تجمِّعنا للاحتفال فاستهدفونا بغارتين في وقت واحد
مواطنون: تحالف العدوان يستهدف الجميع حتى الذين يعملون معه
استهدفوا المواطنين في حين أن الجبهة تبعد مسافة 5 كيلو مترات عن منطقتنا
يواصل تحالف العدوان جرائمه موزعاً وحشيته على كامل المساحة الجغرافية والديموغرافية لليمن، ويأبى إلا أن يلحق الأذى بكل إنسان ينتمي إلى الحاضرة اليمنية بمدنها وريفها جبالها وصحاريها، بإصرار عجيب يؤكد من جديد أنه لا يغرق بين أحد فكل يمني عنده هدف مشروع وإن كان محسوباً عليه وهذا هو حال أسرة مبخوت المرزوقي التي استهدفها طيران تحالف العدوان في محافظة الجوف قرية المساعفة.
الثورة / جمال الظاهري
آخر هذه الجرائم ما اقترفته طائرات التحالف بحق أسرة بكاملها في الجوف وراح ضحيتها 11 شهيداً و7 جرحى، أغلبهم أطفال ونساء طُمروا تحت أنقاض منزلهم وبعثرت أشلاء النساء في أرجاء المكان، الذي كان يعج بالحياة والسعادة بمناسبة فرائحية قبل أن تستهدفه أحدث وأذكى الصواريخ التي تنتجها أشهر مصانع السلاح الغربية.
مثل هذه الجرائم وبحسب كل الشرائع والمواثيق والقوانين الدولية لا تسقط بالتقادم وتعد انتهاكاً صريحاً وواضحاً وصارخاً للقانون الدولي العام وخاصة ذلك الفرع المتعلق بحقوق الإنسان والواردة أغلب مضامينه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادَر عام (1948م) والعهدين الدوليين الصادرين عام (1966م) إذ حرم العدوان هؤلاء المدنيين من أبسط حقوقهم كحقهم في الحياة والعيش بسلام.
كما تعد انتهاكاً صارخاً وصريحاً وواضحاً للقانون الدولي الإنساني وخاصة اتفاقيات حماية المدنيين والأعيان المدنية ولعدم الالتزام بمبادئه كالتمييز والضرورة والتناسب، ووفقا للمعطيات ومما سجلناه من شهادات فإن ما قام به العدوان يعد انتهاكاً وجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية بل وإبادة جماعية على أساس أسري ومناطقي انتقامي يحاسب عليه.
الجريمة راح ضحيتها 11 شهيداً و7مصابين بإصابات بالغة جلهم أطفال ونساء بينهم الرضيع ابن الثمانية أيام – صاحب المناسبة التي جمعتهم للاحتفاء به -مضافاً إليها تدمير شامل للأعيان المدنية – منزلان وسيارة.
أبلغنا المرتزقة..
في قرية المساعفة التقت “الثورة”: بالناجي الوحيد من أسرة مبخوت مرزوق، مرعي المرزوقي إذ يصف ما حدث قائلا:
“استهدفنا الطيران بغارتين في وقت واحد, وقتل النساء والأطفال الآمنين في بيوتهم , كان عندنا قبل القصف بيوم مناسبة ختان لمولود وكنا قد أبلغنا كل القيادات العسكرية المتواجدة في منطقتنا كي لا يتم استهدافنا وأبلغنا أمين الوائلي — قائد عسكري يتبع المرتزقة في المنطقة ويعرف الأهالي– أبلغناه بأن لدينا مناسبة (ختان) وأنه سيكون لدينا ضيوف كي يبلغ التحالف وكي لا نتعرض للقصف, هذا قبل يوم المناسبة بأيام فقال لنا -متبرئاً من الطيران: – الطيران مش عليّ, المدفع عليّ – وحتى أننا أبلغنا كل قيادات مرتزقه الإصلاح هنا, -(وحمى عليهم-) هذا عارهم وهنّ نساؤهم – نحن إخوة وأهل بيت واحد, استهدفونا بغارتين وقتلوا وجرحوا النساء اللائي كن في خيمة نصبت قبل 30 يوماً في حوش البيت”.
