الذكرى الرابعة لاستشهاد أخي مبخوت النعيمي
محمد صالح النعيمي *
حلَّت علينا أمس الأول الخميس 1 أكتوبر الذكرى الرابعة لاستشهاد أخي مبخوت صالح النعيمي الذي استشهد على أيدي زبانية التعذيب وجلادي المعتقلين والأسرى الذين اعتمدوا في تعذيبهم على منهج الخوارج بنسختهم الحديثة (الفكر الوهابي التكفيري الداعشي).
أربع سنوات مضت ولا زال رفات الشهيد محتجزاً عند قاتليه في ما يسمى الاستخبارات العسكرية بالمنطقة السابعة، وأمن مأرب.
اختطفوا الشهيد من جوار زوجته في نقطة عسكرية أسفل وادي ملح، مديرية نهم عصر يوم الجمعة 30 سبتمبر 2016 وتمت تصفيته خلال ساعات من التعذيب – وأدخلت جثته مستشفى الهيئة بمارب في 1 أكتوبر 2016م.
أخي الشهيد: أي ظلم يمارسه أولئك المجرمون والسفاحون حينما اختطفوك أو اعتقلوك ظلما “وعدوانا” دون ذنب، أي تعذيب مورس عليك حتى تغلبوا على صمودك وشجاعتك وإرادتك كونك مكبل اليدين والرجلين وانتزعوا حياتك وارتقت روحك الطاهرة إلى مرتبة الشهداء)، ؟ أي جرم تأريخي يمارسونه على أجساد معتقليهم؟.
كم عدد الذين فارقوا الحياة شهداء نتيجة وحشية جرائمهم وغرائز فكرهم الوهابي ومعتنقيه المتعطشين للعق دماء ضحاياهم، وهم يتأوهون من شدة عذابهم؟
كم عدد المعتقلين والأسرى الذين أصيبوا بجنون نتيجة ما عانوا من هول تعذيب أولئك السفاحين المجرمين؟
كم عدد الذين ستسجَّل أسماؤهم في كشوفات المعاقين وسيقضون ما بقي لهم من حياة وهم مقعدون أو مشلولون، في حياة كلها عذاب وتعيش أسرهم في عذاب أكبر نتيجة ما صنعته أيادي تلك الوحوش الفاجرة على أجساد بريئة لفترة من الزمن تتجرع خلالها صنوف أعمال المجرمين والقتلة.
أيها الشهيد لا زال رفات جسدك الطاهر حتى اللحظة مختطفاً لدى معتقليك وقاتليك وكأن غرائزهم النتنة تتلذذ وتستمتع بهذا المشهد.
إننا أمام حقائق سوداء لطخت تاريخ الشعب اليمني الذي مر على تاريخه بعض من الصراعات والحروب لكنها لم تبلغ في ممارساتها في أسوأ الظروف مما ارتكبه أولئك المجرمون من جرم وجرائم.
إن الشعب اليمني وقواه السياسية والمنظمات الحقوقية والدولة اليمنية أمام تحد تاريخي وتساؤلات مصيرية تبحث عن إجابة عليها بوعي وتدبر وإرادة صارمة وحكمة لرؤية ناضجة كيف ستتعامل مع هذا الفكر المارق الذي ينخر في جسد الأمة والوطن.. وأي عدل أو عدالة تنتظرها أسر الشهداء للقصاص من أولئك القتلة السفاحين الدواعش.
إن الشعب اليمني والدولة اليمنية معنيون بالإجابة عن كل تساؤلات المكلومين وكيف سيتعاملون مع أولئك المجرمين، ومع فكرهم المنحرف الذي أباح وانتهك كل حقوق الحياة واستباح كل قيم الإنسانية والرحمة والعدل والعدالة ومبادئ وقيم الشرائع السماوية والحقوق الوطنية والدولية.
أي ماض وأي حاضر وأي مستقبل سيتعامل مع هذا الفكر المتعطش لدماء من يختلف معه في الرأي أو الفكر أو الفهم أو العقيدة أو المذهب؟!
إن الإشكالية عند أولئك السفاحين هي إشكالية ثقافية وفكرية وعقائدية تمارس ضد المختلف معهم، يرتكز أساسها نهجا» وممارسة على شرعنة إبادة الآخرين أيا كانوا أفرادا أو جماعات أو حتى شعباً، أو أمة. يتطلب الأمر تحصين المجتمع اليمني من فكرها ورجسها وممارستها.
نعم.. الجميع معني ومطالب بمواجهة هذا الفكر وممارساته وتضمين سبل مواجهته والقضاء عليه في صلب مخرجات الحل السياسي ومتطلبات السلام، والعمل على محاسبة أولئك المجرمين وتصحيح مفاهيم تلك الفئة وتجريم من يعتنق ذلك الفكر التكفيري حتى يتحقق الأمن والعدل والتآخي والسلام الفكري والمجتمعي والعقائدي الراشد وفق منهج القرآن الكريم كرسالة عدل وإنسانية كرم الله بها الإنسان وحصنه من أي انحراف يجره إلى الجاهلية التي مثلت أسوأ ما حمله تاريخ الأمم، فكر الخوارج الوهابي التكفيري الإرهابي، الذي أتى بفعل ورعاية الاستخبارات الأمريكية الصهيونية الغربية بغرض تشويه المسلمين ورسالة الإسلام العظيمة .
* عضو المجلس السياسي الاعلى
صنعاء في 1 اكتوبر 2020