تجديد جسور التاريخ العريق

 - هي‮ ‬أنجح زيارات الرئيس هادي‮ ‬تلك التي‮ ‬اتجهت شرقاٍ‮ ‬نحو أكبر دولة في‮ ‬العالم من حيث عدد سكانها وحجم وقوة اقتصادها التي‮ ‬يمنحها لأن تكون ثاني‮ ‬أعظم اقتصاد في‮ ‬هذا ال

هي‮ ‬أنجح زيارات الرئيس هادي‮ ‬تلك التي‮ ‬اتجهت شرقاٍ‮ ‬نحو أكبر دولة في‮ ‬العالم من حيث عدد سكانها وحجم وقوة اقتصادها التي‮ ‬يمنحها لأن تكون ثاني‮ ‬أعظم اقتصاد في‮ ‬هذا الكوكب‮ ‬وهي‮ ‬الصين تلك الدولة الأعرق في‮ ‬التاريخ العالمي‮. ‬ولعل عراقة التاريخ ونصاعته وعبقه هي‮ ‬ما‮ ‬يجمع البلدين والشعبين الصديقين‮. ‬فالأمتان اليمنية والصينية هي‮ ‬من أعرق أمم الأرض والتي‮ ‬يمتد تاريخها إلى آلاف السنين‮. ‬إذ من بين أمم الأرض قاطبة لا‮ ‬يوجد سوى عدد من الأمم‮ ‬يشار إليها بالبنان صنعت حضارات شامخة وعريقة لا تندثر وهي‮ ‬الحضارات اليمنية والصينية التي‮ ‬تظل آثارها شاهدة حتى اليوم‮. ‬لقد نسجا رغم بعد المسافة وبيئة ذلك العصر شبكة من العلاقات الحضارية والاقتصادية والتجارية أمكن لها أن تضع أساسا صلبا ورحبا لعلاقات نوعية في‮ ‬القرن الواحد والعشرين بين البلدين‮. ‬ولقد قدمت الصين لليمن في‮ ‬منتصف القرن الماضي‮ ‬نموذجا حيا وخلاقا لعلاقات الصداقة حيث وقف الصينيون إلى جانب اليمنيين في‮ ‬حرب الثمان سنوات‮ ‬يشيدون معهم صروح البناء والقنابل تنهمر على صنعاء‮. ‬وما القبر الصيني‮ ‬في‮ ‬العاصمة اليمنية صنعاء إلا رمز حي‮ ‬لتلك العلاقة التي‮ ‬تخضبت بالدم فلا تنسى ولا‮ ‬غنى عنها اليوم‮. ‬واليوم تؤكد هذه الزيارة وذلك الاستقبال الحافل الذي‮ ‬حظى به رئيس الجمهورية‮ “‬الثالثة‮” ‬لليمن عبده ربه منصور والنتائج المتمخضة عنها قوة هذه العلاقة ومعانيها العظيمة والمتعددة‮.‬
تجربة النهضة الصينية الاقتصادية المعاصرة حيوية ومذهلة وجديرة بالتأمل والدراسة والاستفادة وخاصة من أمة‮ ‬يمنية عريقة تتلمس اليوم طريقها نحو التغيير والخروج من مأزقها الراهن نحو رحابة العصر‮. ‬وليس هناك من تجربة أكثر‮ ‬غناء وتنوعاٍ‮ ‬ونجاحاٍ‮ ‬من تلك التي‮ ‬تشهدها الصين في‮ ‬هذا القرن‮. ‬كما ليس هناك من دولة قادرة على مد‮ ‬يد المساعدة العاجلة والفعِالة من تلك التي‮ ‬يمكن أن تمتد‮ ‬يد سور الصين العظيم وشعبها العريق إلى اليمن في‮ ‬هذه الظروف العصيبة‮ ‬حيث ما زلنا نرى أن بعضاٍ‮ ‬من دول الجوار القريب والبعيد‮ ‬يعلن عن دعمه لليمن دون أن‮ ‬يترجم ذلك إلى حقائق ومعطيات صادقة وناصعة‮.‬
لقد أثمرت زيارة الرئيس هادي‮ ‬بحصيلة من النتائج أثلجت صدر اليمنيين‮ ‬وعزفت على قيثارة الأمل التي‮ ‬ينشدها هذا الشعب العريق‮.‬
مما لا‮ ‬يدع مجالاٍ‮ ‬للتأويل والشك أن تلك البروتوكولات الموقعة في‮ ‬مجالات الكهرباء والصناعة والتجارة التي‮ ‬تمخضت عنها زيارة رئيس الجمهورية خلال الأيام الثلاثة الماضية سوف تسند العملية الانتقالية بمعطيات مادية قوية تنعكس على الحياة اليومية لليمنيين وتخفف من معاناتهم وتعزز من قوة اندفاعهم نحو التغيير الحقيقي‮ ‬والشامل ونحو بناء دولة‮ ‬يمنية مدنية ناهضة ومتطورة‮. ‬المهم الآن هو كيف‮ ‬ينبغي‮ ‬على الجانب اليمني‮ ‬تطوير‮ ‬علاقات الصداقة والتعاون بين اليمني‮ ‬والصين‮ ‬وكيف نصمم استراتيجية‮ ‬يمنية لتطوير وتنويع هذه العلاقة‮. ‬ومن الجدير هنا أن نقترح إنشاء دائرة للعلاقات اليمنية الصينية في‮ ‬وزارة الخارجية ترفد بالخبرات والكفاءات والمهارات المناسبة تتولى هذه المهمة‮.‬
الشكر والثناء للأمة الصينية وقيادتها الحكيمة‮. ‬والشكر كذلك للقيادة اليمنية التي‮ ‬تمضي‮ ‬قدماٍ‮ ‬على درب التغيير وتطرق الأبواب الصحيحة للمساندة والدعم‮.‬

قد يعجبك ايضا