أكد أن تأخر النفقات التشغيلية يعيق نشاط المراكز..
مركز مكافحة الجراد: مكافحة انتشار الجراد تتطلب تحركاً جاداً وقوياً من الجميع
الإرياني: المساحة الإجمالية التي تمت مكافحة الجراد فيها لشهر أكتوبر 4031 هكتاراً
الوضع الراهن للجراد الصحراوي في اليمن يهدد الأمن الغذائي وسبل العيش
الثورة / رجاء عاطف
أكد ضابط المعلومات في مركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي المهندس أحمد الإرياني، أن الوضع الراهن للجراد الصحراوي في اليمن سيظل يمثل تهديداً على الأمن الغذائي وسبل العيش، وذلك نتيجة لاستمرار حدوث التكاثر والنشاط للجراد الصحراوي في مناطق التكاثر الشتوية على سواحل البحر الأحمر وبشكل رئيسي شمال تهامة والمتمثلة في المنطقة الممتدة من الحدود السعودية في مديرية ميدي شمالا حتى مديرية الزهرة جنوبا.
وأضاف الإرياني في تصريح لـ”الثورة”: استقبلت هذه المناطق أمطاراً غزيرة مبكرة وما زالت الأمطار مستمرة حتى الآن ونتيجة لذلك فقد بدأ وصول أسراب الجراد الناضج جنسيا إلى تلك المناطق من السهل التهامي خلال شهر أغسطس قادمة من مناطق التكاثر الصيفية في المناطق الداخلية في مارب والجوف وشبوة وحضرموت وهناك مساحات شاسعة لم تنفذ فيها أعمال المكافحة والمتمثلة في المناطق الواقعة تحت سيطرة دول العدوان، وبدأت هذه بالتزاوج ووضع البيض في العديد من المناطق الشمالية من السهل التهامي وبدأت حالات الفقس وظهور العمر الأول من الحوريات في بداية العقد الأخير من سبتمبر.
مناطق التكاثر
وقال الإرياني: استمرت مجموعات الحوريات بالتشكل والتوسع لتشمل مساحات كبيرة حتى وصلت إلى الأعمار الأخيرة مع نهاية العقد الأول من أكتوبر الحالي وبدأت تشكل مجموعات وأسراب غير ناضجة جنسيا تتنقل من مكان لآخر محدثة أضرار خسائر في المحاصيل الزراعية وذلك بالرغم من وجود فرق المكافحة منذ أوائل أكتوبر، وقد عملت هذه الفرق في القضاء على العديد من مجموعات عصابات الحوريات ومازالت تعمل على مكافحة الأسراب إلا أن هناك أسراباً تصل من الغرب ومن مناطق التكاثر الصيفي ومن مناطق شمال تهامة الواقعة بين وادي حيران حتى الحدود السعودية والتي تعتبر مناطق غير آمنة ولا تستطيع فرق المكافحة الوصول إليها .
وتابع: بشكل عام سوف تستمر هذه الأسراب في التنقل حتى وصولها لمرحلة النضج الجنسي والعودة إلى مناطق التكاثر الشتوية للتزاوج ووضع البيض في شمال ووسط وجنوب سهل تهامة بالإضافة إلى السواحل الجنوبية والشرقية المطلة على خليج عدن والبحر العربي والتي تمثل مناطق التكاثر الشتوي ( سبتمبر – إبريل ) .
وفيما يخص وضع الجراد في مناطق التكاثر الصيفية، أوضح الإرياني أنه نتيجة لانخفاض درجة الحرارة وعدم هطول أمطار عليها فإن الموسم الصيفي يكون قد انتهى وسيتوقف التكاثر في تلك المناطق حتى بداية الموسم القادم على الرغم من تواجد بقايا مجموعات وأسراب صغيرة سوف تتنقل وتتحرك باتجاه المناطق الجبلية ومن ثم الساحلية.
المكافحة
وبالنسبة لأعمال المكافحة أكد ضابط المعلومات في مركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي: أن مركز الجراد استمر بتنفيذ حملة مكافحة في مناطق التكاثر الشتوية في محافظة الجوف وبعض مديريات مأرب وصنعاء منذ أواخر شهر يونيو حتى منتصف أكتوبر بالإضافة إلى المشاركة المجتمعية التي نُفذت خلال شهر سبتمبر في محافظة الجوف وكان لها دور كبير في تخفيف الأضرار على العديد من المزارع وقد بلغت المساحة الإجمالية التي تمت مكافحة الجراد فيها حوالي ما يقارب 18500 هكتار باستخدام المرشات المحمولة على السيارات ومرشات الضغط العالي والمرشات الظهرية واليدوية.
كما قام مركز الجراد في البدء بتنفيذ أعمال المكافحة في شمال سهل تهامة منذ بداية أكتوبر ومازالت مستمرة حتى الآن مع وجود الكثير من المعوقات حيث تم مكافحة حوالي 4031 هكتاراً أغلبها في شمال تهامة.
التوقعات
وأشار الإرياني إلى أن من المتوقع استمرار تحرك وتنقل العديد من الأسراب غير الناضجة جنسيا في العديد من الأماكن مسببة خسائر وأضراراً على المحاصيل الزراعية حتى وصولها إلى مرحلة النضج الجنسي خلال فترة أقصاها 3 أسابيع لتعود بعدها إلى مناطق التكاثر الشتوية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي للتزاوج وتضع البيض وتنتج جيلا ثانيا سيكون اكثر عددا ومساحة وهو ما سيؤدي إلى زيادة وتفاقم الوضع وخطورته على الثروة الزراعية والرعوية، وهو ما يتطلب التعاون والتكاتف من قبل جميع المسؤولين في الدولة والمنظمات الداعمة وفئات المجتمع المختلفة من أجل إيجاد جميع الحلول لجميع المعوقات في سبيل تحقيق مكافحة نموذجية تهدف إلى القضاء على مجاميع الحوريات المنتشرة والحد من تكوين الأسراب على الأقل في المساحات والمناطق التي بالإمكان تنفيذ المكافحة فيها .
المعوقات
وأخيراً لفت الإرياني إلى العديد من المعوقات التي تحد من أعمال المكافحة والتي منها: عدم توفر الميزانية التشغيلية اللازمة لتنفيذ حملة مكافحة نموذجية تغطي جميع مناطق التكاثر وتتطلب وجود الفرق الفنية المؤهلة والمدربة على الاستمرار في الميدان، إضافة إلى انتشار المناحل على مساحات شاسعة خاصة في السهل التهامي في نفس المناطق المنتشر فيها الجراد وامتناع النحالين عن نقل مناحلهم إلى مناطق آمنة بالرغم من مخاطبة الجهات المعنية بهذا الشأن، وتأخر النفقات التشغيلية الخاصة بأعمال المسح والمكافحة التي يتم الرفع بها إلى الفاو وتأخذ وقتا طويلاً حتى يتم الصرف، إلى جانب عدم امتلاك مركز الجراد للسيارات الخاصة بتنفيذ أعمال المكافحة ويتم الاعتماد على بضع سيارات قديمة تابعة للإدارة العامة لوقاية النبات، هي عرضة دائما للأعطال ولا تفي بالغرض، وكذلك تواجد وانتشار الجراد وحورياته في بعض المناطق الوعرة وغير الآمنة، بالإضافة إلى عدم قيام مركز الجراد في عدن وحضرموت بتنفيذ أعمال المكافحة وهو ما أدى إلى تشكل وخروج العديد من الأسراب من تلك المناطق.