هل تعود عجلة الرياضة للدوران من جديد؟

 

حسن الوريث

بدأت الرياضة في العالم تعود تدريجياً بعد أن اقتنع العالم بأن التوقف سيسبب خسائر كبيرة على كافة المستويات المادية والمعنوية وحتى هبوط مستويات اللاعبين والفرق إلى درجة يصعب فيها العودة إلى المستوى وبالتالي فإن العودة كانت ضرورية ولكن أيضاً وبحسب ما قررته الاتحادات الوطنية والقارية والدولية وكذا اللجنة الأولمبية الدولية فإن العودة مشروطة باتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة فقد كانت عودة المنافسات في المرحلة الأولى بدون جمهور ثم إدخال عدد محدود كما بدأت تفعل بعض الدول وهكذا فإن العجلة ستبدأ بالدوران من جديد فالرياضة كما قلنا هي علاج ووقاية وحماية ولكن أيضاً لا بد من تحقق الاحتراز حتى لا تحدث نكسة جديدة وتكون الرياضة هي السبب فيها على المستوى العالمي.
مما لاشك فيه أن التوقف في الرياضة تسبب في خسائر مادية كبيرة جداً إلى درجة أن الكثير من الأندية عجزت عن دفع مرتبات لاعبيها وموظفيها كما انهارت الكثير من العقود الإعلامية والإعلانية التي كانت ومازالت وستظل الرياضة تعتمد عليها لذلك فقد كان الاستنفار لدى الجميع لوضع آلية عودة الأنشطة والمسابقات الرياضية حتى لا تحل الكارثة على الرياضة التي صارت في وقتنا الحاضر استثماراً واستثماراً واستثماراً.
وعندما نتحدث عن العالم فإننا يجب أن لا نغفل الوضع المحلي الذي يفترض أن يكون مسايراً ومتماشياً مع بقية البلدان على الأقل في موضوع عودة النشاط الرياضي للحفاظ على مستويات اللاعبين في الأندية والمنتخبات الوطنية التي لديها استحقاقات قادمة ولا بد أن تكون المشاركة عند المستوى وهذا يحتاج إلى استمرار اللاعبين ليس في التدريبات فقط ولكن في المشاركات والمنافسات لأن التدريب لوحده لا يكفي فالمنافسات تصقل المستويات بل إنها الأساس في تطورها وهذا ما يجب أن تدركه الوزارة واللجنة الأولمبية والاتحادات والأندية وتعمل على وضع الآليات الكفيلة بإعادة النشاط الرياضي تدريجياً مع الأخذ بعين الاعتبار موضوع الاحترازات الواجب التقيد بها كي تكون العودة ناجحة وليس مجرد تقليد فقط دون الانتباه حتى لا تحدث الكارثة من باب الرياضة.
الكثير من الرياضيين يعتقدون أن وزارة الشباب والرياضة كانت أكثر سعادة بتوقف الأنشطة الرياضية فهي ارتاحت من تلك الدوشة التي كانت تسببها وربما من النفقات التي هي بيت القصيد وبإمكان الوزارة أن تبعد عنها هذه التهمة باتخاذ قرار عودة الرياضة ولكن ليس جزافاً إذ لابد من دراسة الأمر مع المختصين والخبراء والاستفادة من تجارب تلك البلدان التي بدأت تعيد الأنشطة والمسابقات الرياضية والتواصل مع الهيئات الدولية عبر اللجنة الأولمبية لمساعدة اليمن في هذا الجانب إضافة إلى التواصل مع الاتحادات والأندية المحلية لوضع الآليات الكفيلة بالعودة التدريجية للرياضة وفتح الأندية والملاعب للرياضيين فقط، وفي اعتقادي أن هناك حرصاً من الكل على اتخاذ الإجراءات الاحترازية والالتزام بها لأن فيها حفاظ على صحة وسلامة المجتمع والبلد.
بالطبع نحن نتمنى عودة عجلة الأنشطة الرياضية إلى الدوران في بلادنا وان تفتح الأندية أبوابها ولكن أيضاً ونكرر كلمة ولكن لا بد أن تكون هذه العودة مدروسة وتلتزم بالشروط والإجراءات الاحترازية كما قلنا حفاظاً على صحة وسلامة المجتمع والوطن فبقدر الحرص على عودة الرياضة ليستفيد الجميع فإن الحرص أكثر على الصحة وعدم انتشار الوباء.. وختاما نقول دائماً حفظ الله الشعب اليمني من كل شر ومكروه.

قد يعجبك ايضا