أكدوا أنها شعار رباني تجذَّر بالمسيرة القرآنية..
أكاديميون وسياسيون: الصرخة تعبير عن إرادة المستضعفين لمواجهة الظلم والاستكبار
انطلقت الصرخة في وجه المستكبرين والطغاة في تاريخ 17 /1/ 2002م في قاعة مدرسة الإمام الهادي – مران – صعدة -والتي أطلقها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي(رضوان الله عليه) في محاضرة له بعنوان (الصرخة في وجه المستكبرين )..
يومها ظهر الشهيد القائد على حشد كبير من المؤمنين المجاهدين في محاضرته وهو يتلو مقطع: (أقول لكم أيُّها الإخوة: اصرخوا.. ألستم تملكون صرخة أن تنادوا: {الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام}, ثم رفع السيد يده الطاهرة الشريفة وردد هذا الشعار ورددته الجموع المحتشدة بعده..
إذاً .. كانت هذه هي البداية الأولى لترديد الشعار (الصرخة في وجه المستكبرين), وقد مر عليه إلى الآن نحو عقدين من الزمن, كلها محفوفة بالصراعات الدامية والحروب والاعتقالات، تضحية في سبيل الشعار, وموقفاً في زمن بلا مواقف يسوده الخنوع والصمت والرهبة والرغبة لغير الله سبحانه وتعالى..
وفي الذكرى السنوية للصرخة, سيرة عطرة سجلها أنصار الله منذ الانطلاقة الأولى للشعار، حيث يقف نخبة من الأكاديميين والكتاب السياسيين أمام أهم المحطات التي عرجوا على أبرزها, مشيرين إلى أن الشعار كموقف وسلاح برز من بين ثقافة عالية تشبعت بروح القرآن الكريم وانبلج من بين ثناياه المقدسة, إذ لم يكن منفصلاً أبداً عن هذه الثقافة القرآنية, التي جاءت في سلسلة طويلة من الدروس والمحاضرات للشهيد القائد / حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- تحت عنوان (دروس من هدي القرآن الكريم)..
الثورة /
الصرخة وأثرها النفسي عند اليهود
نبيــــل علـــــي الجعفـــــــري
استطاع اليهود منذ وقت مبكر من بعد وفاة القائد الاعظم محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام ان يخترقوا المشروع الاسلامي بدءاً من السقيفة من خلال التآمر على التولي بعد سيد الخلق محمد ابن عبدالله عليه وعلى آله افضل الصلاة والسلام، فكان التولي لغير من يستحق ومن له الأولوية بداية لإقامة مشروع خفي في جسد المشروع الاسلامي من خلاله يستطيع اليهود تمرير مخططاتهم الرامية الى وأد المشروع الإسلامي حتى لا يحل محل المشروع اليهودي الذي يعتبره اليهود جزءاً من حضارتهم.
إن الشلل الذي يعاني منه المشروع الاسلامي بمنهجه القرآني لم تصنعه الصدفة ولم يكن كذلك تلقائياً وانما هو مفتعل وموجه ومدروس بشكل ممنهج استطاع به الغرب اليهودي ان يضع الاسلام في سياج ويدار ما بداخل هذا السياج من قبل اليهود أنفسهم بطريقة غير مباشرة او مباشرة فكم حصلت من احداث الردة وكم حصلت من احداث خروج عن الطاعة لولي الامر وكم من اشكاليات عانى منها المشروع حتى ضعف وهذا كان المقصد.
فما كان في السابق وخصوصا في صفين وصولا الى الطريقة البشعة التي كان يتآمر بها الولاة في عهد الدولة الأموية من تصفيات جسدية بشعة للمعارضين لهم او لمن اصطفاهم الله ليكونوا ولاة لهذه الامة او لمن تأثر بالإسلام وفقا لمنهجه الصحيح الذي اراده الله لنا والذي تجسد في الواقع العملي بقيادة أشرف خلق الله محمد ابن عبدالله فكان النفس الاموي هو برجماتي تجسد في التمسك بالسلطة تحت اي هوية كانت وما دين الله “الإسلام” إلا شكلياً من خلاله يتم الوصول الى الغاية وهي السلطة
فالملاحظ بان هناك اصواتاً تعالت وجندت نفسها بكل ما تمتلك من امكانيات لتقف امام هذا المشروع التمريري والتدبيري لليهود وبأياد اسلامية حتى يومنا هذا،، فالأحداث التاريخية تذكرنا بأن اعداء اليوم هم ابناء جلدة اعداء الأمس وعملاء اليوم هم عملاء الأمس ووكلاء اليهود اليوم هم وكلاؤهم بالأمس واستهداف المشروع بالأمس كما استهداف المشروع اليوم وأعني في تاريخنا المعاصر تعالت اصوات ترفض الباطل وتقف مع الحق وهؤلاء هم امتداد لمشروع الحق المتمثل بالإمام علي عليه السلام من بعد محمد عليه الصلاة والسلام، فاليوم هناك محور الحق ومحور الباطل امريكا واسرائيل وحلفاؤهما ومحور الحق أنصار الله وحزب الله والنظام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن شعر بخطر المشروع المعادي مثل النظام في سوريا وبعض الحركات مثل حماس ….إلخ.
فالمؤشرات واضحة والتوصيف واضح بأن هناك مشروعاً اسلامياً ومشروعاً معادياً له هم اليهود واعوانهم حتى وبينهم عملاء ومرتزقة هم ادوات للمشروع المعادي وينوبون عنه في الجغرافيا الإسلامية ليدمروا هذا المشروع وفقا للإملاءات التي انصاعوا لها ومن تلك الايادي الأنظمة الخليجية وبعض الأنظمة العربية التي هي اصلا ذات هوية يهودية زرعها اليهود في جسد هذه الأمة لتقوم بدورها التدميري.
فالصرخة التي انطلق بها الامام الخميني صرخ بها السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه -اصبحت تدوي في أرجاء المعمورة ومثلت فاجعه لليهود وحلفاؤهم لأنهم لم يتوقعوا أنها ما زالت اصوات تتجرأ وتصرخ بأعلى صوتها (الموت لأمريكا- الموت لإسرائيل -اللعنة على اليهود -النصر للإسلام).
صرخة غير متوقعة وجريئة لا تخاف ولا تخنع إلا لله فكانت هذه الصرخة هي الفاجعة الكبرى حتى ان سامعيها اصيبوا بالهوس وصاحب هذه الصرخة عمل جهادي أذهل العالم بل ان الصرخة اصبحت تمثل للمؤمنين بهذا المشروع جانباً روحياً كلما استدعى موقف لأن تصرخ وتصرخ وتصرخ وتصرخ بدون شعور وكأنك ارتبطت بالملأ الاعلى وليس كما يتوقع البعض بأنها ثقافة تأثر بها من يصرخون.
