تنومة ومعركة النفس الطويل .. لن يضيع حق وراءه مطالب

 

إكرام المحاقري

‏في أحد الأيام ، قال والد ( هيرام مكسيم) له النصيحة التالية : «إذا كنت تريد كسب المال ، ابتكر شيئاً يسمح للناس بتمزيق بعضهم البعض بسهولة»، فاخترع رشاش مكسيم الأوتوماتيكي اكثر الأسلحة فتكاً للبشر (يطلق 600 دفعة في الدقيقة الواحدة) ، هيرام كسب الكثير من المال بفضل هذا الاختراع ، فماذا كسب من سلك هذا الطريق ؟!!
في خضم تسارع الأحداث وقلب المعادلات ها نحن نضرب الأمثال لعلنا نقدم الواقع بصورة أقرب لمن يجهلون الحقيقة ويتجاهلون خطورة المرحلة السابقة والحاضرة وخطورة ما بعد كل ذلك..
أمريكا أرادت كسب المزيد من المال وإلهاء العرب في حروب تنسيهم القضية الفلسطينية، فقامت السياسة الأمريكية بوضع خطة محكمة برعاية صهيونية وتشكيل تحالف حرب ليكون المقدمة للسيطرة على مقدرات اليمن ، كذلك تسويق الأسلحة الأمريكية وغيرها ، وتسهيل جريان صفقة القرن الصهيونية ، وليست الأحداث وليدة يومها بل إنها نتيجة لمخطط قديم آتى أكله ثمار فاسدة بالنسبة للعرب بعد مرور قرن من الزمن .
وأمريكا التي تنفث السموم في الجسد العربي ، تقوم أيضا بصناعته وتصديره للبلدان العربية عبر أدواتهم المتنوعة ذات طابع إسلامي يهودي مسيحي تستهدف الجميع دون استثناء ، ورأس الأفاعي في هذا المشروع هي المملكة السعودية التي باتت تعرف مؤخرا باسم البقرة الحلوب ، ومن يشبههم في المظهر والمضمون من دويلات الخليج وغيرها ..
فكل من تم ذكرهم عملوا المستحيلات من أجل السيطرة على اليمن ، ومازالوا يواصلون خلق المكايد والفتن حتى اللحظة كما بدأوها في تنومة باستهداف الحجاج اليمنيين وقتلهم بدون أي ذنب وتسجيل القضية ضد مجهول نسبوه إلى قطاع الطرق ، لكن من الذي يقطع الطريق ويزهق الأرواح ويحاصر الغذاء والدواء ويحاول قطع الحياة في اليمن اليوم وخلال 33 عاماً من العمالة والخيانة !! هو ذاته المجرم وذاته المخطط القذر وذاتهم العملاء بمختلف مسميات أحزابهم وأسماء عائلاتهم ، فمن أين وإلى أين ؟!
ظن أولئك بأنهم سيعبثون في اليمن ولن يخلق الله من يكف أيديهم ويقول لهم إلى هنا ويكفي !! لكن انقلبت المعادلة التي رسمتها السياسة الأمريكية سواء في أيام حكم جورج بوش وخليفته بارآك أوباما ، أو عبر نسختهم طبق الأصل المعتوه دونالد ترامب ، خاصة بعد ثورة الـ 21 من شهر سبتمبر 2014م, وكشف الحقائق المخفية عن الشعب اليمني والشعوب العربية في المنطقة .. وظهر في الأرض من يقطع يد الفساد ويحرر الأرض من دنس الغزاة ويحرر العقول من الثقافات الباطلة ومن الارتهان للقوى المستكبرة وفضح حقيقة البند السابع وغيره من الشعارات المقيتة .
نشهد اليوم نقلة نوعية للقرار اليمني الذي فتح ملف حجاج تنومة وبدءاً بأخذ الثأر بعمليات واسعة في العمق السعودي باستهداف منشآت حيوية ونفطية واقتصادية واستهداف الصناعة الأمريكية ، وكلها لها دلالات وأبعاد ، فكل الملفات المخفية قسرياً والمنسية في المحاكم الدولية والمقصية من العقول العربية تم تدشينها بصواريخ باليستية وطيران مسير مسدد صناعته يمنية ، فلكل جريمة حساب وعقاب وتبعات سيدفع ثمنها النظام السعوإماراتي ويبكي لخسائرها البيت الابيض في واشنطن ..
لهم الحرية في دفع الثمن إما سياسياً وامتثالهم أمام قاضي الحق الذي يقرره الشعب اليمني وبما يضمن حريته وسيادته ، أو أن يدفعوه عسكريا وهو ما يحدث اليوم وهم يألمون ألماً كبيراً لكنهم يكابرون للحفاظ على ماء وجه أمريكا على حسابهم الخاص والذي بدأ بالإفلاس.
للشعب اليمني النصر المؤزر والغلبة والقوة بإذن الله العزيز القدير ، ولأذناب أمريكا الهوان .. والعاقبة للمتقين.

قد يعجبك ايضا