وعن عدد القتلى والمصابين والحال التي كانوا عليها وساعة الاستهداف قال: “كانت الساعة حوالي السادسة والنصف أو السابعة صباحا، كان اخواني نيام في عدة أماكن أحدهم في السطح وأنا كنت نائماً في البيت وبعض النسوان كنَّ عند الغنم انفجر صاروخ هنا، وأشار الى مدخل البيت واستشهد 11 وواحد حالته خطيرة ويرقد في العناية المركزة واحتمال يموت ومعنا 6 جرحى أسعف إلى مستشفى مارب 3 وإلى مستشفى الجوف 4 جرحى.
ويضيف “لن أتحدث لتحالف العدوان وأوجه رسالتي إلى الإصلاحيين والناس اليمنيين الذين يعملون تحت إمرة التحالف وأقول لهم لقد أصبحتم ظلمة، كان قيادات الإصلاح يعبوننا في مقراتهم ويقولون هؤلاء ظلمة ويذكرون لنا أن الحوثي فجر وفعل وفعل بأصحاب حجة، واتضح أن هذا الكلام كذب وانهم هم من يفعلون هذه الأعمال”.
يستهدف الجميع
أما المواطن صالح مقشط من أبناء قرية المساعفة، ونسب الأسرة التي استهدفتها طائرات العدوان فقال.. استهدف العدوان أسرة المرحوم مبخوت مرزوق المكونة من ثلاث أسر بصاروخين ولم ينج منهم غير أكبر أبنائه ناجي مبخوت فيما استشهد اخوانه وأبناء عمه كلهم أطفال ونساء.
ويضيف: هذا العدوان يستهدف الجميع حتى الذين هم محسوبون عليه ويقاتلون في صفوفه بل ويستهدف أسرهم، فالمرحوم مبخوت رب هذه الأسرة قتل وهو يقاتل في صفوف المرتزقة ولم يشفع لهذه الأسرة أنها قد ضحت بعائلها معهم فقاموا باستهدافها في عملية وحشية نتج عنها إبادة لأسرته التي لم ينج منهم غير ابنه ناجي مبخوت.
في القرية أيضاً التقينا بشاهد آخر، هو أبو عايش، يقول لـ”الثورة” حصلت جريمة بشعة بحق أسرة ناجي مبخوت مرزوق المرزوقي، سمعنا انفجارين حوالي الساعة السابعة أو السابعة إلا ربع تقريبا فهرعنا لمعرفة ما حصل ولنسعف الناجين، حيث استهدفت طائرات العدوان البيت ومن فيه، عرفنا حينها أن من قصف البيت هو العدوان لأن الطائرات كانت لا تزال محلقة فوق المنطقة، قمنا بعملية الإنقاذ ونقل المصابين إلى مارب والجوف وقد استشهد وجرح معظم الأسرة وأكثرهم أطفال ونساء.
ويضيف: ما حدث جريمة وعار على كل العرب ونحن قبائل ولن نرضى بهذا والعرض والشرف عرض وشرف الجميع والبلد بلد الجميع ونحن يمنيين ولن يفرقنا أحد ولا نقبل ولن نسكت عما يرتكبه العدوان في حقنا من جرائم.
بينما قال: أحمد شويل إن حصل هو أن العدوان استهدف المواطنين الآمنين دون أي مبرر فمنطقتنا خالية من أي تواجد أو نشاط عسكري وليس في القرية أي مواقع عسكرية والجبهة تبعد حوالي 4 إلى 5 كيلو عن قريتنا.
ويضيف: كنت بالقرب من البيت حينها وكانت الطائرات تحلق فوقنا وهي دائمة التحليق فوق بلادنا في هذه الأيام ولا تكاد تفارق سماءنا، وفجأة قصفت بصاروخين واحد استهدف المنزل وصاروخ ثانٍ استهدف منزلاً آخر ولكن لم يحدث فيه ضحايا لأنه كان خاليا.
