بهدف خلخلة تماسك أبناء المحافظة ولتخفيف الضغط عليها من القوى المناهضة لها

مخطط سعودي جديد لتمكين مليشيا الانتقالي من محافظة المهرة بدعم أمريكي

الثورة /
كشفت مصادر مطلعة عن مخطط سعودي جديد يهدف إلى تمكين مليشيا الانتقالي من محافظة المهرة نتيجة الرفض الشعبي الواسع لتواجدها وتصاعد المقاومة القبلية برئاسة الشيخ على سالم الحريزي ، المطالبة بخروج قوات الاحتلال السعودي من المحافظة .
ويأتي التحرك السعودي الجديد، بالتزامن مع إنشاء غرفة عمليات أمريكية بريطانيا سعودية مشتركة في مطار الغيظة حيث تتواجد وحدات أمريكية وبريطانية في المطار الذي حولته القوات السعودية إلى قاعدة عسكرية لها منذ العام 2018 ، في أعقاب حراك بريطاني أمريكي على الصعيدين العسكري والسياسي بدأ بإرسال القوات الأمريكية مزيداً من حاملات الطائرات وإجراء مناورات عسكرية قبالة سواحل المحافظة اليمنية بالتزامن مع تحرك سياسي بدأه مساعد وزير الخارجية الأمريكي ديفيد شينكر بزيارة لسلطنة عمان وتشمل أيضا السعودية بهدف الضغط على القوى اليمنية لتخفيف ردة فعلها من التحركات عند اهم المناطق الاستراتيجية لليمن.
وتسعى السعودية من خلال هذه الخطوة الجديدة الرامية لتمكين الانتقالي وفق مراقبين ، لخلخة تماسك السلطات المحلية في المهرة وتحجيم نفوذها ونفوذ القوى الأخرى المعارضة لها ، وإحداث توازن استراتيجي، لتخفيف الضغط عليها من القوى المناهضة لسياساتها وأنشطتها التوسعية هناك منذ 3 سنوات.
وقالت مصادر محلية في المحافظة “: رغم الحضور السعودي القوي في المهرة، وتحكمها بالمنافذ البرية والبحرية فيها، لكنها تواجه تحديات أمام استتباب ذلك، ومنها النشاط القبلي المناوئ لها ، ما جعلها تلجأ مجددا للاستعانة بميلشيات الانتقالي ، وهي خطوة ستبوء بالفشل مجددا ولن يكتب لها أي نجاح ، في ظل الرفض الشعبي الواسع والتماسك القبلي مع السلطات المحلية ، ناهيك عن غياب أي حاضنة شعبية لما يسمى المجلس الانتقالي في المحافظة .
وبحسب مراقبين فان خطوة الرياض الجديدة في المهرة تأتي بناء على ضوء أمريكي ، وخصوصا بعد زيارة السفير الأمريكي لدى اليمن، كريستوفر هنزل، إلى المهرة، أواخر الشهر الماضي قادما من الرياض برفقة السفير السعودي محمد آل جابر، وهي زيارة نادرة أثارت جدلا واسعا واستياء كبيرا من أبناء المحافظة .
ويرى المراقبون أن الوجود العسكري والتجاري المتعدد في ميناء الدقم العماني، سواء الأمريكي والبريطاني أو الفرنسي والصيني والباكستاني والهندي أغرى الرياض لتكثيف أنشطتها بكل الوسائل والسبل في المهرة الواقعة في الحدود الغربية من السلطنة، لافتا إلى أنها “تحاذر لأجل أمنها القومي من أبعاده العسكرية والاقتصادية والتجارية”. ولذلك، تخطط الرياض لإنهاء أي شواغل أمنية وتحركات مناوئة لها، والذهاب بعيدا نحو القضاء على القوى الرافضة لتواجدها هناك، وإشغالها بمواجهة مع تيار آخر مناهض لتلك القوى.
لكن مصادر محلية كشفت عن معلومات تفيد بوجود مئات العناصر التابعين للمجلس الانتقالي في مطار الغيضة الذي تتمركز فيه قوات سعودية، وحولته إلى ثكنة عسكرية لها. من غير المستبعد وفقا للمصادر استخدام هؤلاء العناصر في تنفيذ هذا المخطط، لكنهم بحاجة إلى غطاء وحاضن شعبي لذلك، وهو ما لم يتوفر في محافظة المهرة.
ونهاية يوليو الماضي، أغلق مقاتلون قبليون مداخل محافظة المهرة مع محافظات أخرى، لمنع مهرجان دعا لإقامته ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم إماراتيا، في مدينة الغيظة، تمهيدا للسيطرة على المحافظة.
ومنذ العام 2017 تنشط حركة احتجاجات سلمية في محافظة المهرة بوابة اليمن الشرقية عبر لجنة” الاعتصام السلمي” ضد التواجد العسكري السعودي وهيمنتها على منفذي شحن صرفيت وميناء نشطون ومطار الغيضة الدولي، والذي تحول بعد ذلك إلى حراك قبلي مسلح لمواجهة المد السعودي الذي توغل بشكل كبير من أجل السيطرة على المحافظة بشكل كلي .

قد يعجبك ايضا