محمد عبدالله الرحوي
الإمام زيد بن علي عليه السلام هو منهج للأمة الإسلامية ومبادئ الإسلام التي جاء بها جده النبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله ولذلك عمد أعداء هذه الأمة من اليهود والنصارى والمنافقين على طمس هذا الامام وطمس منهجه ومبادئه واقصوا وآذوا وحاربوا كل ما يمت إليه بصلة ولأن الإمام زيد مثل المدرسة النبوية والمنهج القويم وأولئك مثلوا منهج الباطل وأسسوا من وقته المدرسة الخادمة لأعداء الإسلام كما نرى ذلك جلياً وواضحاً من هشام بن عبدالملك الذي كان جلساؤه ومتشاروه هم يهود ونصارى فحين دخل الإمام زيد على هشام بن عبدالملك وجد عند هشام يهودياً يسب النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله فقال الإمام زيد ويحك يا يهودي لأن تمكنتُ منك لأختطفن روحك فقال هشام مه يا زيد بمعنى أسكت يا زيد لا تؤذي جليسنا فنرى هشام يغار على اليهودي وتأخذه الغيرة والحمية ولم يغر على رسول الله وهو يُسبُّ في مجلسه، فلهذا نجد أن منهج ومدرسة الإمام زيد عليه السلام مغيبة ومحاربة من قبل أعداء الأمة وأوليائهم فالتاريخ يعيد نفسه والمدرسة الأموية مازالت باقية ومنهجها قائماً ومدعوماً من أعداء هذه الأمة لأنها المدرسة الوحيدة الموالية لليهود والنصارى فلا غرابة فيما نراه اليوم من التولّي والتطبيع من خريجي المدرسة الأموية لليهود والنصارى.
ثورة الإمام زيد:
المبدأ الأول والباعث هو القرآن الكريم فقد مثل القرآن وجعله متحركاً حينما جمدوه وجعلوه مجرد تلاوة وأصوات فقط “بني أمية” ولذلك قال الإمام زيد عليه السلام مقولته المشهودة: “والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت” مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبين للأمة أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقال “هذا المبدأ إذا أقيم، أقيم الدين بكله وإذا عطل، عطل معظم الدين”.
هذه الفريضة والمبدأ الهام الذي شُوّه حينما قدم له شكل مختلف وقصروه وجعلوه هامشاً محدوداً من العبادات أو الجوانب الأخلاقية في جزء بسيط وهامش صغير وشرط أن تكون على رأس المساكين أما أنك تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر في الإطار العام ضد الظالمين الجائرين من الحكام والرؤساء والزعماء أو المسؤولين فهذا لا يريدونه وعطلوه .
مبدأ الشعور بالمسؤولية لأمة جده النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم حينما استشعر الأمة وحمل همها ومعاناتها تحرك في سبيل الله من أجل أن يحييها ويرد لها كرامتها وعزتها وحقوقها.
مبدأ استنهاض الأمة وصحوتها من سباتها لتغار على الدين وحرُم الدين ومعالمه.
مبدأ نصرة المستضعفين ورد حقوقهم.
مبدأ قول الحق تجاه الطغاة المستكبرين.
التحرك الجاد والفاعل في سبيل الله ولو لم يكن إلا هو وذلك نراه جلياً حينما قال لولده يحيى “يا بني قاتلهم ولو لم يكن إلا أنت فو الله إنك لعلى الحق وهم على الباطل”.
مبدأ ترسيخ الأمة على تعظيم ما عظم الله وتحقير ما حقر الله فجاء الإمام زيد ليرفع الإسلام ومبادئه وأحكامه ويرفع القرآن وحامليه ورفع راية الجهاد والعلم والعلماء وتحقير الفساد والمفسدين.
مبدأ تحرير الأمة من عبادة الطغاة والمستكبرين والعباد جمعياً إلى عبادة الله الواحد القهار وكذلك تحرير الأفكار والعقول.