أنا والقصيدة توأمان وصديقان على ثوابت وقد أحببت في الشعر وطني وأبنائي وأصدقائي
وفاة شاعر اليمن الكبير الأستاذ حسن عبدالله الشرفي .. القصيدة تصمت ولا تموت
الثورة / صنعاء
رحل عن دنيانا الفانية أمس الإثنين الموافق الخامس والعشرين من مايو الشاعر الكبير الأستاذ حسن عبدالله الشرفي عن عمر ناهز 76 سنة ، وتوفي الأستاذ الشرفي بصنعاء بعد عمر قضاه شاعرا يبدع قصيدا من بحره المتلاطم بالشعر والقصيدة ، وخسرت اليمن والقصيدة العربية برحيل الشاعر الأستاذ حسن الشرفي أحد أعلامها، فقد كان آخر الشعراء الفحول سموقا وشموخا وإباء ،وأقدرهم على تطويع مفردات الفصحى والعامية ، ونظم الشعر الحميني والفصيح ، لقد خسر الوسط الثقافي والأدبي والإعلامي وخسر الشعر اليمنيّ برحيل الأستاذ الشرفي واحداً من الأفذاذ والكبار الذين أضافوا للشعر وللقصيدة رقمها وقيمتها ، لما مثله من تجربة خاصة امتاز فيها بقول الشعر العمودي والحُميني والحر، وكان في كل منها حالة خاصة وعلامة متميزة.
«واتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، وهو ينعي هذا الشاعر فإنه يعزي الوسط الثقافي والأدبي اليمني والعربي برحيله الذي يترك فراغاً كبيراً في الساحة الأدبية والثقافية اليمنية. ، وزارة الثقافة بصنعاء نعت الشاعر الراحل؛ واعتبرت في بيان صادر عنها «الراحل من أهم القامات الشعرية اليمنية في القرن العشرين، حيث تميز بغزارة إنتاجه الأدبي مع إجادة واضحة ومقدرة فذة على تطويع اللغة وامتلاكه لمخزون لا ينضب من المفردات، ما مكنه من كتابة الشعر بأشكاله: العمودي والحُميني والتفعيلي. ، وأكد البيان أن رحيله يمثل خسارة كبيرة للأدب اليمنيّ؛ لما كان يمثله حسن الشرفي كمدرسة شعرية رفدت القصيدة اليمنيّة بنتاجٍ زاخر من الكتابات الشعرية المختلفة.
وشُيع الشاعر حسن الشرفي عصر أمس الاثنين ، حيث تم مواراة جثمانه الثرى في مقبرة جار الله بشارع النصر بالعاصمة صنعاء.
الشاعر حسن عبدالله الشرفي مولداً ونشأة
حسن عبدالله الشرفي.. شاعرُ وأديبٌ لمع نجمه في القرن العشرين كواحد من أهم الشعراء المعاصرين على مستوى الوطن العربي ، ومن أهم القامات الشعرية اليمنية في القرن العشرين، تميز بغزارة إنتاجه الأدبي مع إجادة واضحة ومقدرة فذة على تطويع اللغة وامتلاكه لمخزون لا ينضب من المفردات مما مكنه من كتابة الشعر بأنواعه «العمودي والحميني والتفعيلة».
