محمد النظاري
انتظام المسابقات الداخلية (دوري، كأس فئات عمرية …إلخ) لأي دولة كفيل بإيجاد منتخبات قوية، وليس معنى القوة عبور تصفيات -قد تتواجد فيها منتخبات ضعيفة- وليس أيضا الوصول للنهائيات القارية -مع أن ذلك من مظاهر القوة- ولكن القوة الحقيقية تتمثل في ثبات المستوى مع اتجاهه نحو التطور.
ما يحدث عندنا لا يخرج عن التعاقد مع مدرب في آخر لحظة، بتشكيلة جاهزة ليس له فيها خيار، والنتيجة إن حالفنا الحظ فهذا ناتج عن كل ما قدمه الاتحاد، وان لم يحالفنا، فالأوضاع هي الشماعة التي يعلقون عليها الإخفاقات.
التعميم الذي صدر مؤخرا للأندية بالاستعداد لإقامة دوري، هو تحريك المياه الراكدة وذلك أمر جيد، على ألا يكون نسخة مكررة لنهائيات سيئون ؟ ولهذا لا نستطيع تسميته إلا بالدوري الافتراضي، كون الكل لا يلتقي بالكل من كل المحافظات.
دوري كرة القدم ليس مؤتمرا افتراضيا يعقد عن طريق الزوم أو أي وسيلة إلكترونية، بل هي مباريات وملاعب ولاعبين ومدريين وحكام وجماهير.
الانفصال عن الواقع هو ما نعيشه للأسف الشديد، فإذا كان الاتحاد بكامل هيئته لا يستطيع التواجد في الداخل الذي انتخبه!، فكيف يمكن له تنظيم مسابقة بشكلها الطبيعي، إلا عن طريق الدوريات السفري!.
انتقادنا لهذا الوضع ليس رفضا للاتحاد، فالجمعية العمومية هي فقط من يحق لها رفضه أو استمراره، أما الآخرون فليس بوسعهم إلا التعامل معه كأمر واقع، والنقد هدفه إيجاد بعض ما يوجد في كل الدول.
ليس في صالح أي اتحاد الالتفات فقط للكتابات المشيدة بأدائه، فهذا واجبه، ولكن الصالح يكمن في الوقوف أمام ما يكتب عن النقائص، هذا إن كان الهدف إصلاح الاعوجاج، وليس تلميع ما هو معوج أصلا.