محمد العزيزي
لا شك أن ممارسة الرياضة تظهر وتزداد أهميتها كلما كبرنا في العمر، وبدت ملامح أمراض الكبر تتسلل إلى أجسادنا، ولذا فإن الرياضة هي الواقي الأول من الأمراض والأزمات الصحية، وهي أيضا تحتاج إلى النية في ممارسة النشاط اليومي للرياضة بمختلف أنواعها، كما أنها وأعني هنا الرياضة من المحفزات الرئيسية على الصحة الذهنية والعقلية والبدنية والنفسية أيضا.
كنت قد حصلت على دعوة كريمة من الأستاذ والمعلم والصحفي الرياضي المبدع وصاحب القلم الأنيق والرشيق الزميل عبدالله الصعفاني للانضمام إلى الفريق الرياضي بحديقة الثورة بصنعاء، وهم كوكبة من الرياضيين ومحبي الرياضة، حيث يبدأ برنامجهم الرياضي كل يوم من الساعة السادسة صباحا ولمدة ساعة ونصف الساعة.
كانت تلك الدعوة من الأستاذ الصعفاني قبل شهر رمضان الفائت وكررها بعد رمضان، ولكن الظروف الخاصة بي ربما أجَّلت الانضمام لهذا الفريق الرياضي الرائع خاصة وهم يتلقون يوميا برنامجا رياضيا وتدريبياً من قبل مدرب متخصص بالتمارين الرياضية والتي يتوجب علينا جميعا أن نمارسها ونخوض غمارها لفوائدها الصحية الكثيرة والمتعددة.
قال لي الأستاذ الصعفاني ذات صباح في المقهى بالتحرير”لا تنتظر أبداً قدوم اللحظة المناسبة، فمثل هذه اللحظة قد لا تأتي أبداً، بل عليك أن تصنعها بنفسك وأنا أريدك أنت بالذات يا عزيزي تكون ضمن الجروب لتستفيد رياضيا.”
ولأنني لم امتثل لتلك الدعوة أكون قد خالفت القاعدة الرياضية التي تقول: التمرين الرياضي الوحيد الذي يجب أن تندم عليه، هو تمرين لم تقم بأدائه، أو لم تجب نداءه.
حديقة الثورة كل صباح تشهد كرنفالاً ولوحة رياضية، يشكل هؤلاء الرياضيون لوحة فنية ورياضية غاية في الروعة جمالية وبدنية رياضية أكانت من حيث التمارين الجماعية أو التوزيع أو المنظر الجمالي للوحة الفنية خلال تنفيذ التمارين الجماعية وبشكل جميل يضفي على جمال الحديقة جمال آخر وفي جو الصباح ونسماته العليلة.
البرنامج الرياضي المتبع يشيد به الجميع والأروع من ذلك انضباط المجموعة أو الفريق بالوقت والبرنامج التدريبي، نحن هنا نحيي الفريق على عزيمة الإصرار في استمرار هذا البرنامج الذي يستفيد منه عدد يفوق المائة شخص، والتحية لصاحب الفكرة خاصة وهي جاءت في وقت نمر وتمر البلاد بظروف صعبة ومعقدة وضاعف من ذلك جائحة كورونا، إلا أن الإصرار والعزيمة والانضباط كان سلاح هؤلاء الكوكبة من عشاق الرياضة الذين يستحقون منا أن نرفع لهم القبعات احتراما وإجلالا وتشجيعا لاستمرار هذا البرنامج.
نجوم نخسرهم يوميا
جائحة كورونا عمدت على أن تجعلنا نخسر يوميا أناساً طيبين وآخرين كانوا نجوماً وقدموا للعالم جل إبداعاتهم لأجل إسعاد شعوبهم ومتابعيهم، غيب كورونا وغير كورونا لاعبين نجلهم ونحبهم وكانوا بالنسبة لنا نجوماً وأساطير، الأسبوع الماضي خطف الموت اللاعب والمصارع اليمني بندر الهزمي وهو أحد أبطال المصارعة في اليمن وبرحيله فجع زملاؤه ومحبيه بهذا الرحيل المبكر والمؤلم.
كما غادرنا أسطورة كرة القدم العراقية أحمد راضي بإصابته بفيروس كورونا.. ومن منا لا يعرف أحمد راضي ذلك النجم العربي الذي صال وجال خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
وعرف راضي بأنه اللاعب الذي سجل هدف العراق الوحيد في نهائيات كأس العالم عام 1986م أمام بلجيكا، وقاد راضي منتخب بلاده إلى الفوز بكأس الخليج عام 1984م واختير في عام 1988م أحسن لاعب في آسيا.
غيب الموت هؤلاء اللاعبين بعد رحلة من الإبداع الكوني والكروي والرياضي، رحم الله أحمد راضي وكل اللاعبين والنجوم وأسكنهم وجميع المسلمين جنات الفردوس إنه سميع مجيب.