وعن عدد من قتلوا وعلاقتهم وتواصلهم مع قادة الجبهات من المرتزقة ومعرفتهم بطبيعة المكان وأهله قال: “كان عندنا مناسبة والعدوان يعرفون ذلك ويعلمون أنه لا وجود لأنصار الله في قريتنا وإن شاء الله يجيئهم ما جانا شهيد و6جرحى كلهم أطفال ونساء، ولعن الله من يرضى بهذه الجرائم،.
أما حسن سعيد حسن مرعي فقال: “بعد ضرب بيت ناجي مبخوت ضربوا بيت حمود حسن إلا أن الله ستر وبعد ما رأيناه من إجرام خفنا من معاودة استهدافنا فقمنا بإخراج الناس من البيوت وفرقناهم في (العواش) يعني الشعاب – هذا العدوان همجي وتوقعنا أن يستهدفنا في أي مكان واي وقت.
وأضاف: ليس في منطقتنا أي مواقع عسكرية حتى أننا لا نقبل بذلك كي لا تتعرض قريتنا للقصف من الطيران”.
التقينا أيضا بـ سعيد جلال هادي من أبناء القرية حيث دعا كافة قبائل بني نوف وقبائل اليمن للفزعة وللأخذ بالثأر من المجرم سلمان عليه لعنة الله.
“خلال 3 أيام”
أتت هذه الجريمة عقب جريمة مماثلة ارتكبها العدوان في حجة بحق أسرة نايف مجلي ولم يفصلها عنها غير ثلاثة أيام لتضاف إلى مئات الجرائم السابقة والتي ارتكبها تحالف العدوان بحق المدنيين على طول وعرض الجغرافيا اليمنية دون أن يحرك المجتمع الدولي وأنظمته ساكنا إن لم يكن من أجل السلم والأمن الدولي أقله من أجل تصوب السلوكيات وتقويم الاعوجاج الذي ستصيب تبعاته حاضر ومستقبل الأجيال القادمة.
العالم اليوم مختل مفاهيماً وقيماً، ومؤسسات والمجتمع الدولي تعيش حالة من الانحلال والتفسخ وما يرتكب من جرائم في أكثر من بلد ومنها اليمن دليل واضح وعار يلفح أعلى سلطة أممية بكل هيئاتها، وما كان لهذا العدوان أن يطول لو كانت هناك عدالة ومحاسبة، وما كان له أن يستمر لو لم يكن هناك ارتزاق وأموال قذرة تدفع ويشترى بها المواقف .. بل وما كان للأمم المتحدة وأمينها العام أن يزيلوا اسم السعودية من قائمة العار واللائحة السوداء المتضمنة لأسماء الدول التي ترتكب الجرائم بحق الأطفال في ظل استمرار هكذا جرائم.
ومما يؤسف له أن المجتمع الدولي الذي فقد البوصلة وانحرفت هيئاته ومنظماته ومنها الأمم المتحدة بمجلس أمنها وأمينها العام عن الغاية والدور المنوط بهم.. بحيث أصبحوا مظلة ومتسترين على هذه الجرائم وكأن دورهم يقتصر على إحصائها كأرقام، ومع كل جريمة يضيفون رقما جديداً إلى ما سبقه ومناسبة جديدة لكسب المزيد من الأموال القذرة لقاء تغاضيهم وغض الطرف عن جرائم ترتكب بحق أبناء الشعب اليمني.
لذا فإن هذه الجريمة بالنسبة لكل يمني شريف قصة نضال تحكي مظلومية وطن وشعب أراد انتزاع حقوقه وإنسانيته وحريته في زمن الخذلان والسقوط لكل القيم والثقافات والأخلاق والنظريات والمعاهدات والمواثيق، وقصة شعب وجد نفسه وحيداً مخذولاً يصارع الشيطان الأكبر وجنده، وحكاية شعب آمن بقدراته وقرر خوض النزال عن نفسه .