إفضاح المكشوف

 

علي محمد الأشموري

اليمن يمتلك تاريخاً يعود إلى ما قبل الميلاد ….. وموقعاً استراتيجياً متميزاً يرطب الشرق والغرب بسواحله وجزره المتعددة، وثروات مادية وبشرية قل أن توجد في مكان آخر، ولذا فقد كانت وما زالت العيون ترقبه وحاولت وتحاول أن تنقضّ عليه سواءً بالترغيب أو الترهيب وأولهم شذاذ الآفاق من العالم البعيد والقريب وما الزيارات المريبة لبعض “الجيران” لأذيل من قبل مسؤولي رفيعي المستوى خاصة لدول تحالف الحرب على اليمن من أجل تركيعه وتمزيقه إلى كانتونات صغيرة، فالكيان الصهيوني حاول ويحاول منذ اتفاقية ما تسمى بالسلام “كامب ديفيد” وحتى التطبيع للمنبطحين من “عربان” النفط، ويبدو أن الزيارات السرية لتلك الدول بعد ستة أعوام من الحرب والحصار والاقتصادي والتدمير للحضارة ومحاولة طمس التاريخ وسرقته باستراتيجية في ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب بوقف الحرب نعم ومن لا يريد السلام ولكن ليس على مقاس “بني صهيون” وأذنابهم من المحتلين الجدد، فالشعب اليمني أولو قوة وأولو بأس شديد” وشعب مسلح خاض ويخوض أعتى أنواع الحروب وصابر ومقاوم لا يفرط لا في الأرض ولا في العرض. المضحك المبكي أن بعد ستة أعوام من الحرب يدعو وزير خارجية “ترامب” تسريباً أثنا ءالزيارات إلى وقف الحرب وتسليم الأسلحة.. فلمن تُسلم الأسلحة؟ وما الهدف من وراء ذلك؟؟
اللعبة أصبحت مكشوفة للقاصي والداني والهدف هو أمن المنبطحين والكيان الصهيوني والمصالح الاقتصادية لدول العدوان وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي المساند للعدوان على اليمن.
بعد أن يأس العرب و17 دولة في تركيع المارد اليمني.. “فالجيران” أقصد جيران السوء، قد فرغت خزائنهم والأسلحة الغربية قد تمرغت وسقطت تحت تراب اليمن وتحت نعال الجيش واللجان الشعبية..
صنعاء منكوبة
في جولة لفضول صحافي كانت للعبدلله كاتب السطور زيارة لصنعاء الحضارة والتاريخ وملتقى التجارة العالمية منذ الأزل هذه المدينة الباسلة والعاصمة الأبدية للتراث والتاريخ الذي يشهد لها بأنها كان لها الفضل في تصدير القمح بأنواعه والخضار والفواكه المتنوعة التي كانت تنتج تربتها الذهيية كافة الأنواع وكان لها الفضل في دعم ألمانيا وكانت السعودية تستقبل الحبوب بأنواعها في حين كانت الحربين العالميتين قد وضعت أوزارها وكان الشرق والغرب يعانون شظف العيش بما فيها السعودية فكانت الأيادي اليمنية ممدودة للمعوزين والمحتاجين من عربان الخليج إلى أصحاب العيون الزرقاء والشعر الأشقر.. وتغيرت المعادلة من الجار السيئ القريب قبل الغريب وحشدت 17 دولة كل إمكاناتها اللوجستية والعسكرية خلال السنوات الماضية التي تعتبر حرباً كونية ضد اليمن وهذا هو رد الجميل من حقد البعير.
عموماً نظرت إلى صنعاء القديمة وإلى بيوتها التاريخية التي تشكل لوحة فنية ماهرة.. لكن ما يحز في النفس أن هذه المدينة قد تعرضت للقصف الحاقد من قبل تحالف العدوان والسيول التي أدت إلى تضرر أكثر من 111 منزلاً شاهقاً عمرها تسابق الحضارات في الشرق والغرب وهذه الكارثة في ظل الحصار الخانق نقول اللهم لا اعتراض على ما جادت به السماء من أمطار غزيرة.. فكرت وتأملت وعادت بي الذاكرة إلى البنية التحتية وإلى مجاري السيول التي ظهرت هشاشتها في تسعينيات القرن الماضي.. وتذكرت سيل العرم وسورة سبأ التي تقول “فأرسلنا عليهم سيل العرم” عندما أعرضوا وتفرقت أيادي سبأ بتهدم سد مارب وأصبحت الجنتان ذات اليمين وذات الشمال بسبب الإعراض تبدلت من أرحم الراحمين سبحانه إلى ” جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ” عموماً الإهمال له دور والعدوان له الدور الأكبر وحسبنا الله ونعم الوكيل لأن المنظمات أو ما تسمى بالإنسانية لم تقدم شيئاً للحفاظ أو انقاذ ما يمكن إنقاذه من التراث والحضارة.. حتى منزل الشاعر عبدالله البردوني في باب السباح أصبح أطلالاً وقد كانت وزارة الثقافة قد حاولت شراءه وتحويله إلى متحف للعقل اليمني فواجهت عقبات ولم يكن بيدها شيء خاصة وهو في عهدة اقاربه..
خلاصة الخلاصة:
التاريخ يشهد أن أبناء عمومة آل ناقص أدخلوا النتن الصهيوني إلى أرخبيل سقطرى جوهرة الشرق وأخبار تتداول من هناء وهناك إلى أن قواعد عسكرية صهيوامريكية في الارخبيل فطبع آل ناقص قد غلب التطبع وصار تطبيعاً يتفاخرون به عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنهم ينتمون إلى بني صهيون جهاراً نهاراً بفضل “الانتقامي” أو ما يسمى بالانتقالي مقابل الحماية “لجبل علي” الذي صار مرتعاً لتبييض الأموال وتقليد الماركات وقذفها للأسواق المجاورة ومنها اليمن. وهناء لا بد من وقفة جادة تجاه ما يصَّدر من سموم الإمارات وجبل علي إلى الدول المجاورة والأسواق اليمنية وهذا الخطوة تأتي ضمن خطة ممنهجة للاستيلاء على باب المندب” والشريط الساحلي الممتد 2500كم.. لأن بني صهيون وأذيالهم من الإمارات والسعودية حاولوا ويحاولون استلاب الأرض والتاريخ الإنساني فماذا تنتظر من “أبو عقال” الذي لا تاريخ له ولا حضارة وينتمون إلى شذاذ الآفاق الملقطين من كل أصقاع الأرض.. لكن المدمي للقلب أن بعض أبناء اليمن من جلدتنا هم من يتفاخرون “بالعمالة” وهذا لم يحدث في التاريخ القديم والمعاصر إلا حينما ظن مثل هؤلاء الباحثين عن الدرهم والدينار والريال مقابل الأرض والعرض والسيادة الوطنية وبيع القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى والكبرى للمحتل الذي لا يؤمن بحدود ولا بحقوق.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم من تجار النخاسة المسمى بالشرعية والانتقامي والانتقالي الذي لا يملكون مشروعاً سوى بيع الأوطان..
فهل بقي شيء من الحياء يا شذاذ الآفاق؟؟
لكن اليمن سيظل عصياً كما كان وسيرحل المحتل الجديد طال الزمن أو قصر..
أما خزان صافر والمناورات السياسية لشذاذ الآفاق، فله أثاره وكارثة ستحل بالجميع والله المستعان.

قد يعجبك ايضا