يقول الشاعر الراحل- رحمه الله- عن نفسه: أنا من مواليد 1944 م بقرية الخواقعة بالشاهل محافظة حجة من أسرة تحت خط الفقر.. حالي في ذلك وحال أسرتي لا يختلف كثيراً عن حال السواد الأعظم من أبناء اليمن الذي كان يسمى سعيداً ولا أدري في أي مناسبة زمنية اطلق عليه لقب اليمن السعيد أو اليمن السعيدة ، جئت إلى الدنيا والحرب العالمية الثانية تأكل المشرق والمغرب في ما وراء البحر الأحمر وما وراء البحر المتوسط وما وراء المحيط الهندي إلى أطراف بحر اليابان، وكانت قريتنا في ذلك الحين موبوءة بالجفاف وبداء الجدري وعروق الماء ، ومرت الأيام حتى عام 1949 حين هجمت ذات ليلة على أمي فأدميت كتفها بعضَّة مجنونة ما زالت آثارها حتى اليوم لسبب الجوع.. قلت هذا الكلام أكثر من مرة في اكثر من مناسبة ، دخلت المكتب ( الكُتَّاب ) عام 1950م نصف عار وحاف تمام الحفي بكوفية مهترئة ، وجسم نحيل جداً وشعر أصهب جداً وفي عيوني ازرقاق نهر تحت غيمة ذات أصيل ، كانوا يقولون لي في المكتب «أنت سرقت صبوح النبي:» لأن من كان ازرق العين يقولون انه سرق صبوح النبي وكنت أعلم انني لم اسرق صبوح احدٍ لا من الأنبياء ولا من غيرهم وكم تمنيت أن أجد أمامي صبوحا فأسرقه حتى لو كان للملائكة، ومن عام 1951إلى 1954 وأنا بعد العاشرة كنت مع الرعاة والراعيات في الشعاب ومع قطيع صغير من الغنم.
– في الثالثة عشرة من العمر التحقت بالمدرسة العلمية بالمحابشة فقال لي احد الأساتذة مازحاً أنني سرقت صبوح النبي أجبت عليه ببداهة سريعة ! من حسن حظي أنني لقيت النبي وطعمت من صبوحه لكن أنت لم تلق النبي ولا غيره فضحك وارتبطت معه من ذلك الوقت بمحبة أبوية استفدت منها في مجال التحصيل العلمي لأنه كان يدرسنا اللغة العربية ، بدأت في المرعى أحاكي أترابي في الأغاني على النمط ، الذي نسمعه في المناسبات والأعراس ومواسم الزرع والحصاد وكنت قد قرأت بعض الكتب كأعلام الناس في سيرة بني العباس ، وعنترة بن شداد وكنت أرثي له يكون بتلك الشجاعة ثم يتعرض لذلك القهر كله بسبب حبه لعبلة .
– في المدرسة العلمية بالمحابشة كنت مع الزميل الجليل الشاعر الكبير علي عبد الرحمن جحاف نحاول معاً كتابة الشعر وكنا قد قرأنا نهج البلاغة وقصائد للمتنبي والبحتري والمعري وأبي تمام والشريف الرضي وشوقي والبارودي وعلي الجارم وكتب المنفلوطي كما حفظنا عن ظهر قلب كثيراً من قصائد الشاعر اللبناني العظيم إيليا أبو ماضي وقصائد لبشارة الخوري الأخطل الصغير ، وما وصلت الينا من قصائد للزبيري والبردوني والمقالح الذي كان يكتب حينها كما أذكر باسم ابن الشاطئ”.
– تركت المحابشة في الطريق إلى صنعاء عام 1961 وكنت تلميذاً بدار المعلمين إلى يوم قيام الثورة 1962م، حاولت الالتحاق بالحرس الوطني وبينما كان الضابط واسمه محمد الذيب يدربنا فخبطت برجلي في صحن البندقية ” الشميزر” حتى خلعت الظفر ، فقال لي : أنك لم تنفع ، فتركت الفكرة والتحقت بالمجاميع الطلابية التي كانت تتوزع في أنحاء اليمن من المدارس لتوعية المواطنين للثورة ، وكان حماسنا غير محدود كما كانت معلوماتنا عن الثورة وما يجب أن نقوله بشأنها من معلومات لا تقدم ولا تؤخر لكننا كنا نستعين بالراديو ببعض الأفكار والمفاهيم ، وكنت أول مدير مدرسة ابتدائية في المحابشة من منتصف 1963م كما عملت في المفرزة تحت رئيسها الملازم يومها الطيب السمعة والطيب السلوك الإنساني المهذب محمد احمد الويسي، ثم دخلت منطقتنا بما فيها المحابشة والشاهل معترك الصراع بين الملكيين والجمهوريين ، وبقيت المنطقة في أيدي الملكيين إلى عام 1970م، تقريباً في الفترة ما بين 1966م إلى عام 1970م اشتغلت خياطاً وطبيباً متجولاً في مستشفى محمول باليد وعملت مزارعاً وكتبت كثيراً من القصائد .
