وعد بلفور.. حلم يتحقق على يد العرب أنفسهم!
إكرام المحاقري
تحل الذكرى الـ 103 لـ وعد بلفور الذي قطعه وزير خارجية بريطانيا “آرثر جيمس بلفور” إلى “اللورد ليونيل والتر دي روتشيلد بإقامة ”وطن قومي للشعب اليهودي”، هو ذاك الوعد المشؤوم/ وعد من لا يملك لمن لا يستحق، ولهذه التحليلات أبعادها الخاصة لمن يغوص في واقع الوعد “وعد بلفور”.
بقي الوعد حلما صهيونيا بريطانيا إلى أن خضعت غالبية الأنظمة العربية لسياسة الغرب التي تقتضي بالسيطرة التامة على قرار العالم، فمن قدَّم الوعد هو نفسه من احتل جنوب اليمن لعدة أعوام وعاث فيها فساداً، كما عاث الإسرائيلي في فلسطين، وجميعهم يتبعون سياسة العداء للعرب والمسلمين بشكل عام !!
يمكننا الإيجاز بأن “وعد بلفور” تبلور وتحققت بنوده بإشراف الأنظمة العربية الدخيلة التي صنعها اللوبي الصهيوني من أجل التغلغل في الساحة العربية و الإسلامية؛ وجميعهم أدوات صهيونية والبعض منهم يهودي الجنسية لكن بعباءة العروبة والدين نفث سمه كـ الحية الرقطاء، وها هو السم الصهيوني يقوم بمفعوله على أكمل وجه، وما نلحظه اليوم من خنوع لغالبية الأنظمة العربية والتسليم المطلق للإملاءات الصهيونية والمسارعة إلى إعلان تطبيع العلاقات، وتجاهل القضية لهو جدير بأن يكون دليلا قاطعاً على استمرارية تحقيق بنود وثيقة “وعد بلفور” في أقطار العالم.
فبعد 103 أعوام حققت الصهيونية أهدافها وقد تكون شبه كاملة، لكن بوجود دول محور المقاومة تعرقل تفرع المشروع الصهيوني وتبقى فلسطين عربية في اسمها، وأصبحت المعركة اليوم بين الإسلام والشرك، وقد أشعل فتيلها الدمية “ماكرون” ناهيك عن ورقة التطبيع التي استهدفت العروبة في ذاتها بعيدا عن الأرض والمقدسات.
والسؤال الذي يطرح نفسه لمن يقرأ التاريخ لا غيره: إلى أين سيصل تحقيق وصية نابليون التي كتبها في كتابه قبل 100 عام؟ فالملاحظ هو وجود هذه الوصية في جميع البلدان العربية خاصة في قمة النظامين السعودي والإماراتي والعرق الخليجي، كذلك حيثما تواجدت القوى الإرهابية “داعش والقاعدة ” فكلهم صنيعة تلك “الوصية”!! فماذا سيصنع العرب بعد كل هذه الأحداث؟!