فالصرخة التي صرخ بها السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي لأول مرة مثلت لليهود قنبلة نووية أطلقها السيد القائد في نفوسهم حتى انهم يسمعونها ويصابون بالذعر والخوف والقلق لأن الصرخة بالفعل بمدلولها الصحيح هي سلاح المؤمنين المعنوي الذي يهز عروش الطغاة والمستكبرين.
لهذا نلاحظ أن استهداف محور الصرخة ،محور الحق من قبل المشروع المعادي بقوة ،هو لإدراكهم العميق بأن مشروع المقاومة والتحدي ينتقل من مرحلة الى اخرى أكثر تقدما وتحيقا للأهداف التي قام عليها المشروع القرآني بتنفيذ توجيهات الله بقوله تعالى (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَ ٰوَة لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا ٱلیَهُودَ وَٱلَّذِینَ أشركوا) [سورة المائدة من الآية 82] وكذلك قوله تعالى (وَلَن تَرضَىٰ عَنكَ اليهود وَلَا ٱلنَّصَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم ) [سورة البقرة من الآية 120].
ومن هذا المنطلق الإيماني فإن المشروع القرآني يتحرك وان كان اقل بكثير من حركة المشروع المعادي الا ان تحرك المشروع القرآني هو برعاية الهية وبعناية ربانية حيث يقول الل تعالى (یَـأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا إِن تَنصُرُوا ٱللَّهَ یَنصُركُم وَیُثَبِّت أَقدَامَكُم) [سورة محمد 7] اصرخوا اصرخوا اصرخوا وستجدون عدوكم امامكم يتساقط كما تتساقط اوراق الخريف، لأن الصرخة هي سلاح المؤمنين في وجه اعداء الله، فكم تساقطت قلاع وحصون وترسانات امام المؤمنين الذين صرخوا لتسقط امامهم امبراطورية الاخوان بقيادة المرتزق علي محسن والتي كانت تمثل معسكر الشرق الاسلامي وكذلك امبراطورية عفاش الامتداد العسكري لمشروع آل سعود وآل نهيان ،تلك الاقلاع وقفت امام الصرخة الإيمانية وكأنها مجسمات فتشوب فهيهات هيهات منا الذلة وسنصرخ حتى يصرخ كل مولود يوضع من بطن امة ونكبر معه..
“الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام”
الشعار وأهميته من منطلقات قرآنيـة
أ. د/ فــؤاد عبدالرحمـــن حســـان
تطل علينا هــذه الأيام ذكــرى عزيــزة على قلوبنا تذكرنا بسفينة نـوح عليه الســلام التي مــن ركبهــا نجــا ومـن تخلف عنها هلك وهــوى إنها ذكــرى الصرخـــة المباركة…فما يحدث اليــوم على مستــوى المعمورة يثبت بمـا لا يدع مجالاً للشك اهميــة ما طرحه أعــــلام الهــدى ســلام الله عليهـم مـن مفاهيـــم حــول اهميـــة الشعــار وضرورة الصرخـــة في وجــه المستكبــرين ،ذلك دليل واضــح على سلامــة بصيرتهــم ونظــرتهــم الثاقبــة للأحـــداث. فمــن يلاحـــظ اليــوم في ظـل هذه الجائحـــة (جائحة كورونا) وقانا الله وإياكم منهـا يــرى بأم عينــه الهيمنة والبلطجــة الامريكيــة وسياسـة الاستحواذ والتخلي عــن كل القيــم والمبــادئ الإنسانيـــة التي طالمــا تغنت بهــا.
فـفي هـــذه الذكـرى نتــذاكر وإياكــم بعـض المفاهيـــم والعنـــاوين المهمة حول اهميــة الشعــار وربــط ذلك بالأحــداث مــن خــلال جوانب عــده اهمها الجانب الدينــي، ولاحقــاً سنتكلــم عــن الجــوانب الاخـــرى ..
في هذه المــرحلــة الحرجة تكمـــن أهميــة انطــلاقة الشعار وضرورة وجــود الصرخة بكل ما تتضمن من مفاهيــم دينية تلخصها في الآتي:
أولاً: ضــرورة تحصين الأمــــة بالعودة إلى هـــدى الله بعـــد الانحــرافات والانتكاسات التي مرت بهــا والتي كان نتاجها حالـة الــذل والضعـــف والهــــوان التي اصابت الامة في خاصرتهــا وجعلتهــا تعيـش واقـعاً مأساوياً مــراً ادى بها لأن تكون اضعـف وأهــون الامـم بل وأذل حتى ممــن وُصِفــوا في سورة آل عمران في قوله تعالــى « ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ..» . فهـــؤلاء هــم اليهــود الـذين وصفهم الله بهــذا الوصف فكيف ونحن نـرى اليوم ما يسمى بـدولة اسرائيــل اصبحت هي المهيمنة والأقــوى في المنطقة وأصبحنا نحن العرب المساكين والأذلاء، فما الــذي حـــدث بالضبــط وكيف انقلبت الأمــور وما الخطــأ الكبير الذي ارتكبته هذه الأمــه ليكون هـــذا حالهــا ومـآلهــا والـذل والهــوان ابــرز سماتهـــا إنه وبـــلا ادنى شــك الانحراف عـــن هــدى الله تولي أعدائه.
ثانياً: الشعـــار وتجسيده على ارض الواقــع اصبـــح ضرورة حتمية بل ضرورة دينيــة عمــلاً بمبـــدأ الولاء والبـــراء ، الــولاء لله والبــراء من اعـــدائـه وكما هــو واضح في قوله تعالى (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }. فهذه هي الولاية والتي تعني اتباع هــدى لله ورســوله وآل بيته الاطهــار وأعـــلام الهــدى.. فكيف هي إذن البــراءة من اعــداء الله ومــن هــم الأعــداء الذيـن وجب علينا ان نتبــرأ منهـــم، انهــم كما وضحتها اول آية من سوره التوبة اليهــود والنصارى « بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ «. فما هي هــذه البــراءة وممـن نتبـرأ ولما هــذا التشديــد لدرجــة ان الله بذاتــه تبــرأ منهــم وكيـف تكـون صورها اليــوم.. اذن المسألة ليست مجرد كلمــة نقولهــا وانتهى كل شيء، فالبــراءة مــن اعــداء الله في زمننا هذا تكمــن في مــن اشــرك بالله وسعـى في الأرض فســاداً مــن دول الاستكبار العالمــي المتمثلة بأمــريكا وإســـرائيل ومــن ناصرهم من دول الغــرب والمنافقيــن. ولطالمــا حــذر أعـــلام الهــدى مــن ان هناك امــرر جللاً يحـاك ضد أمة الإســــلام مــن قِبـل اليهـود والنصــارى الذين أمــراً الله بمعاداتهـــم والصــرخة في وجوههم، فالصرخة اليوم تمثل صورة جلية واضحة، وأعظــم تجسيد عملـي لمبــدأ الـولاء لله و البــراء من اعـدائه لما لها من تأثير كبيــر على اعداء الله حيث انها لا ترعبهم فحسب بـل تهــدم عــروشهـم وتـزلـزل الارض مــن تحت اقدامهـــم وأقدام كل المستكبــريــن..
