رُغم الجراح نواصل الأفراح
وفاء الكبسي
قليلةٌ هي الشعوب التي استطاعت الوصول إلى ما وصل إليه الشعب اليمني من عظمة الصمود والإبداع والتحدي، حتى ولو عصفت به الظروف وحطم العدوان الأمريكي الصهيوسعودي منازله وقتل ودمر كل شيء، فهذا العدوان الغاشم لم يفلح في تحطيم إرادته وكسر حاء أحلامه، فأعراسنا قائمة، وأفراحنا قائمة رُغم الآلام والجراح والصعوبات والتحديات..
لأول مرة في تاريخ اليمن يقام عرس جماعي بهذا العدد الهائل، فهذا أكبر عرس جماعي من حيث العدد والاستعدادات، حيث تم زفاف ما يقارب من ٣٣٠٠ عريس وعروس من المعسرين والجرحى والأسرى وأبناء الشهداء برعاية كريمة ولمسة ودّ ووفاء من الهيئة العامة للزكاة التي أثبتت بهذا العرس الكبير العظيم أنها تصرف مصاريف الزكاة فيمن يستحقها وفي مكانها وأنها تؤدي واجبها وأكثر، في صورة بعثت لنا الأمل بأن الخير كله قادم مادام شرع الله وأحكامه تطبق بالعدل..
هذا العرس الجماعي حمل رسالتين: الأولى تؤكد أنهُ رُغم الجراح والآلام فالشعب اليمني شعب واحد عنوانه “التكافل الاجتماعي”، فهذه الفرحة دليل بقائنا وصمودنا واستمرار تناسلنا على هذه الأرض المباركة التي لن نتنازل عنها ما حيينا..
أما الرسالة الثانية فهي دعوة للصامتين للتحرك والمشاركة في صناعة النصر، ولو على الأقل بالتحرك نحو المشاركة في التكافل ودعم هيئة الزكاة..
كل الشُكر والامتنان لهيئة الزكاة العامة مَنّ كانوا محل ثقة القيادة ومحل ثقة الشعب اليمني، كل الاحترام والتقدير على أثمن الجهود المعطاءة والمبذولة لخدمة المستضعفين، دمتم عونًا لا يَخفتُ بريقه تجاه هذه الشعب المكلوم العظيم..
ستبقى أفراحنا تؤرق هذا العدوان ومرتزقته وتقض مضاجعهم ، فسنفرح رُغم أنف العدوان، رُغم ما يعانيه الشعب اليمني من الآلام والجراح ، فلن يسرق الأعداء منا الفرحة بمجازرهم وجرائمهم وحصارهم ومكرهم وخداعهم وغدرهم ، سنحتفل ونصمد ونواصل الأفراح.