وهكذا تُستقبل الأسود
عفاف محمد
يعجز القلم عن وصف مشهد الاستقبال المهيب للأسيرين زيد الوادعي ومحمد الشرفي .
فقد تجلت أمارات الشموخ والعز والتلاحم والتعاضد والشموخ والإباء والمبدأ الأصيل الثابت.
هناك حيث استقبلوهم بفرح لا مثيل له. تصمت كل العبارات، وتعبر عنها العبرات والنظرات والدموع المذروفة من المقل والمتخفية تحت الجفون.
أولئك الأبطال الذين رفعوهم فوق الرؤوس والأكتاف قد عادوا بعد معركة ضارية أشد وانكى من معارك ساحات النزال. فهي محفوفة بأشد المخاطر وأقسى التحديات الكبرى. عادوا من معركة تُعد هي الأقوى والأشرس حيث تقويض الجسد ومحاولة حرف الفكر والاستفزاز الذابح .
نعم فقد استحوذ العدو وقتها على جسد الأسير المجاهد، واعتمد كثيراً على لي الذراع واستفزاز رجال الله، وهم بين أربعة حوائط ،لكنهم كما الأسود عندما تحاصر في عرينها وهي في قمة هيجانها وقمة شراستها. هنا أيضا عمد العدو إلى قلع أظفار الأسود البشرية وكسر أسنانها، كي ينجو من بطشها. لكن بطش رجال الله يكمن في عزمهم الفولاذي ،َفي إيمانهم وفي قلوبهم المثخنة بالولاء لله ولرسوله وللسيد العلم ونهجه الشريف. هم في عزمهم وتحديهم مثل طوفان لا يوقفه شيء.
فمهما كانت طرق استفزاز العدو بهمجية لأسود الله في أساليب التعذيب، ومن كلمات بذيئة تعكس انحطاطه. فلا تهتز شعرة لرجال الله الصادقين ، دام الإيمان مغمورة به قلوبهم .
اوليسوا كثيري الشبه ببلال عندما كان جسده الطاهر يتلقى اقسى العذاب ويصيح قائلاً (أحداً أحد ..)..!!
فيا عجبي على هؤلاء الأسود أي قوة إيمان هم يحملون؛ واي ولاء عجيب هم به لدينهم وقضيتهم العادلة يدينون ..؟!!
أمام تلك الصور الرائعة البهية التي تنطق بها ملامح الأسرى ، بما لا أستطيع وصفه من علامات الشموخ والكرامة والشجاعة. يقف الجميع في ذهول من تنوع ألوان وأنواع العذاب الذي لاقوه. عادوا رافعين رؤوسهم، عادوا دون انكسار، دون وجوم ووهن ومبدأهم ثابت كتلك الجبال التي تشبههم في الرسوخ.
هنيئاً عودتهم لنا ولأهلهم ،وفرّج الله عن بقية الأسرى ليفرح قلوب أهاليهم بعودتهم. فبصمودهم نزداد عزماً وثباتاً وتمسكاً بالقضية الحقة .
مرحى بهم ، وليس بغريب ان يُستقبلوا بهذه الحفاوة ،فهكذا تُستقبل الأسود .