لكن ومـــع الاسف نرى اليوم بعــض سفهــاء ومنافقــي هــذه الأمــة مــن يســـارع الى التقـرب مــن اعداء الله والتـودد لهــم ومهادنتهــم، فوهـــؤلاء هم المنافقون هــم مـــن وصفهــم الله تعالى بقوله (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ). حيث ذكر الشهيـد القائد رضوان الله عليه عن اثــر هذه الصرخة على المنافقين بقوله « فحتى تعرفوا أنتم، وتسمعوا أنتم أثر صرختكم ستسمعون المنافقين هنا وهناك عندما تغضبهم هذه الصرخة ، يتساءلون لماذا؟ أو ينطلقون ليخوفوكم من أن ترددوها» . وهـــذا ما نراه اليوم من بعض من يسمــون أنفسهم مسلميــن ســواء على مستوى رؤساء او ملــوك او قيــادات ونخب مثقفــة يسارعون الى التقرب من اليهـــود والنصــارى ومــوالاتهـــم جهــاراً نهــاراً بلا رادع يردعهــم او قيم وتعاليــم دينيــة تكبــح نــزواتهــم الشيطانيــة متناسين التعاليــم الربانية وغيــر آبهيــن بالآيات القرآنيــة، فهــؤلاء ظلموا انفسهم اولاً قبـل ظلمهم لشعوبهــم وإن الإســلام منهــم بــراء إذ قال الله فيهــم. وشدد بقوله « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين «..
وفي الاخيــر نسأل الله الهــدايــة للجميــع، ولله عاقبــة الأمـــور يـوم لا ينفع مـال ولا بنــون إلا مـن اتى الله بقلب سليم..والله من وراء القصـد..
الصرخة نداء العزة والحرية
د/ علــــــي محمــــد ميــــــــاس
الأمة العربية والإسلامية بشكل عام واليمن بشكل خاص عاشت فترة طويلة من الزمن في مستنقع الصمت والخنوع والذل والغفلة والتبعية لقوى الاستكبار والهيمنة الأمريكية الاسرائيلية إلى أن هيأ الله حفيد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الشهيد المجاهد المتبحر في علوم الدين السيد حسين بن بدر الدين الحوثي- رضوان الله عليه وعلم الهدى السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي سلام الله عليه واطلقوا صرخة الحرية والآباء والعزة في مدينة الإمام الهادي عام 2002م وتمثل تلك الصرخة موقف للمسلمين المستضعفين الأحرار وموقفاً للإسلام المحمدي الحنيف تجاه هذه القوى الشريرة العدوانية الارهابية الحاقدة الخبيثة على بني الإنسان عبر تاريخ وجودها، وقد تجسد هذا الشعار وهذه الصرخة اليوم في بلادي قولا وعملا لاسيما وانهم يعلنون الولاء والبراء من أعداء الإسلام والإنسانية وتعتبر الصرخة سلاحاً وموقفاً وقد عمل هذا الشعار والصرخة عمله في خروج الأمة اليمنية من حالة الصمت والخنوع والغفلة والتبعية إلى حالة الموقف الجهادي والتحرك العملي كما أراد الله لها ان تكون تجاه الأخطار الكبرى التي تهددها وتحدق بها ومن معاني مفردات هذا الشعار والصرخة الآتي :
– “الله أكبر” عبارة عن ترسيخ إيمان وقناعة وعقيدة ومبدأ ان الله سبحانه وتعالى ملك السموات والأرض رب العالمين كل له قانتون بيده كل شيء خاضعون له بالتالي علينا كمؤمنين ومسلمين ان تمتلئ قلوبنا خشية من جلالة وتعظيمًا واكبارا له حتى يصغر ما سواه.
– “الموت لأمريكا” ،”الموت لإسرائيل” هذه الفقرة من الشعار تأتي ردا على امريكا وعملائها والمنافقين واذيالهما المرجفون والتي قد اوحت بأنه لا بد من تقديسها والخضوع والخنوع لها وان يترك لها المجال في ان تعمل ما تشاء وكيفما تشاء.
– “اللعنة على اليهود” هذه العبارة في الشعار تأتي تنفيذا لأمر الله كما جاء في كتابه العزيز وهي عبارة تحكي حقيقة ما هم عليه لما يمثلونه على البشرية من خطر وشر وكيد وفساد وطغيان ومكر وتآمر ورذيلة.
– “النصر للإسلام” هذه العبارة تؤكد حقيقة الوعد الرباني لنصرة الإسلام الحنيف بقيمه المثلى ومشروعه العادل في الحياة الذي كرم الإنسان مفهوم الشعار اللغوي والديني، الشعار أتى على صيغة دعاء وتمنٍ وتأكيد وما هو حتمي كالعزة لله ولرسوله والمؤمنين.
وكلمة “الموت” من الناحية اللغوية لا تعني الدعوة للقتل أو الهلاك وقد تعني الجهالة والموت تعني لغة فقدان أو زوال القوة الحسية وقد وردت كلمة “الموت” في كتب التوراة بمعنى استعادة من الأحوال الشاقة ومنها الفقر كما ورد على لسان نبي الله موسى -عليه السلام ان هامان قد مات فلقيته فسأله ربه فقال أما تعلم ان من أفقرته فقد أمته وكلمة “اللعنة” معناها لغويًا ودينيا تعني الأبعاد والطرد من رحمة الله وتعني الطرد من الخير وتعني المسخ واللعنة في القرآن قد تعني العذاب و”الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل” تعني ان سياسة امريكا واسرائيل جعلتهما تفقدان إحساسهما إزاء ما هو خير ولاتسمعان نداء ضمير انساني وتتماديان في كل ما ينزع عنهما آجلا او عاجلا رعاية الله ورضاه.
و”اللعنة على اليهود” تعني لغويًا ودينيا انهم ابتعدوا عن الخير فأبعدوا عن احترام ومحبة الشعوب ومسخوا جراء ما تبنوه دينيا وسخروه لنزعتهم العنصرية الاستعلائية والتوسع في الهيمنة.
أهمية هذا الشعار والصرخة :
– يبين للامة عدوها الحقيقي وهو أمريكا الشيطان الأكبر والتي تسعى في الأرض فسادا وظلما وجورا كذلك حليفتها اسرائيل هذا العدو الذي يجب ان تتوجه بوصلة العداء نحوه ليس فقط من العرب والمسلمين بل من كل احرار وشرفاء العالم.
– يوضح الشعار أن العدو الذي تخشاه الأمة مهما كان قويا وكبيرا فان الله هو الأكبر جل جلاله وبالتالي تتولد في نفوس الامة وأفئدتهم ودمائهم ثقافة الإيمان العميق القوي بمن بيده ملكوت كل شيء ونتيجة ذلك تغرس في نفوس البشر ثقافة الصمود والعزة والكرامة وحتما تتجلى بعض من اثار هذه الثقافة المباركة الانتصارات والعزة والسيادة والاستقلالية.
