الحُبيشي.. القَاموسُ المُحيط والمَوسُوعة الثقَافيَّة
مطهر يحيى شرف الدين
الإعلامي الكبير والسياسي المحنَّك والجهبذ والفكر الناضج والموسوعة الثقافية والعقلية الفذّة والراجحة، والطود الشامخ والبحر الزاخر والصوت الاستثنائي الجريئ والقلم الجرار في مرحلةٍ حرجة وفي ظرفٍ عصيب أبى إلّا أن يكون مع محور المقاومة ضد المستكبرين الطغاة حاملاً راية الحق متمسكاً بالقضية اليمنية العادلة ومدافعاً عن مظلومية الشعب اليمني ،منتصراً لأرضه ووطنه وعرضه ،كاشفاً وفاضحاً أولئك الذين غرّتهم المصالح الذاتية والشخصية وانساقوا للارتماء في الحضن السعودي يرضعون العمالة والارتزاق بعرضٍ من الدنيا قليل..
الأستاذ القدير أحمد الحبيشي جمعتني به العديد من الندوات العلمية المناهضة للعدوان السعودي الأمريكي على بلادنا.. كانت البسمة لا تفارقة والبشاشة تعلو محياه الطاهر ، حين تجلس وتتحدث معه يوحي إليك بأنه يعرفك منذ سنوات ،وليس ذلك إلا نتيجةً لتلاقي الثقافة وتقاطع التوجه وواحدية الموقف والقضية والهدف، فيتجه إليك بتعزيز الرشد والنصح والاستشارة..
يتسم بالتواضع والرقة في الحديث وسلامة الفكر ورجاحة الرأي ونزعته الحادّة للدين والوطن وحبه لأرضه وشعبه..عرفته بشكلٍ أكبر في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وهو يتحدث بدون كلل أو ملل محاولاً بنجاح الاقناع بالرأي الصائب والحُجَّة القوية إزاء الاصطفاف للقضية والانطواء الكامل نحو ظلال الوطنية ومركِّزاً على التمسك بها ألا وهي الاستقلال والسيادة والكرامة..
يتحدث المرجعية الأستاذ أحمد الحبيشي عن التاريخ وكأنه القاموس المحيط للمصادر والإعلام والمُنجد لكل باحثٍ ينشدُ ضالته ،تراهُ منصفاً يعطي كل ذي حقٍ حقه ، الأحداث والوقائع فتتخيل ذلك الحديث وكأنه مشاهد تراها أمامك ماثلة متكاملة لا فيها غبنٌ ولا تزييف.. ألم الفراق ووجع الفؤاد عليك أيها المناضل الجسور والشخصية اللامعة والعلامة الفارقة في هذه السنوات التي أثبتّ فيها أنك الخط الذي يمثّل الاستقامة، وأنـك الدليل الذي يسترشد به الباحثون عن الموقف الحق وأنك الذي جسدّت الحرية ورفضت العبودية والمنارة التي يلتف حولها كل شريفٍ لا يقبل الخنوع والاستسلام وأنك الاضاءة التي تنير دروب المعرفة لمن أراد لذلك سبيلا..
رحمك الله أستاذنا لقدير أحمد الحبيشي، وأسكنك فسيح جناته ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون..