تلاحم واصطفاف

 

عصام حسين المطري

تبنى الأوطان بالوحدة والتضامن والتآزر، كما أن من أبجديات البناء الحديث مفردات المودة والتراحم ورص الصفوف، ذلك لأن الانقسام وتخلخل الصف لا يورث سوى التخلف والدمار في شتى مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية والأمنية والدنيوية وغيرها الكثير من المناحي المتعددة والمتنوعة.
ولمّا كانت الوحدة ولمّ الشمل في الصف الوطني الموحد عاملاً من عوامل النهوض بالواقع وجهنا المولى عز وجل في دين الإسلام وجميع الأديان السماوية الواحدة إلى نبذ الفرقة والتصادم والركون إلى الحياة الآمنة وتحري وحدة الصف، قال الله سبحانه وتعالى في محكم آيات التنزيل (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) إلى ذلك ذهب ديننا الإسلامي الحنيف إلى استهجان النزاع وقال مولانا عزَّ من قائل (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)..
إن التشرذم والانقسام معولا هدم ومعولا شتات فكم عاثا في الأرض الفساد، فاليوم فقط تدهور وانفرط الحزام الوحدوي في عالمنا العربي والإسلامي، وما ظهر التشرذم والانقسام في بلد إلا وظهرت فيه الفتن، فأبناء الصف الواحد يتفرقون ويتحاربون في العديد من أقطار عالمنا العربي والإسلامي فنشوب الحرب الضروس بين أبناء الوطن الواحد أمر مستهجن، فيقتل الأخ أخاه، وتدمر كافة شعوبنا العربية والإسلامية، وتظهر العديد من الرايات واللافتات، فقوم يمثلون اتجاهاً سياسياً معيناً وآخرون يمثلون اتجاهاً سياسياً آخر حتى يصبح من الصعب جداً أن تحسم تلك الحرب لمصلحة فريق دون فريق لتتعاظم المعاناة والتدهور الحاد في صفوف الشعوب المقهورة والمغلوبة على أمرها وهو الأمر السائد وتغرق البلدان في حمامات دماء لم يأت بها دين ولا مذهب ولا ملة..
وكي نحقق السعادة والسلام والاستقرار والمحبة والوئام والوفاق علينا أن نضغط على نزواتنا وشتى التطلعات والمطامع عن طريق إعمار الأمة بالتلاحم والاصطفاف حول دين الله الواحد ألا وهو الإسلام والشريعة السماوية السمحاء، وتأكيد الاخوة الإيمانية والمسارعة إلى تأكيد مظاهر التلاحم والاصطفاف وأن نقضي على هذا الغليان السلبي الذي أصاب أمتنا العربية والإسلامية في مقتل فنحن أخوة لا تفرقنا مطامع وأحزاب أو مذاهب أو عشائر وطوائف وكلنا لآدم وآدم من تراب..
إن الظرف حساس، والمرحلة حرجة، فينبغي علينا أن ندخر إمكاناتنا البشرية والمادية لمواجهة أعداء الإسلام والعروبة الذين يتربصون بناء الدوائر وذلك ما يستوجبه الظرف وتقتضيه المرحلة الحرجة أن نتأبط الوئام والمحبة والسلم والسلام والتعايش السلس الفعال بدلاً من تأبط السلاح، كما يجب علينا أن ننبذ الانقسام والتشظي ونعود بالأمة اليمنية والعربية والإسلامية إلى سالف عهدها من التلاحم ورص الصفوف والاصطفاف والوحدة الخلاقة وتوقف كافة التداعيات، وأن نتحاشى طرق تعكير الصفو الاجتماعي أو إقلاق السكينة العامة، والمحافظة على الدماء والأرواح والأموال، وأن نسعى إلى تجذير التفاهم والخلود إلى المحبة والسلام.

قد يعجبك ايضا