– ويبين هذا الشعار والصرخة انه لا يتحقق الأمان والاستقرار والسلام إلا بزوال تينك الدولتين لأنهما الشيطان الأكبر وارباب الظلم والفساد والرذيلة في الأرض.
– يوضح هذا الشعار الحقيقة القرآنية التي تفضح اليهود بأنهم فئة ملعونة حاقدة مستكبرة لا عهد لهم ولا أمان ولا يؤمن لهم جانب، فقد خانوا الله وأنبياءه واستحقوا اللعنة إلى يوم الدين ويجب الحذر منهم وعدم ائتمانهم على عهد وميثاق (وهذا واضح وجلي للعرب والمسلمين في الصراع العربي الاسرائيلي) ويجب العمل على كشف مخططات أمريكا وإسرائيل وكتاب الله قد بين لنا ذلك.. أيضا يمتاز هذا الشعار بالآتي:
– لا شك ان الشعار يغيظ أعداء الله ويريهم من المؤمنين قوة وعزة.
– يولد هذا الشعار ثقافة وبيئة معادية للشيطان الأكبر امريكا وحليفتها اسرائيل لاسيما وان هاتين الدولتين تعرفان خطر ذلك على مخططاتهما في المنطقة لأنهما لا تريدان ان تنشأ الأجيال القادمة على معاداتهما فهما تريدان أجيالاً مدجنة لهما.
– هذا الشعار لم يحمل أي صيغة مذهبية او توجهاً طائفياً او سلالياً فهو يستوعب كل الناس وكل حر شريف في راية جامعة ضد شياطين الاستكبار والظلم والفساد والهيمنة والعنصرية.
(وما يحدث اليوم في العالم العربي والإسلامي والغربي يؤكد وجود استكبار وهيمنة وعنصرية وشيطنة على المستضعفين من قوى الشر ليس على العرب والمسلمين بل حتى على مستضعفي شعوبهم.
فسلام الله على الشهيد المجاهد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي الذي قال “اصرخوا وستجدون من يصرخ غيركم” وكذلك سلام الله على علم الهدى السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي.
والحمد الله رب العالمين
“الله أكبر الموت
لأمريكا الموت
لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام”
البعــدُ الثقــافي للشعــــــار
عبد الرحمــن محمــد حميـــد الدين
عندما تعود بنا الذاكرة أو نعود إليها لنستقرئ أحداث المنطقة قبل ثمانية عشر عاما؛ ونبحث عن تموضع المشروع الأمريكي في اليمن خاصة والمنطقة عامة، نجد أن الشيء الأبرز في تلك المرحلة هو سيطرة القرار الأمريكي على كافة الجوانب السياسية والعسكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية.
نعم، لا يزال المشروع الأمريكي صاحب القرار في المنطقة والعالم، لكنه فشل في اليمن بنسبة 100% في الثورة التصحيحية التي تحرك فيها الشعب اليمني في 21 سبتمبر 2014م في إطار مشروع وقيادة، وفشله في اليمن كان له تداعياته الاستراتيجية على مشروعه في بقية دول المنطقة.
ومن المعلوم أن الهيمنة الأمريكية الصهيونية على المنطقة والعالم وصلت للحدّ الذي أُطلق على هذه المرحلة بــــــــــ(العصر الأمريكي)، دون أن نجد (حالة الموقف) إلا في إطار محدود ورؤية محدودة لبعض الحركات الإسلامية والقومية التي واجهت ذلك المشروع تحت ضغط الاحتلال الإسرائيلي لنطاقها الجغرافي في فلسطين ولبنان، أو لبعض الأنظمة التي أدركت أن أمريكا هي سبب أزمات الإنسانية كجمهورية إيران الإسلامية.
ولكن عندما نأتي لنفتش عن مشروع متكامل الأبعاد والجوانب في مواجهة المشروع الصهيوأمريكي نجد أننا أمام مفترق طرق تصل بنا إلى أبواب مؤصدة لا ترقى إلى مستوى الشمولية والاحتواء والتكامل.
يقول السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي خلال تقييمه لمرحلة ما قبل 2002م: «الوضع العربي العام، انعدام المشروع، حالة التفكك، وحالة التفرّق، حالة الارتهان على مستوى الأنظمة العربية، التطورات أيضًا السلبية في فلسطين المحتلة، واستمرار حالة التخاذل الرسمي والشعبي، إضافةً إلى الخطر المتزايد على الأقصى الشريف، كل هذه الأحداث التي يشهدها عالمنا العربي، وأمتنا الإسلامية، تمثّل دليلًا قاطعًا وشاهدًا واضحًا على ضرورة أن يكون للأمة مشروعٌ عمليٌ نهضويٌ يبنيها لتكون في مستوى مواجهة الأخطار والتحديات، ولحمايتها، والدفاع عن دينها وحريتها وأرضها وعرضها ومقدراتها، واستقلالها».
ويقول (حفظه الله) مستثنيا بعض الحركات والأنظمة «تحرك الأمريكي وهو يرى أمامه هذا الواقع المهيأ، لا أحد في الساحة يتصدى له إلا القليل، إلا القليل، يعني من يمكن أن يتآمر عليهم، قوى المقاومة في فلسطين وفي لبنان، وإلا حالة محدودة جدًا على مستوى الأنظمة، الحالة الإيرانية كحالة محدودة يتحرك لاحتوائها ويتحرك لمواجهتها ولاستهدافها ولفرض العزلة عليها، والواقع في الساحة مهيأ إلى حد كبير ومغرٍ».
عندها تحرك الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي بمشروع نهضوي قرآني متكامل، وعالمي بعالمية القرآن الكريم، وكان رفع الشعار عنوانا واضحا لذلك المشروع الذي بدون رفعه لا يكتمل المشروع ولا تكون له أي (قيمة عملية) في ميدان الحياة.
وعلى الرغم من أن السيد حسين في ملازمه ودروسه أعاد الأمة للقرآن الكريم في منهاجه ومنهجيته، وصحَّحَ الكثيرَ من المفاهيم الدينية المنحرفة والمغلوطة، بدءًا بمعرفة الله وتعزيز الثقة به، وصولا إلى المفاهيم الإيمانية والتربوية التي تصنع أجيالا قرآنية مؤهلة لعملية التمكين في هذه الحياة، إلا أنه لو افترضنا جدلا أن مشروع الشهيد القائد كان خاليا من رفع الشعار، وبعيدا عن حالة (العداء الديني) لأمريكا وإسرائيل، لما كان لأدبيات ذلك المشروع أيّ قيمة (عملية) تنفع الأمة وتنتشلها مما هي فيه من استضعاف سياسي وعسكري، وانحراف ثقافي، وانكماش اقتصادي، واختلال اجتماعي وأمني، ولما كان السيد حسين وأصحابه يشكلون أيّ خطر أو تهديد يُذكر.