– في عام 1968 عدت إلى صنعاء لأبحث عن عمل فقال لي أحدهم بلهجة ثورية حادة أنني لم أعد انفع للعمل لأنني قد تشبعت بالأفكار الملكية ولم تعد الدولة بحاجة إلى الرجعيين .
– في عام 1971 بلغني أن الدولة بصدد التنقيب عن البترول في منطقة دير غبيش بالزيدية ، وأن عامل قضاء الزيدية يومها المرحوم القاضي يحيى بن يحيى راصع . وصلت إلى الزيدية فوجدت أن الفكرة الخاصة بالتنقيب عن البترول ليست مؤكدة فبقيت مع العساكر التابعين للمدير وكلهم من البلاد من أبناء القرية كما هو حال العامل نفسه فكلنا من الشاهل .
– عندما تمت المصالحة عام 1971 م كان قد اجتمعت لجنتان من قبل الملكيين والجمهوريين في عبس بعد المصالحة لتسوية أوضاع أبناء المناطق لواء حجة الذين كانوا موظفين . وكما قلت أنني كنت مديراً لمدرسة فتعينت مساعداً لعامل ناحية المفتاح حتى عام 1974 م ومن عام 1974 إلى عام 1980 مديراً مساعداً لقضاء الشرفين المكون من تسع مديريات وهي: المحابشة ، والمفتاح ، وكحلان وأفلح الشام وخيران وأسلم وأفلح اليمن والقفل والشاهل .
– من عام 1980إلى عام 1982 مديراً لناحية كحلان الشرف ثم مديراً لأفلح اليمن ثم مديرا مساعداً لمديرية قضاء الشرفي إلى عام 1998 ثم أحلت نفسي على التقاعد بمرتب قدره (9000) ريال لا غير عداً ونقداً وكانت الدواوين المطبوعة من حساب البنك ومن حساب المطبعة . في شهر أغسطس 1993م جئت إلى صنعاء للاستيطان وكنت أرى فيها الأمل وإلى الآن ونحن في عام 2006م ما زلت في صنعاء بعمر قدره اثنان وستون عاماً أما بقية المعلومات عن الدواوين والأعمال المطبوعة والمجلدات فكلها يعرفها الزميل والشاعر المبدع حاتم شراح وأشكره من قلب قلبي .
كان الشاعر حسن عبدالله الشرفي ، يوثق أحداث حياته بدقة عالية وترتيب فريد ، يحتفظ بأول قصيدة كتبها قبل خمسين عاما ، بخط يده كما يحتفظ بآخر القصائد التي كتبها وأرسلها قبيل أيام من وفاته الى صحيفة الثورة لنشرها ، هو نادر وفريد في توثيق الأحداث الهامة بالشعر وبقصائد عصماء من القلب ، زرته مؤخرا وجدته يحتفظ بسبعة مجلدات عن الحرب العدوانية على اليمن ، يكتب عن كل مجزرة وعن كل جريمة ترتكبها السعودية بحق شعبنا ، يكتب عن كل نصر يحرزه اليمني المقاتل في ميدان المعركة ويخلدها بقصيده ، يحمل الوطن هماً وقيمة وأدباً وشعراً ، يكتب للوطن وما يمر به من أحداث لكأنه يوثق مذكراته.
أحببت في الشعر وطني وأبنائي وأصدقائي والحرية والحياة
لقد قلتُ للدنيا وأيامها ما شئت لا ما شاء الذين قالوا إنني أكثرت من القول فذلك حقهم ولهم أعذارهم، كما أن لي عذري مثلهم تماما في (هوى النفس) وفي (مذاهب العشق) بمعناه الواسع وفي “ضيق العيش وفسحة الأمل”.. وأنا هنا من الذين جاؤوا إلى الدنيا من زمنها القاسي…أنجزتُ ثمانية مجلدات مطبوعة وعندي سبعة أعمال مخطوطة بما فيها كتاب ((على راحة السؤال)) وهو كتاب جمعته من المقابلات واللقاءات الصحفية معي طيلة عشرين عاماً قلت فيه أنني نجحت كثيرا وفشلت أكثر، وفي كل الأحوال لقد أخلصت للشعر إخلاصا لا حدود له…أحببت في الشعر وطني وأبنائي وأصدقائي والحرية والحياة”.
