العدوان.. ورهاناتُه الخاسرة

كتب / المحرر السياسي 
لم تتوقف المحاولات الفتنوية من قبل تحالف العدوان والبغي منذ بدأ بالحرب على بلادنا في مارس 2015م ، محاولاً تحريك الأوراق المتكررة ، وبإعادة تدوير الأوهام واستطالتها ، يتنقل بين فشل وآخر كما لو أنه قرر أن يقضي على كل أدواته المكشوفة والمخفية وبطريقة تراتبية تعيد إنتاج فشله المستطيل بذات المشاهد والصور والأشكال والعناوين ، فمنذ فتنة عفاش إلى فتنة حجور التي سحقت وقضي عليهما ، يعيد تحالف العدوان تكرار الفشل ذاته في الدفع بالمرتزق ياسر العواضي الذي تخفَّى طويلا تحت ستارات الوطنية ولبوسها ، وصحيح أنه رتب لخططه ونسق لجبهته التي أراد إشعالها في البيضاء لتحقيق اختراق في الجبهة الداخلية ، وزعزعة الأمن والاستقرار ، باستخدام عناصر القاعدة الذي دفع بالعواضي إلى احتضانهم وتجهيزهم لتنفيذ عمليات إرهابية ، إلا أن تلك الخطط التي اتضح أنها كانت مرتبة منذ عدة أشهر كُشفت، وهي في طريقها إلى الفشل ، وفي وقت ربما هو الأسرع مما سبق لكون الرهان جاء على البهلوان هذه المرة ، والبهلوان في اللغة هو «المُهرِّج».
ويوم أمس كُشف عمَّا ظل العواضي يؤلب الناس له وحوله منذ أشهر ، فقد زامن تحركاته واعتداءاته على المواطنين وعلى الجيش ومحاولة السيطرة على التباب والمواقع ، قصف طيران العدوان بعدد من الغارات مديرية آل ردمان بالمحافظة ، ما يؤكد وجود التنسيق العملاني والعمليات الموحدة ، وطيلة الأشهر الماضية عمد المرتزق العواضي إلى تأليب قبائل محافظة البيضاء لمواجهة الجيش واللجان الشعبية ، مستغلا حادثة مقتل جهاد الأصبحي التي جعل منها قميص فتنة وعنواناً للتحشيد والتهييج ، إلا أنه وبعد أن وقع مشائخ البيضاء ومنهم آل الأصبحي على حكم ارتضوه في الحادثة ، باشر يوم أمس الاعتداء على المواطنين ومواقع الجيش واللجان الشعبية بمساندة من تحالف العدوان السعودي الأمريكي ، وقد تلقى دعما ماليا ولوجستيا خلال الفترة الماضية ، فضلا عن التسليح والتدريب والانتشار في الجبال .
إضافة إلى ما كشفه بيان السلطة المحلية من أن المرتزق العواضي لم يرعو عن سلوكه المنحرف رغم تنبيهاتها المتكررة في الفترة الماضية ، فقد كشفت معلومات أن العواضي وقبل أن يدعو إلى النكف في مسقط رأسه بمحافظة البيضاء كان قد التقى بالمدعو العميد مجاهد العتيبي قائد القوات السعودية في عدن، وأنه اتفق مع السعودي على تفجير الأوضاع في البيضاء ، وفقا للمعلومات التي أكدتها ثلاثة مصادر فإن التحالف اتجه لتفجير حرب في محافظة البيضاء منذ أن تمكنت القوات المسلحة من استعادة نهم ، وصعَّد في جبهة قانية ، وقام بنقل القيادي في تنظيم القاعدة ناصر الصريمة بمجاميع مسلحة من مديرية شقرة في أبين إلى منطقة الصومعة في البيضاء، ودفع بلواء الشاجري للتصعيد أيضاً في حدود أبين-البيضاء.
المرتزق العواضي الذي بدأ باحتضان عناصر القاعدة في منطقته سبق وأن أكدت معلومات أن عمليات إرهابية نفذت في عدد من المناطق هو من يقف خلفها ، مشيرة إلى أنه وضع خطة أمنية بالتنسيق مع العدوان لاستقدام عناصر إرهابية تنتمي للقاعدة ودفعها لتنفيذ عمليات إجرامية في مناطق ومحافظات عدة.
وبحسب معلومات نُشرت في مطلع أبريل الماضي فإن مملكة العدوان السعودية سلمت أحد قيادات المرتزقة في شبوة وهو صالح المنصوري مضادات جوية، وقاعدتي صواريخ كاتيوشا و4 معدلات شيكي، و4 قاذفات آر بي جي، استعدادا للتحرك إلى البيضاء، كما وصلت راجمة صواريخ إلى معسكر لقوات المرتزقة في منطقة مبلقة التي تربط بين محافظتي البيضاء وشبوة. وقد كشفت مصادر قبلية عن أن الترتيبات العسكرية التي أجراها العواضي والتي أشار إليها في إحدى تغريداته أمس بوصفه لها «الخطة السابقة للمعركة» ، تمت بعد تلقيه إشارات من تحالف العدوان بالسند والدعم، وكان العواضي الذي زار مؤخراً عدن والتقى بضباط في تحالف العدوان ، قد تلقى خلال الأيام القليلة الماضية تعزيزات قدمت من مأرب بينها مدرعات وأطقم ومئات المجندين.
سعى العواضي خلال الفترة الماضية إلى الظهور كزعيم قبلي أراد تجذير بيضاويته بحشد الكلام الشعبوي وترديده في كل موقف أو تغريد أو رأي ، ثم حاول التحكم بقضية القتيلة جهاد الأصبحي وتفجير الوضع في البيضاء حينها تنفيذا لأجندة الآمر الضابط في الاستخبارات السعودية بعدن «العتيبي» ، تفجير الحرب في البيضاء هدف ظل يسعى لتحقيقه بإفشال كل الحلول التي كان من الممكن الوصول إليها حول القضية في الأسابيع الأولى ظانا بأن ذلك سيتيح له أيضا الهروب من المواجهة بعد إذكاء الفتيل ، لكنه فشل في ذلك التوظيف السيئ للقضية ، وقد كشفه الله وكشف خيانته المبيتة ، ولم تكن أحداث الأمس إلا مثالاً لسوء التقدير الذي يصاحب أصحاب السمو المرفهين في مسيرة انتكاساتهم الطويلة الممتدة لأكثر من خمسة أعوام ، ولم تكن أيضا إلا درسا إضافيا لأمثال العواضي من أن الوطن منتصر دوما ، ورهانات الأعداء خاسرة دائماً.

قد يعجبك ايضا