هيئة الزكاة.. وعرس صنعاء الكبير
عبدالفتاح علي البنوس
في منتصف شهر مايو من العام 2018م صدر القرار الجمهوري 53 الذي نص على إنشاء الهيئة العامة للزكاة، كهيئة مستقلة معنية بحسب اللائحة الخاصة بها ( بتطبيق فريضة الزكاة بما يحقق مقاصدها الشرعية إيراداً ومصرفاً، و تأكيد سلطان الدولة وحقها في تحصيل وإدارة الزكاة وجمع الصدقات والتبرعات والإعانات وتنميتها وصرفها على المستحقين لها، وتحقيق معاني التضامن والتكافل الاجتماعي في المجتمع من خلال تلقي وجباية وإدارة الزكاة والصدقات والتبرعات والهبات والإعانات المقدمة للهيئة لدعم موارد الزكاة وتوزيعها على المستحقين لها من ذوي الحاجات والعوز بما يسهم في معالجة مشاكل الفقر والبطالة وتحقيق أهداف المجتمع في العدالة والتنمية المنشودة ) ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم والهيئة العامة للزكاة تؤكد صوابية قرار إنشائها وحكمة القيادة ورؤيتها الثاقبة في تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي، وتفعيل فريضة الزكاة لتصرف في مصارفها الشرعية، والإسهام في محاربة الفقر وخلق فرص عمل للأسر الفقيرة والمحتاجة، والمشاركة في تنمية المجتمعات المحلية من خلال دعم أصحاب المشاريع الصغيرة..
عامان ونصف من عمر هذه الهيئة الناشئة حققت خلالها الكثير من الإنجازات، وتمكنت من تنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات ذات الطابع الإنساني والاجتماعي والتنموي، وبدأ المجتمع يلمس أثر الزكاة التي يدفعها والتي كانت في السابق تذهب هدرا، وتصرف في غير مصارفها، وكانت عرضة للنهب والفيد والاستغلال غير المشروع، ومعها تحولت الهيئة العامة للزكاة إلى إمبراطورية اقتصاديه تنموية إنسانية تسهم بكل فاعلية وتميز في خدمة المجتمع وتقديم كل سبل العون للمستحقين من مختلف شرائح المجتمع، وباتت اليوم تنافس في تقديم خدماتها وإسهاماتها الإنسانية ومشاريعها الخيرية التي وصلت إلى كل المناطق الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى..
المشاركة في إغاثة المتضررين من الكوارث والنكبات، والمتضررين جراء العدوان والحصار، ومشاريع دعم أصحاب المشاريع الصغيرة من صيادين ومزارعين وحرفيين وغيرهم، ورعاية ودعم المبتكرين والمبدعين والمتفوقين، والمشاركة في رعاية ودعم المرابطين وأسر الشهداء والجرحى والمفقودين، والمشاركة في تقديم قوافل العطاء والمدد للمجاهدين في الجبهات، والمشاركة في تمويل بعض الطرق الريفية في المناطق الوعرة للتخفيف من معاناة المواطنين في تلك المناطق، والمشاركة في رعاية وتنظيم الأعراس الجماعية التي تستهدف الفقراء والمساكين والمحتاجين والمرابطين وأبناء الشهداء، علاوة على المشاركة في تمويل بعض المشاريع التنموية الخدمية، بالإضافة إلى قائمة طويلة من المشاريع والمبادرات التي تتدخل فيها الهيئة وتشرف على تنفيذها انطلاقا من الأهداف التي أنشئت من أجلها..
العرس الجماعي الأكبر في تاريخ اليمن والذي ضم 3300عريس وعروس من مختلف الشرائح الاجتماعية الذي احتضنته العاصمة صنعاء صباح الأربعاء الماضي،والذي نظمته الهيئة العامة للزكاة شكل علامة فارقة في تاريخ الهيئة، من حيث طبيعة المناسبة، والعدد المستهدف، ومدلولات تنظيم ورعاية مثل هذه المشاريع الاجتماعية التي تحقق للكثير من الشباب إكمال نصف دينهم، وأثر ذلك في نفوس العرسان وذويهم والمجتمع المحيط بهم، وانعكاسات ذلك على نفسية المكلفين بدفع الزكاة، حيث بدأوا يلمسون أثر ما يدفعوه زكاة لأموالهم، التجهيزات الراقية جدا، والدعم السخي الذي قدمته الهيئة للعرسان، والمشاركة الرسمية الواسعة في هذا العرس البهيج، والإطلالة البهية للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي ومباركته للعرسان وشكره للمنظمين والنصائح السديدة التي وجهها للمجتمع، ذات الصلة بتخفيض المهور وتسهيل متطلبات الزواج ومنع إطلاق النار والابتعاد عن مظاهر الإسراف والتبذير وإيذاء المواطنين حتى ساعات متأخرة من الليل وغيرها من المواضيع التي تناولها في كلمته الموجزة بالمناسبة، كل ذلك مثل أبلغ رد على تلكم الأبواق المأجورة والأقلام الموجهة التي تنفث سمومها تجاه الهيئة العامة للزكاة وتتعمد مهاجمتها بغية التشويش على الإنجازات التي حققتها وأوجه التميز الذي حققته..
بالمختصر المفيد، نجاح الهيئة العامة للزكاة في تنفيذ المهام الموكلة إليها على الوجه المطلوب يحسب لقيادتها الحكيمة التي استطاعت أن تعيد ثقة المكلفين بدفع الزكاة في الدولة، بعد سنوات من العبث والفوضى والفيد والنهب والاستغلال، وما العرس الجماعي الكبير الذي احتضنته عاصمة العواصم صنعاء، إلا خير شاهد على هذا الدور الريادي البارز، والنجاح المتميز للهيئة في تنفيذ المشاريع الرائدة، ومعها نتطلع إلى المزيد من هذه المشاريع والمبادرات التي تصب في خدمة ومصلحة الوطن والمواطن على حد سواء.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، جمعتكم مباركة وعاشق النبي يصلي عليه وآله.