وإن غادر الشعراء ستبقى القصيدة ، فالقصيدة حية لا تموت ، هكذا يقول الشاعر الراحل الكبير الأستاذ حسن عبدالله الشرفي ، والنص أعلاه مقتطف من لقاء نشره قبل مدة قصيرة «ملحق الثورة الثقافي والأدبي» وأجراه الزميل أحمد الأغبري , ويضيف في الشعر كان للشاعر دينه الأقوم وكان له صراطه المستقيم… هكذا يقول بلغة شعرية :”في البدء كان اللوح والقلم وكانت القصيدة في المرعى ونشأتها الأولى في تلك الشعاب مع نشأتها الأولى مع العشر الأولى من العمر كيف لها أن تدري؟! تشكيلة من الأحاسيس الملونة ..عالم من اللغات المبهمة محمولة جواً على أجنحة الأسئلة وكلها قاب نهدين أو أدنى من مراهقته المتربصة، وفي تلك الشعاب المسكونة بالنعمة والمعروشة بالبساطة رأي فيما يراه الناموس كيف يتبرعم الشذى وينفلق البحر ، لكنه ظل وإلى ما شاء الله بين القرب وبين البعد كلما أضاء له السر خامرته الهيبة… وبمشيئة الكائن الوديع ارتضى لمشواره دين الحب، ولكي لا يظل الشعر دولة بين مسميات ما أنزل الذوق بها من سلطان كان له دينه الأقوم وكان له صراطه المستقيم”.
بقيت قصيدة الشرفي ،في مراحل تطورها، متجددة سواء بشعر العامية أو بشعر الفصحى، وفي الأخيرة كتب كثيراً وبرز ممسكاً بصولجان البوح عبر لغة ورؤية وصورة تتجدد ويتولد سحرها ملتزما في معظم ما كتب جانب العمود كشكل…:”التزمتُ في الغالب جانب العمود كشكل لا يمثل إلا وعاء محدود الأهمية … لقد كان ما وراء الشكل هو ما أبحث عنه في المعنى وفي الصورة وأهم ما وقر في نفسي هو ضرورة الوقوف على أرض ليس فيها موطئ قدم للاجتهادات العاجزة مع الإيمان المطلق أن ملكوت الشعر لا نصيب فيه ولا مكان للنظم بمعناه المجرد…لقد علمت مبكراً أن بين الشعر وبين النظم برزخاً من المسامير واللهب، وذلك هو حالي مع القصيدة الناجحة التي أكتبها “.
وفي كل ما كتبه بقي الشاعر ملتزماً التعبير عن المجتمع في القرية والمدينة وبنفس القلب كتب للحزن والفرح وللناس والوطن، ولم يلتبس عليه الأمر حتى وإن كتب أكثر من قصيدة في موضوع واحد بالفصحى وبالعامية…يقول :”لكل نص عندي وجهته ولكل نص في وجداني وجهته في الشكل وفي الدلالات، كما أن للقارئ ثقافته وذائقته، أما أنا فبين نص وآخر أكون أنا وأكون سواي تماماً…كتبت بهدوء القرية كما كتبت بقلق المدينة بالفصحى، بالعامية، ولم يلتبس عليَّ الأمر لا في المعنى ولا في المبنى “.
القصيدة تصمت ولا تموت.. وهكذا هو الشاعر الشرفي أيضاً
قبل أكثر من خمسين عاما كتب قصيدته الأولى لتنهال عليه بعد ذلك أمطار الشعر في تجربة طويلة، يتماهى فيها العامي بالفصيح والذاتي بالموضوعي والفكري بالسياسي، موثقا علاقته بالشعر بسبعة مجلدات مطبوعة من أعماله الكاملة، وأربعة أخرى تنتظر الطبع ، كتب الشاعر الكبير الراحل الأستاذ حسن عبد الله الشرفي شعرا وقصيدا حتى قيل له: لقد أكثرت وقلت للدنيا ما تشاء فمن أين لك بحرك الذي تغرف منه القصيدة؟، وقد أجاب: أنا صديق حميم للقصيدة. أعطيتها خمسة عقود من عمري، ولم يشغلني عنها مال ولا جاه ولا منصب، فقد كانت –وما زالت- هي المال والجاه والمنصب، ومن دلائل إخلاصي لها أن نوافذي وأبوابي مشرعة لها على الدوام، بل إنني لا أجد ذاتي إلا في حضورها، فهل من الحكمة أن أصدها، وأزورُّ عنها هروباً مما قد يسميه البعض ، وهو بعد في مدينة المحابشة يتلقى العلوم في المدرسة العلمية تميز بغزارة إنتاجه وقدرته الفائقة على تطويع اللغة ومفرداتها وسياقاتها الجمالية ليثري المشهد الأدبي اليمني بإنتاجات ملفتة كرّسته ضمن القامات الشعرية الكبيرة باليمن.
بقيت قصيدة الشرفي في مراحل تطورها متجددة سواء بشعر العامية أو بشعر الفصحى، وفي الأخيرة كتب كثيراً وبرز ممسكاً بصولجان البوح عبر لغة ورؤية وصورة تتجدد ويتولد سحرها ملتزما في معظم ما كتب جانب العمود كشكل…يقول :”التزمتُ في الغالب جانب العمود كشكل لا يمثل إلا وعاء محدود الأهمية … لقد كان ما وراء الشكل هو ما أبحث عنه في المعنى وفي الصورة وأهم ما وقر في نفسي هو ضرورة الوقوف على أرض ليس فيها موطئ قدم للاجتهادات العاجزة مع الإيمان المطلق أن ملكوت الشعر لا نصيب فيه ولا مكان للنظم بمعناه المجرد…لقد علمت مبكراً أن بين الشعر وبين النظم برزخ من المسامير واللهب، وذلك هو حالي مع القصيدة الناجحة التي اكتبها “.
في كل ما كتبه بقي الشاعر ملتزماً التعبير عن المجتمع في القرية والمدينة وبنفس القلب.. كتب للحزن والفرح وللناس والوطن، ولم يلتبس عليه الأمر حتى وإن كتب أكثر من قصيدة في موضوع واحد بالفصحى وبالعامية…يقول :”لكل نص عندي وجهته ولكل نص في وجداني وجهته في الشكل وفي الدلالات، كما أن للقارئ ثقافية وذائقته، أما أنا فبين نص وآخر أكون أنا وأكون سواي تماماً…كتبت بهدوء القرية كما كتبت بقلق المدينة بالفصحى، بالعامية، ولم يلتبس عليَّ الأمر لا في المعنى ولا في المبنى “ ، ولا في الموقف ولا في التعبير عنه ، ظل هو الوفي لكلمته ولموقفه ولوطنه ولأبنائه وأصدقائه وإخوانه وشعبه.
أنا والقصيدة صديقان حميمان وصداقتنا تأسست على ثوابت متينة في علاقتنا بالآخر…يصف الشاعر الشرفي علاقته بالشعر وعلاقة شعره بالموقف ، وهكذا بقي وفياً حتى رحل للمبدأ للكلمة للموقف للفقراء للمغلوبين ، ممسكا بقلمه صداحا في وجه عاصفة البغي والعدوان التي أدركها مواجها ، لم يتوقف عن إرسال قصيدته إلى صحيفة الثورة ، مجسدا للمأساة ، ومبدعا في وصف وتوصيف ما أحرزه المقاتل في الميدان من انتصار على عربان البغي والتعدي آل سعود، أو هكذا كان يصفهم- رحمه الله ، رحل الشرفي لكن قصيده لم يمت ، ولم تمت مآثره الكبيرة من شعر وقصيد ومواقف.