نائب مدير مرور الأمانة: حدَّدنا زمن حركة الشاحنات في المدن.. وتثبيت النظام يتطلب تفاعلاً والتزاماً من الجميع
الشاحنات الكبيرة تجوب شوارع الأمانة نهاراً وتتسبب في الحوادث والاختناقات المرورية
شهدت طرق وشوارع أمانة العاصمة في الآونة الأخيرة انتشار للشاحنات الكبيرة ذات الحمولات الثقيلة التي تجوب الشوارع الرئيسية والفرعية وفي وضح النهار وليس بعد الساعة الثانية عشرة ليلا كما كان مقررا سابقا، مما يتسبب في عدد من المشكلات أهمها الحوادث المرورية التي تودي بحياة العشرات وأيضا اختناقات مرورية مستمرة بالإضافة إلى تواجد بعض هذه الشاحنات بحمولاتها الزائدة في الارصفة وعلى جنبات الطرق لفترات طويلة مما يؤدي إلى الإضرار بطبقة الاسفلت التي لا تتحمل تلك الحمولات الثقيلة التي تزيد بكثير عن الوزن المسموح به قانونا وحسب طبيعة القاطرة عند صنعها…
“الثورة” تسلط الضوء على هذه الظاهرة وأسبابها وأضرارها كما التقت إدارة المرور للرد والتوضيح.. تابعوا:
الثورة / احمد السعيدي
بالرغم من تعليمات إدارات المرور بمنع دخول الشاحنات إلى داخل المدن خلال أوقات الذروة سواء في الفترة الصباحية أو الظهيرة أو المسائية، إلا أنّ سائقي الشاحنات كأنّ الأمر لا يعنيهم؛ فنجدهم يتكدسون في الطرقات المؤدية لمداخل المدن، وبشكل لافت مما جعل إدارات المرور تكتفي بحجز هذه الشاحنات في منظر غير حضاري، ويوحي بهشاشة الإجراءات التي تتخذها إدارة المرور حيال هؤلاء المخالفين للتعليمات، فنجدهم يسابقون المركبات الصغيرة في تلك الطرق مسببين الازدحام الشديد وعرقلة السير وإشغال رجال الأمن بأمر يمكن حسمه بالحزم.
كما أن الحمولات الزائدة التي تحملها المركبات والشاحنات وبخاصة الكبيرة اسهمت في تشويه عدد من الطرقات، وخصوصاً من لا يتقيد بالوزن النظامي، فضلا عمّا تسببه المركبات والشاحنات التي تحمل الأثقال الكبيرة من حوادث مؤلمة في حال عدم اتزانها بالشكل الصحيح، مما يؤدي إلى حدوث خسائر بشرية ومالية، مع العلم أن حمولات الشاحنات المحورية الزائدة عن الحد القانوني سبب رئيسي للتهالك المبكر لطبقة الاسفلت في الطرق مما يدفع الحكومة إلى صرف المزيد من الأموال على صيانة الطرق.
وتعتبر ظاهرة مبيت الشاحنات وسط الأحياء السكنية مصدر شكوى لشرائح كبيرة من أفراد المجتمع، وقد تسببت بالفعل في حدوث الكثير من المشكلات لعل أبرزها تشويه المظهر الحضاري للعاصمة، وقد عانى قاطنو الأحياء السكنية طويلا من تحويل المناطق المحيطة بمساكنهم إلى مواقف للشاحنات التي تسبب لهم ازعاجا دائما وضوضاء كبيرة، والأهم من ذلك ترويع الأطفال الذين تهدد تلك الشاحنات حياتهم.
موت على الطرقات
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لعدد من الحوادث في شوارع أمانة العاصمة التي رصدتها كاميرات المراقبة والتي كان المتسبب فيها الشاحنات الثقيلة التي تجوب شوارع الأمانة وأفضت تلك الحوادث إلى إزهاق أرواح عشرات المواطنين، وقد تنوعت هذه الحوادث ما بين صدام مباشر ودهس وانقلاب الشاحنات.. وقد أكد شهود عيان من المواطنين أن بعض هذه الحوادث تتسبب بها مؤخرة الشاحنات ولا يعلم السائق لأي منها إلا بعد إشعاره من المواطنين، أما اهم أسباب تلك الحوادث فهو السرعة الزائدة لهذه الشاحنات في ضوء النهار أحيانا وتتزايد بشكل مخيف بعد الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل حيث تتحول شوارع الأمانة إلى حلبة للسباق وإفزاع للمواطنين وسائقي المركبات الصغيرة أما عن الحوادث على الخطوط الطويلة الناجمة عن الحمولات الزائدة فحدِّث ولا حرج منها ما ترويه أم عبدالكريم كمال فهي شاهدت بأم عينيها- كما تقول حادثة مؤلمة في منحدر بمحافظة حجة حيث كانت الشاحنة مسرعة وتحمل وزناً زائداً مما أدى إلى وفاة كل من كان على متنها “.
اختناقات مرورية
وتبرز مشكلة الاختناقات المرورية لتكون من الآثار المترتبة على انتشار الشاحنات في شوارع أمانة العاصمة، إذ يشكو عدد من المواطنين من هذه المشكلة منذ فترة كبيرة وقبل أن يزيد تواجد هذه الشاحنات الطين بلة ويفاقم المشكلة التي تعرقل مصالح المواطنين حيث ينتظر البعض ساعة أو ساعتين للمرور من عند الجولات والمنعطفات والسبب يكون إما شاحنة محملة متوقفة أو تسير ببطء أو تعجز عن الدوران في الطرق الصغيرة وغير المخصصة لها والحديث هنا عن ساعات النهار وليس بعد الساعة الثانية عشرة ليلا، وعندما سألنا بعض سائقي الشاحنات عن كيفية مخالفة نظام المرور الذي خصص شارع الستين للشاحنات وحدد تواجدها بعد منتصف الليل فأجابوا بصراحة انهم يقومون برشوة بعض رجال المرور.
تدمير للطرق
أما بخصوص الحمولات الزائدة لتلك الشاحنات، فتتسبب في الإضرار بالبنية التحتية لأمانة العاصمة حيث يؤدي ركنها على جنبات الطرق والأرصفة لفترات طويلة إلى تآكل الاسفلت والرصيف وإحداث حفر وتشققات تحتاج إلى صيانة متواصلة.
وللتوضيح أكثر تحدث لـ”الثورة” المهندس احمد السامعي من وزارة الأشغال- حيث قال: “ما نعرفه جميعا أن الشاحنة لها وزن معين وحمولة محددة منذ صناعتها وللأسف أن هذا الوزن يجهله بعض سائقي الشاحنات ولا يلتزم به البعض الآخر وهذه إشكالية وفيما يخص الأضرار التي تلحق بالطرق والأرصفة فبالتأكيد انها أضرار كبيرة وواضحة، فإذا كانت حمولات تلك الشاحنات الزائدة تضر بطبقة الاسفلت أثناء السير على الطرقات فما بالك عندما يقوم بعض السائقين بركنها أمام مخازن التجار لمدة تصل إلى أسبوع أحيانا حتى يتم إفراغها مما يؤثر على الرصيف والاسفلت وإتلافه في بعض الأحيان وقد نزلنا من مكتب أشغال الأمانة في زيارات تفقدية لهذه المناطق وألزمنا التجار بإصلاح تلك الأضرار والتي وتتراوح ما بين التدمير الكلي للرصيف وطبقة الأسفلت أو التشققات التي تنتج جراء تجمع المياه وإحداث الحفر التي مع مرور الزمن تتوسع وتتسبب في تآكل الطبقة الإسفلتية بالكامل”.
و للعلم فقط ، فإن المخالفة التي تحرر بحق الأحمال الزائدة في حال ضبطها تصل في بعض الدول العربية إلى ما يعادل 14 دولاراً أمريكياً عن كل طن زائد عن الحد المسموح به ، ولكن مثل هذه العقوبة غير كافية بل غير رادعة لمنع المخالف من تكرار ارتكاب هذه المخالفة ، بل في كثير من الأحيان تكون قيمة الأجرة اكبر من قيمة المخالفة نفسها ، هذا إن تم ضبط الشاحنة.
إدارة المرور ترد
بدورنا تواصلنا مع إدارة المرور للرد والتوضيح حيث قال نائب مدير مرور أمانة العاصمة العميد عبدالله شرف الدين:
” في البداية نريد أن نؤكد أن دخول الشاحنات والمعدات الثقيلة وما في حكمها إلى المدن أو الخروج منها في الأوقات غير المسموح بها يعد مخالفة مرورية وتمنع إدارة المرور دخول الشاحنات والمعدات الثقيلة للمدن خلال فترات الذروة المرورية، والتي تحدد تقريبا لفترات صباحية ومسائية، حيث يمنع دخول الشاحنات من الساعة الـ5 صباحا إلى الساعة الـ 8 صباحا وهي وقت الذروة الصباحية من أجل وقت الدوام المدرسي أو وقت خروج الموظفين لأعمالهم، لأن مرور الشاحنات يتسبب في ازدحامات مرورية كبيرة خلال هذه الفترة، فيمنع دخول أو خروج أي شاحنة أو معدات ثقيلة خلال هذه الفترة والفترة المسائية من الساعة الـ 12 ظهرا إلى الساعة الـ 3 عصرا وهي فترة الذروة الثانية، وقت خروج الطلاب من مدارسهم، لأن مرورها يتسبب في ازدحام مروري أيضا ويمنع دخول الشاحنات أيضا من الساعة الـ 5 عصرا إلى الساعة الـ 10 ليلا وهي الفترة الثالثة للذروة لكثرة حركة السيارات داخل المدن خلال هذه الفترة ”
أما عن انتشارها في شوارع أمانة العاصمة فقال العميد شرف الدين: “بالطبع إن بعض التجاوزات التي تحدث تعتبر في المقام الأول مخالفات من قبل سائقي الشاحنات ويساعدهم في هذه المخالفات بعض الاختلالات المرورية التي تحدث بسبب الظروف والإشكالات وعلى سبيل المثال أن يكون شرطي المرور غير متواجد في مقر عمله أو أن يرتبك بسبب الزحمة المرورية فلا يستطيع توقيف سائق تلك الشاحنة لعدم تواجد أفراد يتولون حركة السير، وآخرون يقومون بعملية التوقيف وغيرها من الإشكالات التي نحاول في الفترة الأخيرة التركيز عليها ولا تستطيع إدارة المرور لوحدها القيام بكل تلك المهام إذا لم يكن هناك تفاعل ووعي من قبل سائقي الشاحنات والتجار والإعلام الذي لا بد أن يقوم بالتوعية بأضرار وإشكالات تواجد الشاحنات في الأوقات غير المسموح لها بالتواجد فيها “.
ونوه العميد شرف الدين في ختام حديثه بخطورة السرعة الزائدة لتلك الشاحنات سواء في الخطوط الطويلة بين المحافظات أو في شارع الستين والشوارع الأخرى بأمانة العاصمة بعد الساعة الثانية عشرة ليلا، مؤكدا أن هذا العمل يعد مخالفة مرورية يعاقب مرتكبها بالحجز والغرامة والتعهد نظراً لما تمثله من خطر على أرواح المواطنين وممتلكاتهم “.