ثورة 21 سبتمبر.. أيقونة سلام ونضال
طارق مصطفى سلام *
في عمق تاريخ النضال اليمني يبحر الباحثون والسياسيون عن مضامين وأهداف هذه الثورة العظيمة الذي جسد فيها اليمنيون عبق الإصالة والنضال والتحرر ونبذ أشكال التفرقة والارتهان فيجد أن الروح المتطلعة للحرية والكرامة قد رسمت بدمائها خطوطاً واضحة المعالم ومبادئ ثابتة رسخت على أساس قوي لا يقبل بأي شكل من أشكال الوصاية والارتهان للخارج ومسيرها على خطى آل البيت العظماء الذين يستلهم منهم اليمنيون الدروس والعبر للمضي نحو مستقبل واعد بالنصر والاستقلال .
إن أهداف ثورة 21 سبتمبر أكدت على أهمية الحفاظ والدفاع عن سيادة اليمن وحماية أراضيه وصون مقدرات الوطن وثرواته من السلب والنهب ، وقد لمس الشعب اليمني وشاهد التضحيات الجسام الذي سطرها المجاهدون بدمائهم الزكية في سبيل الله والدفاع عن مظلومية هذا الشعب في وجه طغاة العالم ما جعلنا نقف شامخين أمام بشاعة ووحشية العدوان والاحتلال الخاسر الذي يجر اليوم وراءه أذيال العار والذل والمهانة بعد أن تجرع هزائم نكراء ولقنه اليمنيون دروساً بالغة قاسية لن ينسى بلاغتها وبأسها القوي على حاضره ومستقبله المتهالك .
إن اليمنيين وبعد مضي 6 أعوام على ثورتهم المباركة على أعتاب عهد جديد من الحرية والاستقلال والكرامة التي تصون لليمنيين حقوقهم وحريتهم بالعيش بعزة وشموخ بعيداً عن تدخلات الغرب وفرض قرارهم على سيادة ومعيشة اليمن واليمنيين بعد أن افسدوا وعاثوا فيها أعواماً وقروناً دون أن يجدوا من يقف بوجههم ويرفض تلك التدخلات السافرة التي جعلت اليمن في مؤخرة الدول وتخلفها نتيجة لغياب القرار اليمني وارتهانها للخارج ، واليوم بعد أن تم لفظ كل تلك التدخلات أرغمت بلادنا على أن تعيش واقعاً مريراً طيلة أعوام العدوان والاحتلال الست لتجعلنا نشعر بطعم الحرية ولو كان مرآ إلا أنها أفضل بكثير من واقع يشعرك بحجم المهانة والذل وأن تتودد الأعداء أن يمنحوك لقمة عيشك التي سلبوها منك دون وجه حق.
إن ثمن الحرية باهظ جداً ويحتاج إلى مزيد من الصبر والعزيمة والنضال حتى نصل إلى المنشود ولا بد من وجود عزيمة يواجه بها اليمنيون الأعداء ويصبرون بها على الشدائد ولو حكمة وعزيمة القيادة الثورية ما وصلنا إلى هذا النصر العظيم ونحن نواجه تحالفاً غاشماً وعدواناً فاجراً متعدد القبح والعهر والجبن وبترسانته المهولة والمتنوعة وبرغم كل ذلك إلا أن اليمنيين كانوا أشد قوةً وبأساً ونهضوا من بين الركام موقنين بنصر الله وتأييده.. والحمد لله فقد تجلت هذه العظمة وانقشعت الغمة وبقي الشي اليسير للوعد المحتوم ، وكان الله على كل شيء مقتدرا .
*محافظ عدن