التقييم معجزات الريال اليمني
علي يحيى الأهنومي
بمقارنة بسيطة (بين الريال اليمني المستضعف والليرة السورية المحصنة اقتصاديا) والتي لم يلحظها الأغلبية الساحقة من النخب السياسية والاقتصادية والمثقفة ناهيك عن بقية الجماهير ، نستطيع القول بأن صمود الريال معجزة تستدعي التوقف.
بدأ العدوان وقيمة الدولار الأمريكي تراوح ال ٢٥٠ ريالاً يمنياً وبالرغم من حجم العدوان والحصار والانهيار المؤسسي وانعدام الايرادات إلى مستوى لا يكاد يذكر كإيرادات دولة، ودولة تقييمها اقتصاديا قريب من الصفر ،أضف إلى طبع مئات المليارات من العملة غير القانونية من قبل المرتزقة بدون غطاء بهدف إفقاد الريال اليمني قيمته وفي سياق وعيد السفير الأمريكي بإيصال قيمة الريال اليمني إلى مستوى لا تساوي قيمة الحبر المكتوب على ورق كمسار استراتيجي وأساسي من مسارات العدوان.
إلا أنه وبعد ست سنوات من العدوان ما زالت قيمة الدولار تتأرجح حول ال ٦٠٠ ريال رغم القصور الحاصل في الأداء المؤسسي والاقتصادي اضافة إلى ما ذكر ، أي أن الريال اليمني
انهار بنسبة ١٥٠ % خلال ست عجاف مقارنة بقيمته قبل ست سنوات أمام الدولار .
بالمقابل بدأت الأحداث والمؤامرات والتوجه العدواني العالمي لتدمير سوريا الدولة المؤسسية والاقتصادية والقومية التي كانت تملك حينها اكثر من ٢٠ مليار دولار كاحتياطي اجنبي و مخزون ١٠ سنوات من مادة القمح و ٩٥ % من احتياج الأدوية يصنع محليا ومن اشهر المنتجين المصدرين للأقمشة والملبوسات وإنتاج نفطي أكثر من اليمن و…الخ.
حينها في ٢٠١١ م كانت قيمة الدولار الأمريكي تراوح ٣٦ ليرة سورية وبعد ٩سنوات من المؤامرات والتكالب والتجييش والعدوان الذي لا يرقى إلى مستوى وحجم العدوان اليمن ولا يتسع المجال هنا للمقارنة، ورغم استمرار الكثير من المقومات الاقتصادية في سوريا و وقوف الكثير من الدول بقوة إلى جانبها أصبحت قيمة الدولار الأمريكي تراوح ال ٢٣٠٠ ليرة سورية أي % أن معدل انهيار الليرة السورية بلغت ٦٤ ضعفاً وبنسبة ٦٤٠٠ إلى الأسفل مقارنة بما كانت عليه في ٢٠١١ م ومازالت مهددة بانهيار خطير ومتسارع….الخ.
ما نريد أن نقوله هنا هو انه ورغم الجهود المتواضعة جدا والتي لا ترتقي إلى الواجب أو حتى إلى اللائق في العمل المؤسسي والبناء الاقتصادي ، إلا أن هناك الطافاً ورعاية إلهية أشبه بالمعجزات تحوط هذا الشعب المناضل والصامد، والجدير ذكره أيضا هو أن هذه الألطاف أو المعجزات إن صح التعبير، للأسف لا يلاحظها الكثير ممن سبق ذكرهم ناهيك عن بقية الجماهير،وهذه العناية والرعاية الإلهية ليست بالصدفة وما كانت لتكون لولا تحرك الشعب والمستضعفين في ثورة ال ٢١ من سبتمبر ، لأن الله لا يقف إلى جانب الخانعين المستسلمين والتاريخ والواقع يشهد بذلك ، أفلا نكون عباداً شاكرين ونصحح وضعيتنا ونرتقي بأدائنا و واجباتنا في البناء والأداء المؤسسي في مختلف مرافق الدولة، وفي الختام قد يستنكر البعض أو يستهتر بتسمية ما حدث بالمعجزة في هذا الجانب بالذات نظراً لجهل البعض بحقيقة ما حدث ويحدث أو لأنانية البعض ممن لا يتجاوز همهم ونظرتهم إطار محيطهم الشخصي وما كان سيحدث في حال استمرت حالة الانهيار والتدمير الممنهج والعمالة المتسارعة لطغمة ما قبل ٢١ سبتمبر ، ولو لم يكن ذلك معجزة ورعاية وعناية إلهية لكانت الليرة السورية أولى بالتماسك أمام الدولار الأمريكي لوجود الكثير من المقومات الأمريكي لوجود الكثير من المقومات الداعمة لذلك من منظار لتقييم المادي والاقتصادي.