محمد صالح حاتم
أي عمل يقوم على العشوائية فمصيره الفشل، ومن أهم سبل النجاح وجود الإرادة والقيادة الحكيمة ،والتخطيط السليم والرؤية الصحيحة، فهذه أهم عوامل النجاح.
ونظرا ًلأهمية الزراعة في نهضة وبناء الأمة، فقد عمل أعداؤنا على إبعادنا عنها، وخاصة ًفي برامج وخطط ومشاريع السلطات والأنظمة العربية والإسلامية الحاكمة، فتم تغييب الزراعة في البرامج الانتخابية في الوطن العربي ومنها بلادنا اليمن سواء الانتخابات الرئاسية، والنيابية ،والمحلية ،وفي خطط وبرامج الحكومات التي تقدمها إلى المجالس التشريعية لنيل الثقة من نواب الشعب، وهذا هو ما تحدث به الشهيد القائد في محاضراته ودروسه القرآنية في ملزمة (في ظلال دعاء مكارم الأخلاق – الدرس الثاني) والذي تحدث عن الزراعة والتي لا توجد في أي برامج ومشاريع النخب السياسية فيقول (هل هناك أحد يطالب في الانتخابات تقديم البرامج الانتخابية -سواء ًفي انتخابات رئاسة الجمهورية أو عضوية مجلس النواب أو المجالس المحلية أو غيرها- فيعدونا بمشاريع الكهرباء مثلا ،والذي يمكن أن نستغني عنه، لكن قوتهم هو الشيء الذي لابديل عنه)،فالشهيد القائد يقول يمكن أن نستغني عن المدرسة أو المسجد أو الكهرباء لكن لا يمكن أن نستغني عن لقمة العيش عن القوت الضروري.
ومن هنا ونظرا ًلأهمية الزراعة وفي ظل وجود الإرادة والقيادة الحكيمة والتوجه الجاد في المضي قدما ًنحو تنمية وتطوير قطاع الزراعة واستغلال واستثمار الأراضي الزراعية في زراعة القمح والحبوب وكل أنواع الخضار والفاكهة، فإن على الحكومة أن تضع الخطط والدراسات والبحوث للنهوض بالزراعة، وأن تكون الزراعة في أولوية سلّم اهتمامات الحكومة والأحزاب والنخب السياسية ،فبلادنا بلد زراعي ولديه مقومات زراعية كبرى لا يمكن أن تتوفر في أي بلد آخر، وأن عليها أن تمضي في كل خطواتها برؤى مدروسة وخطط ذات جدوى ،وأن علينا أن نبتعد عن العشوائية والعمل الارتجالي، وأن يكون العمل لوجه لله سبحانه وتعالى، ومن منطلق تحمل المسؤولية وتحقيق الأمن الغذائي حتى نصل للاكتفاء الذاتي.