دواعش «الشرعية».. والطبيب اليوسفي
عبدالفتاح علي البنوس
بعد أن تم تطهير بلاد قيفة بمحافظة البيضاء من عناصر تنظيمات داعش والقاعدة التكفيرية التي كانت تتمركز فيها بعد أن حولتها إلى إمارة للتنظيم الممول من الخزينة السعودية والمدعوم من الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني ، بعد ملاحم بطولية سطرها أبطال الجيش واللجان الشعبية ، رغم الإسناد والقصف الجوي المكثف لطيران العدوان السعودي أقدمت مجاميع من الجماعات التكفيرية التي وصلت إلى منطقة الصومعة بالبيضاء بعد فرارها من قيفة على ارتكاب جريمة وحشية بحق طبيب أسنان يعمل في مركز صحي بالمنطقة منذ ما يقارب عشر سنوات.
الدكتور الضحية شهيد الغدر والخيانة والإجرام والوحشية مطهر محمد سيف اليوسفي من الكوادر الطبية التابعة لوزارة الصحة العامة والسكان ، من أبناء محافظة تعز ، ليس له أي نشاط سياسي ، أو مواقف تشرعن لهؤلاء القتلة استباحة دمه ، وانتهاك حرمته ، والذهاب لإعدامه وصلبه ، فلم يجدوا من مبرر كاذب لفعلهم الخسيس وجريمتهم القبيحة سوى اتهام الدكتور اليوسفي بالتجسس لحساب من أسموهم (الحوثيين) وهي أسطوانة مشروخة مللنا من سماعها ، فنحن على معرفة تامة بالفكر الداعشي الوهابي اليهودي الذي ينتهجه هؤلاء بهدف تشويه صورة الدين الإسلامي ، وتقديمه على أنه دين القتل والذبح والسحل والتنكيل والحرق والتفجير ، رغم أن الكل يعرف أن الإسلام دين السلام والمحبة والرحمة ، ولا صلة للجماعات التكفيرية الإجرامية به لا من قريب ولا من بعيد ، ونعي جيدا أن الذي دفع بالسفاحين إلى ارتكاب هذه الجريمة هي رغبتهم في نشر الرعب والخوف في أوساط المواطنين بالصومعة ، بهدف إجبارهم على الخنوع والخضوع لهم ، وعدم قيامهم بأي أعمال مناهضة لتواجدهم في المنطقة ، والتسليم بكل أفكارهم وتوجهاتهم والقتال إلى صفهم ، بعد الهزائم النكراء التي تعرضوا لها في قيفة ويكلا ، والتي أدت إلى هروبهم بعد تكبدهم خسائر كبيرة.
هذه الجريمة الوحشية لن تمر مرور الكرام وسيتم بإذن الله تطهير الصومعة من دنس هذه الجماعات الإجرامية التي تضم العديد من التكفيريين من جنسيات مختلفة الذين تطلق عليهم السعودية والإمارات والأمم المتحدة والمجتمع الدولي مسميات (الجيش الوطني) و(جيش الشرعية) و (المقاومة الوطنية) وغيرها من المسميات الخادعة للتغطية على هذه الجماعات المتطرفة التي تدَّعي الولايات المتحدة الأمريكية وأذنابها في المنطقة من السعوديين والإماراتيين أنهم يحاربونها تحت مسمى (محاربة الإرهاب) وإذا بهم هم من يدعمونها ويحتضنونها ويوفرون لها الحماية.
والمثير للاستغراب هنا هو صمت الأمم المتحدة بكل هيئاتها ومنظماتها على هذه الجريمة ، وما سبقها من جرائم مماثلة بحق آل سبيعان وجرائم قتل الأسرى تحت التعذيب داخل سجون مليشيات قوى العدوان في مارب والبيضاء وتعز وغيرها من المناطق ، والتي تتشدق باسم الحقوق والحريات ، وتتظاهر بالإنسانية ، وهو ما يؤكد وبما لا يدع أي مجال للشك أن هذه العناصر تعمل وتتحرك على علم منها ، وتمارس جرائمها بكل حرية وأريحية ، فدائما ما تشعر الأمم المتحدة بالقلق عندما يحكم أبطال الجيش واللجان الشعبية الخناق على هذه الجماعات التكفيرية الإجرامية ، وتذهب عبر أمينها العام ومبعوثها إلى اليمن للدعوة لوقف إطلاق النار ، حرصا على سلامة هذه الجماعات ، شاهدناها خلال المواجهات في الجوف ومارب والبيضاء قلقة من تقدم الجيش واللجان وتضييق الخناق على مليشيات التكفير والعمالة والخيانة والارتزاق.
بالمختصر المفيد: جريمة إعدام الدكتور اليوسفي وصلبه لن تؤتي أكلها ، وستنعكس سلبا على من قاموا بها ، وكما تم دحرهم من بلاد قيفة ، فلن يطول بهم المقام في الصومعة ، ولن يكون لهم أي تواجد على الأراضي اليمنية بإذن الله ، وإذا كانت مواجهات قيفة قد أسفرت عن مصرع عدد من عناصر القاهدة وداعش من بينهم قيادات أجنبية من تركيا وباكستان ومصر وسوريا ، بعضها مدرج على ما يسمى بالقائمة الأمريكية المطلوبة على ذمة قضايا الإرهاب ، فإن معركة الصومعة ستطهر المنطقة من البقية ، ولن يكون أمامهم خيار غير الهروب باتجاه شبوة ومارب ، فلا يمكن السكوت على هذه الجرائم النكراء التي ترتكبها عناصر الجيش غير النظامي (داعش والقاعدة) الموالية للصهاينة والأمريكيين ، والممولة من ثروات شعب بلاد نجد والحجاز.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.