21 سبتمبر.. الميلاد الحقيقي لليمن وشرارة النصر التي لا تنطفئ
محمد يحيى الضلعي
عندما جمع قادة تحالف العهر كل مرتزقة العالم ومرتزقة الداخل وفتحوا عدة جبهات وسلحوا ودعموا وأنفقوا المليارات وقدموا كل ما يمكن تقديمه واشتروا الولاءات لقتل هذه الثورة وقتل هؤلاء الأبطال، أدركنا حينها كلنا صغيرنا وكبيرنا أن هذه الثورة ثمنها غالٍ وغالٍ جدا، ولأجل ماذا دفع الأعداء كل هذه الأموال وشنوا هذه الحرب؟، هل فعلوا كل ذلك لأجلنا أم لقتلنا؟.
لقد اتضحت النوايا وبانت الحقائق التي كانت مزيفة وأحرجنا دولاً عظمى بكل عتادها وقواها لأن الله معنا وبالتأكيد الله أقوى.
وقتها توعدونا بأيام فقط لينهوا ثورة الأحرار ولم يستيقظوا من سباتهم العميق إلا حين أعلن قائد هذه الثورة – حفظه الله وأدام عزه- بقوله “قادمون في العام السادس”.
لقد منَّ الله علينا وكلفنا بصناعة النصر، وأي قضية رسم لها النصر الإلهي ليست إلا قضية عادلة.
وعلى غرار محاولة قتل الثورة أيقظوا عدة خلايا لزرع الفتن داخل الوطن، فتم بفضل الله إخماد عدة فتن من فتنه عتمة إلى فتنة 2ديسمبر، إلى فتنة حجور، إلى فتنة آل عواض في البيضاء وغيرها من خلايا التجسس والتخريب إلى ملفات أمنية كان لها رجال الرجال بالمرصاد.
لو تأملنا كم أنفق العدو على مرتزقته في الداخل والخارج ولماذا هذا التهور ولماذا هذا الحقد تجاه بلد الإيمان والحكمة، وما هو الشيء الذي أغاظهم منا؟ فنحن لم نعتد عليهم.
وتستمر الثورة في تحقيق أهدافها رغم كل المعوقات والحرب التي ترافق هذا النور ، ونرى بالمقابل أن من ارتهنوا للخارج هم اليوم مهانون وعليهم إقامة جبرية ومصادرو القرار وليس هذا بحسب بل باعوا الجزيرة والميناء وكل ما تحتهم وبقوا رهن إشارة المحتل منفذين منقسمين، فتارة يتركهم يقتلون بعضهم البعض وتارة يأخذهم لإيجاد حل لهم وبينهم، فهم مرتزقته وله القرار فيهم.
نستغرب أيضا ومعنا كل الأحرار أن هؤلاء الذين قاتلوا أبناء بلدهم وباعوا وطنهم كيف لهم أن يواجهوا الأجيال بعد الذي ارتكبوه بحق وطنهم، وفي الوقت نفسه حرضوا المعتدي وأرشدوه إلى ما تبقى من مقدرات الوطن لكي يدمرها.
لقد أنتجت لنا ثورة الـ21من سبتمبر رجالا أنقياء عظماء وأبطالاً، وميزت الحق من الباطل وأوجدت الفرق بين من يدّعون الوطنية وبين الوطنيين الشرفاء، ورسخت فينا معنى الإباء والكرامة.
ومع فجّرها فجرت فينا كل معاني الشموخ والعزة الكرامة وأدركنا تماما أننا أحرار وليس لأحد وصاية علينا، أو أن يصادر قرارنا.
لم نكن نعرف أن لنا حقوقاً كانت مغتصبة وأن حكامنا السابقين عملاء خونة دمروا مقدرات الوطن وباعوا أرضه بثمن بخس، جزء منه تقاضوه إلى حساباتهم الخاصة وجزء من الحساب مقابل ضمان البقاء على كرسي الحكم.
نتساءل: أي غفلة كانت قبلك ياسبتمبر الأبي وأي انحطاط كان يمارس علينا.؟
نحن في عامنا السادس محاصرون محاربون مدمرون تماما لكننا صامدون اليوم، وكل هذا العالم المنافق ضدنا لأننا أصحاب قضية وأصحاب حق وهم لا يطيقون شعوباً تتوق إلى الحرية في كل شؤونها رغم ثمنها الغالي، فما خططوا له لن ينالوه وما حرصوا على دماره تم إنشاؤه من جديد ، فلنا قوة تحمل ولقد جعلنا اسم معركتنا “معركة النفس الطويل”.
ففي الوقت الذي أنفقوا فيه ما استطاعوا أزحنا الستار عن منظومات الردع وردعناهم في عقر دارهم وقصفناهم وأوجعناهم واعترفوا بذلك وأبهرنا العالم لكننا لم نغتر أو نتمادى وقلنا “وإن جنحوا للسلم فاجنح لها.. وذهبنا لمفاوضات دعانا إليها وسطاء فمضينا ،وتنصلوا عمّا تم الاتفاق عليه لأنهم جبناء لا يمتلكون قراراً ولا كرامة.
وخلال خوضنا المعركة أنجزنا الكثير داخل هذه الدولة على عدة مستويات، فالملف الأمني كان من أنجح الملفات إدارة مقارنة بما مضى من تاريخ اليمن المعاصر، وتم النجاح في ترسيخ الأمن والاستقرار وإنجاز مهام أمنية من العيار الثقيل على مستوى المنطقة فتم تفكيك خلايا الفتنة والعملاء والمرتزقة وتم ضبط عصابات التهريب وعصابات السرقة وغيرها، والواقع على ذلك خير شاهد.
وبرغم الحصار والدمار المنظم في المنشآت الاقتصادية حرص الأعداء على إغلاق كل المنافذ الجوية والبرية والبحرية ودمر ما في الداخل من مصانع ومؤسسات اقتصادية ونقل البنك المركزي وقطع مرتبات موظفي الدولة، وهذه تعتبر إحدى جرائم العدوان التي لا تسقط بالتقادم، وحرصنا نحن ثوار سبتمبر الجديد على موازنة القوى الاقتصادية بما هو متاح وصرف نصف راتب كل شهرين بتقديم ما هو أيضا متاح رغم تجرع الشعب عدة أزمات اقتصادية أشدها منع العدوان دخول سفن المشتقات النفطية وسفن الغذاء والبناء.
وفي مجالات عدة كان نموذج رجال الدولة موجوداً في كل مرفق من مرافق الدولة، ولا نذهب بعيداً فحين انهار هذا العالم أمام جائحة كورونا وتوقفت الحياة في بلدان الشرق والغرب وقفنا بكل حكمة وتم التعامل مع هذا الجائحة بلغة الكبار، وزادهم غيظا وحقداً أننا تجاوزنا هذا الجائحة بأقل الخسائر على مستوى دول العالم، ليبقى السؤال هنا: من هم الدولة ومن هي المليشيات!؟ ما لكم كيف تحكمون؟.
ونحن اليوم نعيد الحركة للبناء والتنمية وبادرنا، عمل ما بوسعنا لتنفيذ عدة مشاريع خدمية كمشاريع الطرق وإصلاحها وغيرها رغم شحة موارد الدولة.
والرجال العظماء الصادقون لا يأتون إلا بما هو أعظم وأفضل مما كنا نفتقده في أنظمة الحكم السابقة، ويكفى المتقولين ومرضى النفوس أن يسمعوا عن الهيئة العامة للزكاة التي لم نسمع بها إلا في عهد ثوار سبتمبر ولمسنا إنجازاتها ومشاريعها.
ليس إجبارا أن يقال كلام أو يسرد حديث، لكن الحدث جلي والأمور أكثر وضوحا فالتاريخ لا يرحم والقافلة تمشي بخيرة الرجال والأعمال والإنجازات وإننا نتحدث بكل مصداقية بعيدا عن تآويل تندرج تحت مسميات عنصرية أو طائفية.
وتبقى الثورة ثورة كل أفراد الشعب بعيدا عن مسميات أوجدها موظفو استخبارات الغرب ويقولها جبناء ومرتزقة الداخل.
فما أصدق الحديث اليوم بالدليل أن من جاءوا أحرارا ثوارا قائدهم شهيد ورئيسهم شهيد ومنهم برتبة لواء وعميد وعقيد وكلهم تسبق اسم كل منهم كلمة الشهيد ومنهم أشرف من أنجبت الأرض اليمنية عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين من أفراد الجيش واللجان الشعبية ، وكلهم مجاهدون عظماء نستمد هذا الشموخ من تضحياتهم .. فماذا قدمنا أمام عطائهم لهذا الوطن؟ سنظل أنا وغيري في حسرة، تجاه ما قدمه هذا الفوج من المجاهدين المؤمنين .. فسلام الله عليهم أحياء وشهداء.