم بها إسرائيل في الشرق الأوسط ذات الطابع السري ، ومن ذلك مشاركتها في العدوان على بلادنا ، زيلبرمان قال إنه يراقب الوضع في اليمن ، وأعلن عن نشر غواصات إسرائيلية قبالة السواحل اليمنية ، وقال إن من حق ( بلاده) أن تنشر غواصات في كل مكان ، واعترف بقيام الجيش الإسرائيلي بعمليات سرية في منطقة الشرق الأوسط ، هذه التصريحات المستفزة تكشف طبيعة المؤامرة الصهيوأمريكية التي تستهدف دول المنطقة وفي مقدمتها الدول التي تمثل محور المقاومة المناهض لمشروع الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية، وتوضح حقيقة الدور الإسرائيلي القذر في العدوان على بلادنا، والتوترات القائمة في ليبيا والعراق وسوريا ولبنان ، الدور الذي كان الكثير من أبناء جلدتنا ينكرونه في سياق معارضتهم ورفضهم لشعار البراءة من اليهود (الله أكبر ، الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل ، اللعنة على اليهود ، النصر للإسلام)، ووضعت الجميع أمام المسؤولية الدينية والأخلاقية لمواجهة هذا الخطر الذي يتهدد الجميع .
لا مبرر لتواجد أي غواصات أو قطع بحرية إسرائيلية قبالة السواحل اليمنية ، ولا يحق لهذا الكيان المحتل ، أن ينفش ريشه ، ويتمادى في غيه وغطرسته مستقويا بالحماية الأمريكية ، لتصل به الجرأة إلى التمدد والتواجد قبالة السواحل اليمنية ، وإعطاء نفسه الحق لنشر غواصاته في أي مكان داخل الشرق الأوسط ، كلنا ندرك بأن هذا الكيان المحتل أجبن من أن يقدم على مثل هذه الممارسات بمعزل عن الحماية والتنسيق الأمريكي ، ولكنه ينفذ السيناريو المرسوم والمخطط له ، وهذه التحركات تندرج في إطار الترتيبات المسبقة لتفادي أي ردود أفعال على أي حماقة قد يرتكبها جيش الكيان الإسرائيلي تجاه إيران بدعم وإسناد أمريكي ، حسب التحليلات الإسرائيلية ، والتي تدعم خيار دخول أمريكا في مواجهة مسلحة مع إيران، على الرغم من أن إيران لا تقع على مقربة من السواحل اليمنية وليس لديها أي مصالح في اليمن حتى يتم استهدافها .
بالمختصر المفيد.. الحقيقة الدامغة تؤكد – وبما لا يدع أي مجال للشك – أن المطامع الإسرائيلية في اليمن ليست بخافية على أحد ، وليست وليدة العدوان ، فإسرائيل عينها على باب المندب وسقطرى وخليج عدن وتسعى جاهدة للهيمنة على هذا الطريق الملاحي الاستراتيجي لتأمين تواجدها وتعزيز وتوسيع نفوذها في المنطقة، ومن خلال العدوان الذي تقوده السعودية وتشارك فيه ( إسرائيل ) سعى هذا الكيان لتحقيق أهدافه الخبيثة وتنفيذ مؤامراته الشيطانية التدميرية الاستعمارية ، صحيح أن مشاركته ظلت سرية وغير معلنة ، ولكنها اليوم أفصحت عنها وباتت علنية وهذا ما يعزز قناعة كل اليمنيين الشرفاء بأن السعودية والإمارات مجرد أحذية للصهاينة والأمريكان ، وأن العدوان والحصار على بلادنا أمريكي إسرائيلي ، وأن المعركة التي يخوضها أبطال الجيش واللجان الشعبية ، ليست مع السعودية والإمارات ومرتزقتهما فحسب ، ولكنها معركة مع الأمريكي والإسرائيلي، وهي معركة منتظرة بفارغ الصبر ، وبكل شوق ولهفة ، معركة ستكون خاطفة لأرواح الصهاينة ، وكل من يفكر في غزو اليمن وانتهاك سيادته، واحتلال أرضه ، والهيمنة على مقدراته ، والسيطرة على ثرواته ، وإقلاق أمنه واستقراره .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله.