تأكيد فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية مرة أخرى¡ في مقاله الافتتاحي بصحيفة الثورة يوم الجمعة الماضي¡ على أن الحوار الذي سبق وأن دعا إلى إجرائه تحت قبة مجلس الشورى بمشاركة جميع القوى السياسية والحزبية والاجتماعية والوطنية¡ سيكون مفتوحا◌ٍ على كافة القضايا التي تهم الوطن وأنه لا حدود لهذا الحوار سوى سقف الدستور والثوابت الوطنية.. هذا التأكيد الواضح والصريح يجسد مدى حرص فخامته على تنقية الأجواء وردم الهوة بين مكونات العملية السياسية والحزبية¡ ولما من شأنه إزالة الالتباسات والتباينات في المواقف والتي كانت أمرا◌ٍ من الطبيعي أن يحدث في ظل التعددية السياسية وحرية الرأي والتعبير¡ غير أنه لا ينبغي له أن يستمر أو يكون سببا◌ٍ في القطيعة والتباعد في مجتمع تحكمه الديمقراطية وقواعدها¡ التي يتصدرها مبدأ الحوار.
ولا يخفى على أحد أن الهدف الأسمى والمنشود ليس فقط إذابة جليد الخلافات والتقريب بين وجهات النظر واستعادة تواصل كان شبه مجمد¡ بل أن الأهم في أي حوار كان هو وضع النخب السياسية والحزبية والاجتماعية والوطنية أمام المسؤوليات المناطة بها حيال ما يعترض طريق الوطن من تحديات¡ باعتبار أن هذه النخب¡ هي من يفترض فيها أن تقدم القدوة والمثل الإيجابي¡ في تفاعلها وإيثارها من أجل الوطن ومصالحه العليا.
ولكي تستحق كل من هذه النخب وصف النخبة¡ فلا بد لها مöنú أن تكون على قدر عال◌ُ من الوعي بالغايات التي وجدت الأحزاب من أجلها¡ وعلى درجة من النضوج والأهلية للأدوار التي يتعين أن تقوم بها على صعيد الانتصار لقضايا الوطن وتطلعات أبنائه في التقدم والتطور والرخاء.
فتلك هي المهمة الرئيسية لكل النخب في المجتمعات الديمقراطية¡ التي دائما◌ٍ ما يكون التنافس في ما بينها محصورا◌ٍ في خدمة أوطانها والنهوض بها في مختلف المجالات والوقوف في وجه ما قد يلحق بها الضرر أو ينال من أمنها واستقرارها.
وبوسع نخبنا السياسية والحزبية امتلاك درجات التأثير لو أنها تحلت بهذه الروح وسمت فوق الصغائر وغلبت مصالح اليمن على ما دونها من المصالح الحزبية والحسابات الضيقة.
كما أن بإمكان هذه النخب أن تكتسب هذه الصفة باستحقاق إذا ما استطاعت الابتعاد عن التكتيكات السياسية وشخصنه القضايا التي تؤدي إلى التأزيم¡ واقتنعت أن معركتها الأولى هي في حماية الوحدة الوطنية وتعزيز الاصطفاف وصون الوطن من أي استهداف.
ونعتقد أن أفضل وسيلة لكي تثبت النخب السياسية اليمنية جدارتها بنيل ثقة الناس تكمن في تجاوبها العملي وبدون أي تردد مع دعوة الحوار وإنجاح نقاشاته والخروج بتصورات ورؤى تؤدي إلى الحلول لا إلى خلق مشاكل جديدة¡ أو زيادة حدة المشاكل القائمة¡ وذلك ما يقتضي من جميع المتحاورين أن يدركوا أنه لا يكفي طرح الحلول النظرية¡ بل لابد من التوافق على السبل الكفيلة بتنفيذها من قبل الجميع سواء بسواء¡ فالحلول النظرية غير القابلة للتطبيق تصبح لا معنى لها¡ خاصة إذا ما كان الهدف من طرحها هو إحراج الآخر أو دفع الحوار إلى زاوية ضيقة تصرفه عن القضايا الأساسية.
فالحقيقة أن الوضع الراهن بتحدياته ومصاعبه يقتضي من الجميع الارتفاع إلى مستوى المسؤولية الوطنية¡ وفتح صفحة جديدة يكون فيها عام 2010م كما أشار إلى ذلك فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية عاما◌ٍ للتسامح والخير والاستقرار¡ وإذا ما ح◌ِس◌ْنت النوايا وصدقت الأعمال فإن الحوار كفيل بإنهاء أي اختلافات أو تباينات لأنها في النهاية خلافات بين أبناء وطن واحد ما يجمعهم من القواسم المشتركة أكثر مما يفرقهم.
ومن هذا المنطلق نقول بكل الصدق والصراحة والوضوح أننا إذا ما ارتضينا أن تكون مصلحة اليمن أولا◌ٍ¡ وجعلنا هذه القاعدة مرتكز الحوار¡ فلا شيء يمكن أن يستعصى على الحل أو المعالجة الموضوعية والسليمة¡ بل لن يكون هناك مجال للشطط والمزايدات والمناكفات التي يتحول فيها أي اختلاف عارض إلى خلاف وخصومة¡ حيث سنجد أنفسنا في ظل الحوار المسئول نتحدث بصوت ورؤية واحدة¡ تفتح الأبواب أمامنا لنمضي معا◌ٍ في اصطفاف وطني قوي ومتماسك في مواجهة التحديات الماثلة والتغلب عليها¡ لنسير باليمن صوب مرافئ الأمن والأمان والاستقرار والمستقبل المشرق والوضاء.
وصدق الله العظيم القائل في محكم كتابه:(و◌ِق◌ْلö اعúم◌ِل◌ْواú ف◌ِس◌ِي◌ِر◌ِى اللøه◌ْ ع◌ِم◌ِل◌ِك◌ْمú و◌ِر◌ِس◌ْول◌ْه◌ْ و◌ِالúم◌ْؤúمöن◌ْون◌ِ..).
Prev Post
Next Post