خلاصة ما في الموضوع أن رفع شعار بكافة ألفاظه (الله أكبر.. الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام) مرتبطٌ ارتباطا وثيقا وأساسيا بكافة معالم المشروع القرآني الذي تحرك من خلاله الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه)، وبدون رفع هذا الشعار لا يكتمل إيمان المؤمن المدّعي للإيمان أو الإسلام، أو المدّعي الانتماء لهذا المشروع العظيم.
تعالوا لنربط الشعار بكافة معالم الإسلام الأصيل، حينها فقط سنجد أن رفع الشعار في هذه المرحلة لا ينفكّ عن سائر هذه المعالم، فعندما نأتي إلى (معرفة الله) و(تعزيز الثقة بالله) التي تعتبر من أهم معالم المشروع القرآني الذي تحرك من خلاله الشهيد القائد، نجد أنه لا تكتمل معرفة الله وتعزيز الثقة به تعالى إلا برفع هذا الشعار؛ فكيف نؤمن بوحدانية الله وبقدرته ورحمته وجبورته وعظمته التي علَتْ كل شيء، ولكننا نمتنع أو نتحفظ عن رفع شعار لـ الله أكبر.. الموت لأمريكا..) تحت أيّ مبرر كان، وفي ظل الهيمنة والتسلط الأمريكي على الأرض والإنسان؟! وكيف نمتنع أو نتردد عن رفع هذا الشعار وقد أصبح رفعه (حُجَّة واضحة وبالغة) اعتبارا من كونه في إطار أمة مؤمنة ومشروع قرآني وقيادة جديرة.
وعندما نعود إلى مرحلة مهمة من مراحل الدولة الإسلامية في مهدها نجد أن المسلمين الأوائل تعرضوا لموقف مشابه في مواجهة غطرسة وهيمنة قريش؛ ففي غزوة أُحُد عندما أُشِيع قتلُ النبي محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) رفع مشركو قريش شعار (اعلُ هبل) فقال النبي لأصحابه ألا تجيبونه، فقالوا: وما نقول يا رسول الله: فقال (صلوات الله عليه وعلى آله) قولوا: «اللهُ أعلى وأجلّ» فرفع أبو سفيان شعار: (لنا العُزَّى ولا عُزَّى لكم)، فقال النبي (صلوات الله عليه وعلى آله): ألا تجيبونه؟ فقالوا: ما نقول يا رسول الله؟ فقال (صلوات الله عليه وعلى آله): «قولوا لهم: «الله مولانا ولا مولى لهم».
فلو قال البعض – في المرحلة التي رفعت فيها أمريكا شعار (الإرهاب) في مواجهة الإسلام وأعلنتها حربا صليبية – نحن نبرأ إلى الله من أمريكا وإسرائيل، وليس بالضرورة أن نرفع هذا الشعار!! لكان بذلك مدّعياً للإيمان؛ لأن براءته من أمريكا وإسرائيل ليست عملية وبالتالي لا قيمة لها؛ فالبراءة من أمريكا وإسرائيل لا تكون عملية وذات قيمة إلا عندما تتحول إلى شعار معلن.
كذلك معرفة النبي والإيمان بنبوته (صلوات الله عليه وعلى آله)، وولاية الإمام علي (عليه السلام) لا تكتمل بدون رفع هذه الصرخة في وجه أمريكا وإسرائيل؛ فكيف ندّعي ولاية النبي والإمام علي ولا يزال عداؤنا للمشركين واليهود والنصارى يشوبه النقصان من خلال تحفظنا أو امتناعنا أو ترددنا عن رفع شعار في مواجهة أمريكا وإسرائيل، أثبتت الأحداث فاعليته وأثره الكبير على وجودهم فضلا عن مشروعهم؟!
كذلك سائر معالم المشروع القرآني أو سائر معالم الإسلام الأصيل الذي لا يكتمل بدون رفع هذا الشعار؛ فمثلا: الإيمان بمحورية القرآن الكريم وهيمنته لا يكتمل بدون رفع شعار البراءة من أمريكا وإسرائيل؛ كيف لا؟ والقرآن الكريم مليئ بالآيات والمضامين الكريمة التي تؤكد وجوب معاداة اليهود والنصارى والبراءة منهم، وتأكيد مضامينه الكريمة على كونهم (العدو التاريخي) للأمة؟!
كذلك بقية المعالم الأخرى للمشروع القرآني الذي تحرك من خلاله الشهيد القائد (رضوان الله عليه) كإحياء الروحية الجهادية، وإحياء المفاهيم الإيمانية، واستشعار المسؤولية، وتصحيح الثقافات المغلوطة والمنحرفة، وغيرها.. لا تكتمل بدون رفع شعار البراءة من أمريكا وإسرائيل.
ولا نقول ذلك تشددا أو مبالغة وإنما استنادا إلى روح القرآن الكريم ومضامينه الواضحة في ذلك، واستنادا إلى الكثير من الأحداث السابقة لرفع الشعار، والمواكبة لرفعه منذ عام 2002م، واللاحقة له حتى يومنا هذا؛ والتي لا تسعفنا المساحة أن نستعرضها تجنبا لطول الحديث، ونترك للقارئ الكريم التأمل في ذلك وسيجد ما يؤكد أن رفع الشعار هو ضرورة من ضرورات الإيمان بالله.
تلك الشواهد والأحداث الجِسام والتداعيات التي صنعت أمة يمانية قوية بقوة الله، في مواجهة العالم المستكبر والمستقوي بالبترودولار الذي عجَزَ أن يحقق شيئا من أهدافه، بل على العكس كانت حربه العالمية على هذا المشروع القرآني وأنصاره وقيادته (مصدر قوة) من عدة جوانب ،وأهمها جانبان رئيسيان: (جانب ثقافي) أظهرَ المشروعَ القرآني للعالم وكشف الكثيرَ من الحقائق الثقافية والسياسية، واستقطَبَ الكثيرَ من الرّواد والنُّخب في العالمين العربي والإسلامي دون أيّ تحفظ، متجاوزا الفرز المذهبي، و(جانب عسكري) تمثل في التصنيع العسكري الاستراتيجي الذي فاق دول المنطقة في عملية الاكتفاء الذاتي الذي يتطور مع طول أمد الحرب في كل يوم وكل ساعة.
والعاقبة للمتقين..
صرخة في زمن الصمت
د / عبدالكـــريم قاسم الصنعــــاني
بعد انهيار الإمبراطورية البريطانية انتقلت الوصاية على الدول العربية إلى الولايات المتحدة الأمريكية كقوة بديلة عن القوى الاستعمارية التقليدية وازداد النفوذ الأمريكي قوة وتحكما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ، فأصبحت أمريكا هي القطب الدولي الأوحد وأصبحت أهم بائعي صكوك التأمين على الحياة للحكومات التي تبحث عن دعم لوجودها وضمان لبقائها وتحكمها على رقاب الشعوب العربية والإسلامية ، وقد تبين بجلاء أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تحم هذه الحكومات من شعوبها ، وأن كل ذلك الدعم الأمريكي اقتصر أثره على إطالة أعمارها ليس إلا ، فهي لم تستطع حمايتها من إرادة الشعوب المغلوبة ، وعندما أطلق الشهيد القائد صرخته كان يواجه صمتين حكومي وشعبي ولكل صمت أسبابه ، فالحكومات العربية بشكل عام لم تكن لها يوما قاعدة شعبية تستمد منها وبشكل حقيقي أسباب وجودها ومبررات بقائها ، ولذلك فليس أمامها إلا اللجوء إلى القوة والقهر والاستبداد كأداة للحكم ، أو اللجوء إلى الدعم والحماية الخارجية وخاصة الأمريكية ، ومعظم الدول العربية إن لم يكن كلها لجأت إلى الأسلوبين معا ، إلا أنه لا القمع الداخلي ولا الحماية الخارجية حمت أولئك الزعماء ولا تلك الحكومات من طوفان الإرادة الشعبية ومن تحقق السنن الإلهية ، بل كانت أمريكا هي أول من تخلت عن حلفائها واتباعها مثلها تماما كمثل الشيطان ، وذلك لتبدل مصالحها أو لانتهاء صلاحيات أولئك الحكام وعدم جدوى بقائهم ، وهذا ما أكد عليه الشهيد القائد في كثير من دروسه ومحاضراته بأن أمريكا ليست أهلا للثقة ويجب على الحكام عدم المراهنة عليها أو وضع ثقتهم فيها.
وفي ظل الوهن الرسمي والشعبي الذي كان مسيطرا انطلقت الصرخة لتعبر عن الرفض لذلك الواقع السيئ والمهين الذي لا يليق بنا ولا ينسجم مع هويتنا العربية والإسلامية، وعندما أطلق الشهيد القائد صرخته كان يدرك تمام الإدراك أن الشعوب هي الوحيدة القادرة على إصدار الصكوك الحقيقية للحياة، لأن إرادة الشعوب وخاصة عندما تكون معتمدة على الله سبحانه وتعالى رافضة للظلم والطغيان فإنها تكون الوحيدة القادرة على صنع الحياة الكريمة، كما أنها الوحيدة القادرة على أن تكتب شهادات الوفاة للحكومات العميلة والزعامات الزائفة.
وعندما أطلق الشهيد القائد صرخته كان الشعب العربي في كل أقطاره أشبه ما يكون بالمشلول عن الحركة وعن الفعل وردة الفعل ، شعب لم يخرج إلى الشارع ليعبر عن سخطه واستيائه أو عدم رضاه وذلك لعدة أسباب ، أولها أن الحكومات لا تسمح لشعوبها بالتعبير عن رأيها ومعتقداتها بحرية حتى وإن ادعت أنها دول ديمقراطية ، خاصة عندما يتعلق الأمر بانتقاد أو تعبير عن سخط تجاه السياسة الأمريكية في المنطقة ، بل إن الدول العربية تعتبر هذا الأمر جزءا من آلية نظامها ، إضافة إلى أن الضعف والهوان قد ألم بإرادة الإنسان العربي فهبطت إلى مستويات متدنية جعلته غير قادر على مخاطبة الحاكم الظالم في ما يريد وما لا يريد ، كما كان للثقافات الدينية المغلوطة وخاصة تلك التي رسخها المذهب الوهابي الذي سيطر بماله وإعلامه على جميع المذاهب السنية ، الأثر البالغ في خضوع الشعوب العربية والإسلامية واستسلامها للحاكم الظالم المستبد ، حتى أصبحت طاعة الحاكم الظالم عبادة يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى.
وقد كان الصمت الشعبي أمام العبث الداخلي والخارجي بمقدرات الأمة وآمالها وآلامها ومصيرها هو أخطر أنواع الصمت وأشدها خطورة وأكثره ضررا بالأمة، وهذا ما دفع الشهيد القائد إلى أن يتوجه للشعوب المقهورة لا إلى الحكام فهم لم يعد هناك أمل فيهم أو رجاء، فكان لصرخته عظيم الأثر في تغيير الواقع السيئ وإعادة الأمة إلى جادة الصواب والحق فكلما كان الصمت مطبقا أكثر كان للصرخة الأثر الأكبر.
وكما هو معلوم للجميع فإن للصرخة التي أطلقها الشهيد القائد خمس مفردات هي:” الله أكبر – الموت لأمريكا – الموت لإسرائيل – اللعنة على اليهود – النصر للإسلام” ، ويفترض في كل هذه المفردات ألا يكون هناك خلاف بين إثنين من المسلمين حولها ، فعبارة “الله أكبر” لا يتحقق إيمان المرء إلا بتسليمه بهذه العبارة تسليما مطلقا لا شك فيه ولا لبس بل يقين كامل ، ولذلك أثره في مجمل حياة المسلم والأمة ، وفي الثقة بالله عز وجل وبنصره وبقدرته اللامتناهية ، ولو كان المسلمون مؤمنين بهذه العبارة التي يرددونها كثيرا في صلواتهم وواثقين بها حق الثقة لما ركنوا إلى أعداء الله من اليهود والنصارى ، ولما لجأوا إلى أمريكا خاصة لاسترضائها وخطب ودها في كل صغيرة وكبيرة من أمورهم ، ولما هرولت الحكومات العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني ، ولو آمنوا بهذه العبارة كما ينبغي لعلموا وتيقنوا بأن الله سبحانه وتعالى أكبر من كل جبروتهم وطغيانهم..
أما عبارة “الموت لأمريكا” والتي يستتبعها كنتيجة حتمية “الموت لإسرائيل”، فها هي أمريكا بكل جبروتها وطغيانها والتي خطب كل الحكام ودها وتسابقوا للاحتماء بها ، ها هي ضعيفة واهنة بل هي تحتضر بمشيئة الله وقوته وإن طالت مدة الاحتضار ، فالمسألة لم تعد إلا مسألة وقت ليس إلا ، فها هي عاجزة اقتصاديا ،فهي الدولة المدينة الأولى للصين ونسبة البطالة فيها الأعلى عالميا ، كما ظهر عجزها واضحا في مواجهة وباء كورونا ، وبدا نظامها الصحي الأكثر ضعفا بين جميع البلدان التي ظهر فيها الوباء ،وستظهر الآثار الاقتصادية المدمرة لهذا الوباء لاحقا على هذه الدولة التي سعت في الأرض فسادا وتخريبا ، كما أنها أصبحت ضعيفة عسكريا ، بل هي في الأصل أضعف مما تم الترويج له خلال العقود الستة الماضية ، فالولايات المتحدة الأمريكية لم تدخل حربا إلا وخسرتها ، خسرت أولا في فيتنام وخسرت في العراق وافغانستان ، كما خسرت في الصومال ، وخسرت في اليمن مع كل أذيالها وأدواتها القذرة في المنطقة ، وها هي بكل عنجهية زعمائها ليس لها دور مؤثر في سوريا رغم الأهمية البالغة للصراع في سوريا بالنسبة للكيان الصهيوني ودور أمريكا في حماية هذا الكيان ، كما تقف أمريكا مكتوفة الأيدي عاجزة عن التدخل في ليبيا ، كما ذهبت كل مساعيها التخريبية ضد فنزويلا أدراج الرياح ، ولم تستطع النيل من جمهورية إيران الإسلامية في إسقاط نظامها بل بدأ السحر ينقلب على الساحر ، كما خسرت فوق كل ذلك وهو الأهم احترام العالم ، وظهر وجهها القبيح جليا واضحا للجميع بديمقراطيتها الزائفة وشعارات حقوق الإنسان الخادعة المتهاوية ، وكل ذلك ظهر جليا في ما يحدث في أمريكا حاليا والمظاهرات التي تجتاح جميع ولاياتها لتظهر سخط المواطن الأمريكي ذاته على هذا النظام الفاسد ، بل امتد السخط ضد هذه الدولة وعنصريتها إلى دول عديدة في أنحاء العالم وكلها تظهر أن كل ما روج له كذبا وادعاء طوال العقود الماضية بفعل الآلة الإعلامية الضخمة عن أمريكا والحلم الأمريكي بات مكشوفا عاريا لا قيمة له ولا اعتبار ، وهذا يدل على صحة ما ذهب إليه الشهيد القائد وثقته الراسخة وإيمانه العميق بالله وبأن وعد الله آت لا محالة ، وما كان اختياره لعبارة “الموت لأمريكا” إلا نابعاً من إدراكه لخطورتها وأنها مصدر كل الشرور ومنبع كل فساد في هذا العالم ، وأن تحديدها كعدو ما هو إلا توجيه للبوصلة في الاتجاه الصحيح ، وأنه بهزيمتها ينهار الباطل كله وبقطع رأس الشر تبتر الأطراف كلها بما في ذلك إسرائيل.
أما عبارة “اللعنة على اليهود” فهؤلاء كما قال الشهيد القائد قد لعنهم الله سبحانه وتعالى ولعنهم أنبياؤهم، فلم تتحرج أنت من لعنهم، وما الذي يجعلك أيها المسلم من أية طائفة كنت أو مذهب تستنكر مثل هذه العبارة، فهي من المسلمات الناتجة عن إيمانك بالقرآن وبكل ما جاء فيه.
أما “النصر للإسلام” فهذا وعد الله للمؤمنين الصادقين ، وهو وعد سيتحقق عاجلا أم آجلا ، وما عدم تحققه إلى الآن إلا بسبب تخاذلنا نحن المسلمين عن الأخذ بأسباب النصر وعندما تتحقق شروط هذا النصر في أنفسنا سيتحقق الوعد الإلهي ، فنحن أمة حباها الله بدين عظيم ، وجعلنا الله أمة وسطا لنكون شهداء على الناس ، وجعل من مهامنا الرئيسية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإيصال رسالته الخاتمة للعالم بأسره ، لدينا دين عظيم مصدره الله سبحانه وتعالى متى ما وثقنا به واعتصمنا بحبله واتبعنا تعاليمه فالنصر آت لا محالة، وبين أيدينا كتاب عظيم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، حدد لنا الله فيه أعداءنا وبيَّن لنا نفسياتهم ومشاعرهم تجاهنا حتى لا ننخدع ولا نغتر بأقوالهم ، كما بيَّن لنا طرق مواجهتهم والاستعداد لهم وأنه متى ما صدقنا في جهادنا وأخلصنا تكفل بنصرنا وإن كنا أقل عتادا وعدة.
“الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام”
أهمية الشعار وارتباطه بأحداث الساعة
د/ نجيبــــــــة مطهـــــــــر
يعتبر “الشعار” الطريق الأساسي الذي يتوجب على الأمة الإسلامية والعربية أن تسير فيه وتحت خطواته الواثقة في المسيرة القرآنية التي تمثل الصرخة والشعار أحد عناوينها الكبيرة التي لا يمكن أن يتوه عنها المؤمنون الصادقون الصابرون المحتسبون والمتوكلون على الله.
، فمن كان يجرؤ على أن يلعن اليهود، ومن كان يفكر مجرد تفكير في الدعاء على أمريكا المسيطرة على العالم بالثبور والهلاك، ويعيد رفع شعار (الله أكبر) مدويا في الأجواء، ويحصر النصر على الإسلام لا سواه.
وكانت البداية..
عندما وصل السيد حسين بدر الدين -رضوان الله عليه- إلى مجلس النواب بعد فوزه في انتخابات مجلس النواب ممثلاً للدائرة (294) عن حزب الحق في محافظة صعــده عـام 1993م كان له دوره البارز والمهم في مجلس النواب من حيث صياغة القوانين داخل هذه السلطة ، والمطالبة بحقوق المظلومين ، ومحاربة الفاسدين ، حيث عرف بين الأعضاء برؤيته الحكيمة وقدرته الخطابية وبلاغته العالية وجرأته في مواجهة الباطل ..واتيحت له الفرصة ايضاً للاطلاع عن قرب على هشاشة الوضع القائم في اليمن ومدى تبعيته للهيمنة السعودية وايضا للإملاءات الامريكية، وجاء هذا المنطلق من خلال دور السفير الامريكي في تسيير كل امور الدولة واستباحة السيادة اليمنية بالطيران الامريكي وقتل اليمنيين .. من هنا انطلقت عدة تساؤلات من السيد حسين رضوان الله عليه وهو يبحث عن الطرق التي تؤدي الى كف هذه الهيمنة وكيفية مواجهتها خصوصا بعد أن اتيحت له فرصة السفر الى إيران والاطلاع على مبادئ ثورة آية الله الخميني رحمة الله عليه وشعاره والاطلاع على دور امريكا في حربها ضد الثورة الايرانية والاطلاع على ما قاله الامام الخميني في وصف امريكا بأنها الشيطان الاكبر، وأضيف الى ذلك ايضاً اطلاع السيد حسين رضوان الله عليه على الثقافات المغلوطة التي روجت لها الوهابية عبر عقود من الزمن ودور الحاكم للانصياع لكل الاملاءات الامريكية والصهيونية..
من هنا بداً السيد حسين رضوان الله عليه ووضع قلمه من أجل العودة إلى كتاب الله وخط بيده الكريمة الاحرف الاولى من المشوار الطويل بالجهاد مسترشداً بكتاب الله الكريم وبالكتب والمدونات الصحيحة المنقولة والمتوارثة عبر آل البيت عليهم السلام، وجمع كل ذلك فيما يسمى بالمسيرة القرآنية..
وكانت البداية التي كان من الضروري أن يكون لها شعار خاص يحدد جهات الاستكبار العالمي والطغيان المعاصر المهيمن على الشعوب المستضعفة, وهنا بدأ الشعار بــ(الله أكبر، الموت لأمريكا -لأن امريكا أساس كل المصائب والويلات في العالم- والموت لإسرائيل واللعنة على اليهود -واليهود قد لعنوا في كل الكتب السماوية والنصر للإسلام).
وتردد الشعار عفوياً من قبل الطلاب في المدارس والاطفال، واشتغلت المخابرات الامريكية وعملاؤها، وأخذتهم العزة بالإثم نتيجة تكبرهم وطغيانهم وسيطرتهم الكاملة على حكام المنطقة..
وهنا بدأت الحروب بتوجيهات واوامر امريكية، وبدأت الاعتقالات بالرغم من أن هذا الشعار لا يخالف القوانين اليمنية ولا الدستور اليمني، فشنت الحروب الست على صعدة، وأقولها بصدق كان هذا هو الخطأ الاستراتيجي، ولعل الله اراد بذلك خيراً، فلولا ، حروب صعدة الست لما انتشرت المسيرة القرآنية وما انتشر ايضا الشعار..
السيد حسين رضوان الله عليه وهب نفسه لله وباع نفسه لله وسلك طريق اجداده من ال البيت الطاهرين الذين جنحوا في سبيل الله بقول الحق والوقوف امام الظلم والطغيان والجبروت ،خاصة أن امريكا قد بلغت مرحلة الربوبية وأنها تعرف كل ما يدور بل تعرف كل شيء، وهذا كان نتيجة جبن وخوف الحكام، وعندما اتيحت الفرصة للمسيرة القرآنية أن تنتشر في اليمن في بعض المناطق مورست ضغوط كبيرة جداً على السلطة في اليمن، كما مورست ضغوطاً على السيد حسين رضوان الله عليه وعلى افراد اسرته واتباعه وسجنوا وقتلوا وشردوا، وعندما أدركت المخابرات الامريكية بأنه لا يوجد وسيله لوقف هذه المسيرة القرآنية وبالذات عندما اتخذت طريق الجهاد في سبيل الله، والشعار الذي ينادي بالموت لأمريكا، أوعزت لعملائها الاقليميين بالاستعداد لخوض حرب ضروس على اليمن، وهنا ونتذكر ما قالته الولايات المتحدة الامريكية (لا مفر من غزو اليمن)..
فحرب السعودية على اليمن لم تكن في 2015م، بل بدأت منذ الحرب السادسة عندما شارك الطيران السعودي وشاركت القوات السعودية في دك جبل الدخان عندما سقط بيد ابناء المسيرة القرآنية، وعندما عجزت السعودية عجزها في الوقوف امام هذه الحركة الوليدة، اضطرت إلى ايقاف الحرب السادسة، وبدأت من ذلك الوقت في الاستعداد مع امريكا وبريطانيا وفرنسا واسرائيل لتشكيل التحالف، وفي نفس الوقت لم يتركوا اليمن ليلتقط انفاسه، فبدأوا بدوء بتجنيد عملائهم في اليمن من مراكز القوى المتواجدة في السلطة وايضا من الدول الاقليمية، وقد جعلتها الخسائر المادية التي خسرتها في العراق وافغانستان تخطط بطرق اخرى لحرب اليمن بحيث تكسب ولا تخسر، فأوجدت ما يسمى بالتحالف العربي.. وهنا سؤال يفرض نفسه : هل الشعار يمثل خطرا على السعودية او على الامارات او على أي دوله اقليمية أو دولية، بالرغم من ان العالم كله يصرخ من امريكا وجبروتها وأسلوبها القذر؟ ولكن العالم صامت، فطالما وجدت السفارات الامريكية في هذه الدول عليها أن تصمت وتترك نظام القطب الواحد يتصرف كما يشاء..
فأوعزت السفارتان الامريكية والبريطانية لعملائها في داخل اليمن وأوجدتا الازمات السياسية ،وجاء الربيع العربي وهو إيذان بالتدخل كما قاموا باللعبة الاخرى وهي المبادرة الخليجية وجعلوها مبرراً لتدخلهم في القضية اليمنية والجميع يعلم انه لا يوجد قضية اصلاً والشعب اليمني معروف عنه انه لا يقبل المستعمر, وبدأوا بتنفيذ المبادرة الصهيونية، وفككوا منظومة الجيش ودمروا الدفاعات الجوية وانهكوا الاقتصاد، وهذا كان تمهيداً لشن الحرب في 23 مارس 2015م بعد أن قاموا بتأمين عملائهم، وبدأ العدوان وتنفيذ القرار..
إذا الحرب بالدرجة الاولى قرار امريكي اتخذ من واشنطن وقد حرصوا على أن تسمى هذه الحرب بالحرب المنسية حتى لا تظهر سوءتهم ومورست امبراطورياتهم الاعلامية بالدجل بالرغم من انتصار الجيش واللجان الشعبية الذي تحول من الدفاع للهجوم، بل اصبحت الصواريخ اليمنية تدك القواعد العسكرية وما حولها وتوغلت الطائرات المسيَّرة في العمق السعودي ليضرب اقتصادها..
من هنا ظهرت بعض المنظمات الانسانية والحقوقية التي اظهرت بعض الحقائق وبدأ العالم يتساءل والشارع الامريكي على وجه الخصوص يتساءلون لم هذا الحصار والحرب على اليمن؟
صدى الشعار
من هنا كان للشعار صدى في العالم من خلال توحد عنصر المقاومة في الشرق الاوسط وهذا له مدلوله..
كما أن الشعار ظهر في المظاهرات العراقية في بغداد، ورفعت صور السيد عبدالملك وايضاً ظهرت صور السيد عبدالملك والسيد حسين رضوان الله عليهما معلقة على السيارات في امريكا، بل إن العديد من الامريكيين يفتحون الزوامل اليمنية ويمشون بالشوارع، وبذلك انكشف الغطاء، وبالرغم من ان اليمن تعاني منحرب وتدمير وحضار, إلا أن القضية الفلسطينية لم تغب عن الشارع اليمني واعتبرت هي القضية الأولى، ووصل الأمر إلى مطالبة السيد عبدالملك رضوان الله عليه بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في السجون السعودية مقابل اطلاق اسرى سعوديين في اليمن..
وقد أثبتت جانحة كرونا أن الادارة الامريكية لم تستطع احتواءه وتركت شعبها يواجه هذه الجانحة دون أي موقف من الحكومة الامريكية، ونتيجة الكبت الداخلي أتت حادثة «جورج» كنواة أو شرارة خرج على إثرها أغلبية الشعب الامريكي إلى الشوارع معبِّرين عن سخطهم ضد العنصرية التي تمارسها الادارات الأمريكية بحق المواطن الامريكي وبحق العالم..
ومثلما انطلقت الشرارة الأولى من صعدة وأطلق الشعار ها هم اليوم اصحاب البشرة السوداء يصرخون أمام البيت الابيض (لا أستطيع التنفس) وهذا الاسلوب الذي تقوم به امريكا مع كل الدول من حصار وترهيب حتى مع الدول العظمى، قال تعالى( وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) صدق الله العظيم، ولعل في ذلك خير إن نشاء الله فقد اقسم الله سبحانه وتعالى على نفسه أنه ما رفع من مخلوق إلا نكسه، والشعار بحد ذاته يبدأ بـ»الله أكبر» وينتهي بـ»النصر للإسلام».